تواجه منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة والخليج بصورة خاصة العديد من المشاكل عند استخدام الخرسانة في قطاع التشييد والبناء، حيث أثبتت الدراسات العلمية أن صدأ حديد التسليح هو السبب الرئيسي في تصدع المباني والمنشآت الخرسانية مبكراً.
ويرجع صدأ حديد التسليح إلى الزيادة الشديدة في رطوبة الجو ووجود نسبة عالية من الأملاح والأحماض في هواء المناطق الساحلية، بالإضافة إلى وجود هذه الأملاح في موارد البناء مثل الرمال والماء والحصى. علاوة على الفراغات والتشققات التي تنشأ داخل الخرسانة إذا حدث لها جفاف قبل الأوان.
وهذه المشاكل العديدة التي يسعى العلماء إلى حلها والسعي الدؤوب لإدخال التحسينات المتعددة على المواد التي تدخل في تكوين الخرسانة المسلحة خصوصاً في مجال تجانس الحبيبات ومعالجة حدوث الانفصال بين المكونات عند صب الخرسانة، وتحسين وتطوير حديد التسليح ورفع مستوى جودته، ومعالجة العيوب التي تظهر في الأسطح الخرسانية للواجهات والأسوار. وما زال المعماريون يرون أن الأبنية ذات الهياكل الحديدية والواجهات الزجاجية تحد وتعطّل من حرية الابتكار والتجديد والتحديث التي يدخلونها على المباني الخرسانية، لأن الخرسانة ما زالت تستطيع أن تخدم كافة أنواع الإنشاءات وبكفاءة عالية.
وما زال برج الجزيرة في القاهرة هو أعلى بناء في العالم بني بنظام الخرسانة المسلحة (187 متراً) رغم تشييده في الخمسينيات من القرن الماضي.
ولم تكن كثير من التحسينات والتعديلات قد أدخلت على الخرسانة المسلحة إلا أننا لم نسمع عن وجود أو ظهور أي عيوب في الخرسانة التي بُني منها.
على الرغم من بساطة الخرسانة في مظهرها إلا أنها مادة معقدة في حقيقتها وتوجد أنواع مختلفة للخرسانة حسب طبيعة الاستخدام المطلوب، فهي إما خفيفة أو ثقيلة جاهزة الخلط أو مخلوطة في موقع البناء سابقة الصب أو مصبوبة في مكانها عادية أو مسلحة بحديد عادي أو حديد سابق الإجهاد وهذا التنوع في الخرسانة هو الذي جعلها متعددة الاستخدامات والأشكال.
