في خطاب حمل المزيد من الإصلاحات.. الرئيس التونسي في ذكرى التحوّل:
أهمية تفعيل مسيرة التحديث والتطور في العالم العربي.. ولا بد من تعزيز الصف العربي في إطار علاقات الإخاء والاحترام المتبادل

* تونس - جاسر الجاسر:
أكد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ضرورة تكاتف الجهود لإيجاد حل للوضع المتردي في العراق وللإسراع في إعادة إعمار لبنان؛ حتى تسترجع منطقتنا العربية كافة قدراتها كمنطقة حضارية فاعلة ومشعة على الإنسانية جمعاء. وقال في خطابه السنوي بمناسبة الذكرى 19 لتحوّل تونس: لقد سعينا إلى الارتقاء بالعمل العربي المشترك إلى الأفضل ودفع مسيرة التحديث والتطوير العربي، وبخاصة من خلال مقتضيات اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى. وأضاف: نحن حريصون من منطلق إيماننا بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وقيام دولة فلسطينية مستقلة على دعم المساعي العربية والدولية لإيجاد حل عادل وشامل دائم للقضية الفلسطينية يحقق الأمن والاستقرار لكافة شعوب المنطقة. كما أكد في خطابه بذل المزيد من الجهود وتكثيف التشاور والتنسيق لتنشيط المسيرة المغاربية، مشيراً إلى اعتبارها خياراً استراتيجياً للشعوب المغاربية. كما أكد حرص بلاده على صون وحدة الصف العربي في إطار علاقات الإخاء والتعاون والاحترام المتبادل.
وأعلن الرئيس زين العابدين بن علي أنه قرّر دعم صلاحيات الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات وتوسيعها، وقال: إن الحريات في تونس يضمنها دستور البلاد وقوانينها، وهي في مستوى يرقى إلى ما هو معمول به في الكثير من الدول المتقدمة في النص والممارسات، سواء ما يخص الحريات الفردية أو العامة أو في حماية حقوق الإنسان وتكريسها في كافة أبعادها، مؤكداً حرصه على رعاية هوية التونسيين العربية والإسلامية ووحدة وتجانس تونس وحماية قداسة المعتقدات والشعائر وترسيخ مبادئ الدين الإسلامي الحنيف وقيمه النبيلة السمحة التي تنبذ العنف والتطرف وكل ما يروّج للكراهية والفرقة.
ودعا الرئيس التونسي الصحافة التونسية وأجهزة الإعلام إلى المزيد من التفاعل مع هموم ومشاغل المواطنين والتعبير عن تطلعاتهم في كنف مراعاة أخلاقيات المهنة والحوار المسؤول، وقال: إن خيار التعددية لا رجعة فيه، وإن الأحزاب السياسية في الحكم وفي المعارضة هي أطراف المعادلة الديمقراطية والتنافس النزيه، ولا بدَّ لها أن تكون في مستوى من الفاعلين يخوّل لها الاضطلاع بأدوارها على أفضل الوجوه.