Culture Magazine Monday  24/11/2008 G Issue 262
الثالثة
الأثنين 26 ,ذو القعدة 1429   العدد  262
 

ذو الرمة بين الناصر والطيب صالح

 

 

خلال زيارته للسودان ألقى الأستاذ عبدالله الناصر محاضرة أشار فيها إلى علاقته بالأديب العربي الكبير الطيب صالح الذي هو من أشد المعجبين بقصص الناصر، وقد كتب مقدمة مجموعته الأولى (أشباح السراب)، ثم كتب مقالات يقرّض فيها قصص الناصر وأدبه، وكان الناصر يشترك مع الطيب صالح في ولعه ببعض شعراء الجزيرة العربية كذي الرمة، والصمة القشيري، والمرقش، ومتمم بن نويرة، وبالذات ذو الرمة، ومن شدة ولع الطيب صالح بذي الرمة شاعر الصحراء وشاعر الوصف العملاق، ولكون الناصر يشترك معه في هذا الغرام بالشاعر فقد زارا الأماكن التي ذكرها ذو الرمة في شعره خصوصاً أن الطيب صالح من زوار المملكة الدائمين والمحبين لها، وقد طاف به الناصر في تلك الأماكن مثل (حزوى) في الدهناء ومشرف وأماكن أخرى من مواطن عشق ذلك الشاعر، وألقى الناصر على الجمهور قصيدة (ذي الرمة) في محبوبته (مي) التي يقول فيها:

وقفت على ربع لمية ناقتي

فما زلت أبكي عنده وأخاطبه

وأبكيه حتى كاد مما أبثه

تكلمني أحجاره وملاعبه

ثم عرج الناصر على (الصمة القشيري) الذي كان يعيش في منطقة (تبراك) وألقى على الجمهور أيضاً قصيدته التي يتغزل فيها بمحبوبته (ريا) والتي يقول فيها:

أما وجلال الله لو تذكرينني

كذكريك ما كفكفت للعين مدمعا

فقالت بلى والله ذكراً لو انه

يصب على صم الصفا لتصدعا

وقد طلب الجمهور السوداني الاستمرار في القصيدة، وحينما اعتذر الناصر للجمهور بسبب ضيق الوقت أبوا عليه إلا الاستمرار، فتحدث عن ولع الطيب صالح بالمرقش الأكبر وألقى قصيدته التي يقول فيها:

سرى ليلاً خيال من سليمى

فأرقني وأصحابي هجود

ألقاها حتى نهايتها ثم مرّ على الشاعر متمم بن نويره ورثائه لأخيه مالك، وذكر قصته مع الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - والذي قتل أخاه زيد بن الخطاب في معركة اليمامة والذي يقول فيه عمر رضي الله عنه: والله ما هبت ريح الصبا إلا شممت فيها رائحة زيد، وألقى الناصر قصيدة (متمم) في رثاء أخيه وهي التي أبكت عمر رضي الله عنه، وقد وقف الطيب صالح على مكان الموقعة مع الناصر وبكى.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة