Al Jazirah Magazine Tuesday  17/04/2007 G Issue 215
الملف السياسي
الثلاثاء 29 ,ربيع الأول 1428   العدد  215
 

بعد إطلاق سراح البحارة
نجاد استفاد من الأزمة مع بريطانيا بشكل جيد

 

 

حقق الرئيس الإيراني خبطة دعائية بالإفراج عن عناصر البحرية البريطانية الـ15 الأسبوع الماضي، في محاولة منه لتعزيز صورته كلاعب مهم على الساحة الإقليمية، حسب ما يرى دبلوماسيون سابقون.

ورغم أن مشاعر الاستياء في بريطانيا بشأن عرض مواطنيها على التلفزيون الرسمي خلال الأسبوعين الماضيين، لن تختفي بسرعة، إلا أن (الهدية) التي قدمها أحمدي نجاد إلى الشعب البريطاني ستصوره بشكل إيجابي.

وصرح الدبلوماسي الإيراني السابق مهدي فارزي لوكالة فرانس برس أن أحمدي نجاد استفاد من الأزمة بشكل جيد؛ حيث أظهر للشعب الإيراني أن بريطانيا، القوة المستعمرة السابقة، ليست ذات قوة عسكرية لا تقهر، كما عزز من مكانته بين الدول العربية المجاورة.

وأشار فارزي إلى أن صور البحارة بثت على قناة (العالم) الناطقة باللغة العربية في مؤشر على أن طهران تستهدف الجماهير العربية التي يزداد غضبها من التواجد العسكري الأمريكي والبريطاني في المنطقة.

وأضاف فارزي الذي عمل دبلوماسياً في الجمهورية الإسلامية لمدة عامين ويدير شركة لاستشارات الطاقة في بريطانيا، (تستطيع إيران أن تخرج من هذه الأزمة اليوم وتقول إنها انتصرت).

أما منصور فارهانغ، السفير الإيراني السابق في الأمم المتحدة، فصرح لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن إيران قامت (بعرض عضلات) لإظهار أنها (قوة يعتد بها).

وأعرب ديفيد أوين، وزير الخارجية البريطاني السابق، أنه يأمل في أن يحسن أحمدي نجاد من علاقات بلاده المتوترة مع بريطانيا والولايات المتحدة وأن يلعب دوراً بناءً في استقرار العراق المجاور، وصرح لتلفزيون سكاي نيوز (أعتقد أنهم يريدون فتح صفحة جديدة).

وذكر أن إيران حاولت دون نتيجة تحسين علاقاتها عام 2003م مع الولايات المتحدة التي أبقت على العقوبات المفروضة على إيران منذ احتجاز الطلاب الإيرانيين في السفارة الأمريكية في أعقاب الثورة الإسلامية.

وأضاف أن هناك كذلك إمكانية حدوث تقدم بين الدول الغربية وإيران حول برنامجها النووي الذي تصر طهران على أنه سلمي بينما تقول واشنطن إن إيران تسعى من ورائه إلى امتلاك أسلحة نووية.

أما برنارد جنكين العضو المحافظ في البرلمان فقال إن الرئيس الإيراني عالج الوضع ببراعة لكي يقدم مفاجأته كهبة شخصية.

وقال فارزي إن الدافع وراء القبض على البحارة البريطانيين لا يزال غير واضح وكذلك مسألة ما إذا كانت إيران سعت إلى الحصول على صفقة وما إذا كانت قد حصلت على مثل هذه الصفقة لإعادة الإيرانيين الذين تحتجزهم القوات الأمريكية في العراق.

وأكد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أنه لم تجر (أية مفاوضات) للإفراج عن البحارة كما أكد توم كيسي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أنه (لا علاقة مطلقا) لهذه المسألة بالإيرانيين المعتقلين في العراق.

وقال فارزي ودبلوماسي إيراني آخر يدعى هرمز نافيسي إن إيران أرادت أن تبعث برسالة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا.

وأضاف فارزي: (هناك بعض العناصر البارزة في النظام التي تتوقع بالفعل في مرحلة من المراحل ضربة أمريكية ضد إيران).

وتابع أن الرسالة هي أننا (لن نسقط) مثل الرئيس العراقي السابق صدام حسين في العراق.

وأضاف (إنهم (الإيرانيون) يعلمون أنهم لا يستطيعون التغلب على ضربة عسكرية غربية ضد البلاد. كما أنهم يعلمون أنهم غير مضطرين لمحاربة الغرب على طريقته. هذا ما يسمى بالحرب غير المتماثلة).

ويعتقد دبلوماسيون سابقون أن إيران تشعر أن الولايات المتحدة تحاصرها بوجود القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان ومجموعات حاملات الطائرات في الخليج.

وأضاف أن (إيران ترغب في أن يتم الاعتراف بها واعتبارها لاعباً في المنطقة وليس تجاهلها).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة