Culture Magazine Monday  24/11/2008 G Issue 262
أوراق
الأثنين 26 ,ذو القعدة 1429   العدد  262
 

الإهداء (إلى ضمير الغائب هي.. فربما تتكلم لتقول هذا أنا... أنا قد عدت إليك!!!)

سيدتي...

أنا هنا.... والليل ليل!!!

ليل بضجيج صمته يعزف لي موال الخوف بكل ألوانه.. وأشكاله ومعانيه.... فنون أشباح ليل طويل!!!

ليل أنا فيه وأنت لست معي... بسلاسل الدجى يأسر طفولة نظراتي وحلمي فيك... حتى يترمد الكون في عيناي!!!

الليل ليل... ليل شتوي بارد... الرعد القاصف.. وحفيف الريح.. وضفائر نخيل منزلنا تغرق ...>>>...

بمعزل عن الأنامل، تجيء البصمات هوية للأماكن، والأشياء، وبداهةً، كيانات الأفراد. للوقائع، للأمكنة، للتفاصيل، بصمات أشد وطئا، وأقوم قيلا. وحدهم أولوا النهى والبصائر والخيالات الخصبة من يعون ذلك. هناك، في علم الجنايات، يجري الالتجاء إلى حكيم البصمات الشرعي لفك الطلاسم، بينما ينتهي الأمر هاهنا نحو الركون إلى مختبرات الدخائل لحل تلك الشفرات.

آثار الإنسان بعد المغادرة، بقايا الأحداث عقب ...>>>...

- انكسار

ويضحك المساء والأمواج سكرى بحمرة البحر، عاشقة ترانيمه الهانئة في بحر ذاتها، فهي معشوقة لذاته وهي مع أنسام الحياة فإذا تعثرت بما يحد هيامها، تعثرت حياتها وتناثرت أشلاء، و الزبد شاهد على عثرتها.

- عشق

الأنهر لغات، وللبحر لغة، فالأنهر تبقى هائمة في أودية الافتراق، تبقى عاشقة في مرارة البعد الذي تنشد شجنه ما بقيت، هي في هيامها تنشد خليلها البحر، وهو في بسطه ينشد ذاته بها، وكأنه ينشد ذاته ...>>>...

سيول جارفة من التأمل الغنائي الصامت في تبجيل اليد، بمقاطعها الصوتية الثنائية، التي لا يمكن أن تسمع إلا في اللغة العربية، مؤكدة أن أصل اللغة ثنائيّ، وأن هذه الثنائية الموجودة في أسماء الأصوات والأفعال، هي ثنائية اليد الناعمة المسترسلة، وهو الأمر الذي تؤكده نظرية الأب أنستاس الكرملي ومرمرجي الدومنكي.

إنها اللفظة المؤنثة بنعومة، كما تقتضي القاعدة العربية القائلة بأن كل عضو مثنى في الجسم فهو مؤنث ...>>>...

نفوس بشرية تئد كل منها الآخر..

تصفع أجسادنا بصواقع الندم والحسرة والخيبات..

تهبنا فواجع الذئاب.. ولا تأبه لأي حساب..

البشرية..

منذ آدم وحواء.. حدث خطأ.. والخطأ أصبح ينجب خطأ.. حتى شملتنا الخطايا

انشطرت البشرية بجمجمة رأسي إلى شقين..

الأول:

لا يشعر بنصف جسده.. ولا ضمير يؤنب أصبع الندم بداخله.. ولا تنازلات تقدم في نفس الآنية التي مدت لهم بطيبه حتى.

والشق الثاني:

كحال الملائكة.. أو ربما هي ...>>>...

من يعشق الأرض (الوطن) يبقى الحنين يؤرقه، ويشده إليها، مهما ابتعد عنها، وإن حقق نجاحات وثروات

غريب هو عشق الوطن..، أليس هو بقعة من الأرض -تصغر أو تكبر- تحوي يابس وماء وهواء.

من يخرج من وطنه تطلق عليه عبارات مثل: مغترب، لاجئ، منفي، وكلها في ظني تشبه لفظة يتيم.

اليتيم مهما عاش وإن انتشلته أيدي الرحماء، واكتنفه الحب من كل جانب تبقى كلمة أمي... أبي... وكلما مرت على مسمعه تؤرقه، وتوقظ فيه إحساسه ...>>>...

 
 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

صفحات PDF

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة