Al Jazirah Magazine Tuesday  08/01/2008 G Issue 248
سياحة
الثلاثاء 30 ,ذو الحجة 1428   العدد  248

العيون الساخنة.. قرّة العيون!

يعشق اليابانيون العيون الساخنة ولسبب غامض فإنها تزيل عنهم التوتر بمجرد رؤية البخار المتصاعد منها، وهناك ما يزيد على 3000 منتجع للعيون الساخنة في كافة أنحاء اليابان وهو رقم لا زال يتزايد عاماً بعد عام.

ويتعلق اليابانيون بدفء العيون الساخنة بشغف حتى إنهم مستعدون للذهاب إلى أي مكان لمجرد الغطس في حوض ماء ساخن.

اليابان هي بلا شك أرض العيون الساخنة، فهناك ما يزيد عن 26000 عين ساخنة تنتشر في أنحائها، وطبقاً لأقوال علماء الجيولوجيا فإن التقنيات الحديثة للتنقيب والحفر العميق جعلت المياه المعدنية تنطلق فاترة في كل مكان تقريباً من الأرخبيل الياباني.

والواقع أن العيون الساخنة هي جزء من حياة الكثير من اليابانيين وقد استمتع اليابانيون كثيراً بالاستحمام في العيون الساخنة منذ القدم وقد ابتكروا وسائل عديدة للتمتع بقضاء وقت طيب بالقرب من تلك المياه الطبيعية وبخارها الكثيف.

يقع منتج كوساتسو في المركز تقريباً من جزيرة هونشو وبالتحديد في شمال غرب محافظة جونما، وهو واحد من أشهر المنتجعات الساخنة، والبعض يقول أن البطل الأسطوري الأمير ياماتو تاكيرو هو الذي اكتشفه منذ عهد قديم، بينما يقول البعض الآخر أنه من اكتشاف الراهب البوذي جيوكو (668-749).

ولأسباب غير كاملة الوضوح نجد الرهبان وغيرهم من رجال الدين البوذيين يظهرون كثيراً من التقديس في التاريخ القديم للمنتجعات الساخنة اليابانية.

حيث كان العلاج الطبي في تلك الأيام لا زال بدائياً ولعله أمر طبيعي أن يؤمن الناس بأن المياه المعدنية لها قوة سحرية على شفاء الأمراض وإلتئام الجروح، ولعل هذا ما يفسر الربط بين مشاهير الرهبان والعيون الساخنة في الأساطير اليابانية القديمة.

وأول ما يلفت الأنظار مكان واسع يمتلي بالمياه المعدنية الساخنة ويطلق عليها اسم يوباتكي أو (حقل المياه المتبخرة) وتأتي كلمة حقل من الصفوف المنتظمة من الأحواض الخشبية المحتوية على مياه العين المعدنية وقد تصاعد منها بخار كثيف. والواقع أن المياه تندفع من الأرض وقد بلغت درجة حرارتها 56 درجة مئوية، وهي حرارة تجعل من المستحيل الاستحمام فيها لذلك يتم تحويل المياه عبر (الحقل) لتخفيف حرارتها، ويحيط بالحقل مساحة مفتوحة تصلح للاستراحة والاستمتاع بوقت طيب.

وكثير من تلك الفنادق (الريوكان) تقع بالقرب من ذلك (الحقل) وهي فنادق توفر حمامات ساخنة لزوارها منذ عشرات السنين.

في الوقت الحاضر نجد أن أغلب أحواض الغطس الكبيرة في الريوكان الياباني للعيون الساخنة تكون متاحة ليلاً ونهاراً فيما عدا فترة تنظيف الحمام الصباحية، وإذا كان الريوكان يحتوي على أحواض مختلفة الأحجام فإنه يتم توزيع ساعات الاستحمام في كل حوض بين النساء والرجال، بحيث يتبادلون الأحواض بساعات متساوية.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة