Al Jazirah NewsPaper Wednesday  08/11/2006G Issue 12459الرأيالاربعاء 17 شوال 1427 هـ  08 نوفمبر2006 م   العدد  12459
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

مزاين الإبل

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

تغطية خاصة

شعر

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

زمان الجزيرة

الأخيــرة

بعث (صناعة الأفكار) من جديد (3)
د. زيد المحيميد

ذكرنا في المقالة السابقة نماذج إدارية إستراتيجية نادرة صنعت الأفكار فشكلت لنفسها ولأمتها المجد والحضارة العريقة عبر مناعة فكرية حمت فكر الأمة من التبعية، ليس هذا فحسب بل واجهت التحديات المصيرية بكل ثقة وأمان، وذكرنا تباعاً المسببات والعوامل التي تسبب في تحطيم جهاز المناعة الفكرية بمجتمعنا وبالتالي حدوث أعراض خطيرة ومؤلمة تتمثل ب(فقر الأفكار) الذي نعاني منه - بكل أسف- فجفت خزانات الأفكار الإستراتيجية التي كان يتفجر منها ينابيع المعرفة والعلم والتي تغذي الروح والنفس والعقل والجسد.
في مجتمعنا هناك العديد من النماذج التي تسببت بحدوث (فقر الأفكار)، ونورد هنا أهم تلك النماذج ألا وهي التعليم وبالتحديد في مناهجه العلمية سواء في التعليم العام أو التعليم العالي خصوصاً في بعض الكليات التي اعتمدت في تأسيس مناهجها على بعض المعلمين العرب قبل عقود فكانوا - بنظرتهم - خير أداة لتأليف تلك المناهج التي ما زالت مقررة - للأسف - إلى يومنا هذا، مع تغيير بسيط في ألوان الكتاب ومقدمته والالتزام بأجزاء كبيرة من فصول الكتاب القديمة لأسباب متعددة قد تكون منها تحقيق مصالح معينة لبعض المؤلفين الذين أغلقوا جميع النوافذ والأبواب التي قد يدخل منها الإصلاح التعليمي والمرونة المنهجية التي تتوافق مع أبجديات المنهج العلمي لئلا يخالف ما يملكون من أدوات بسيطة، وبسبب ذلك نشأ طلاب وطالبات ليس لديهم القابلية لفهم العلوم الطبيعية الحديثة والقليل منهم من كافح وتعلمها بكل اقتدار في بعض الجامعات المرموقة، ولكن الأغلبية استسلمت لواقعها المرير فمنهم من واصل بتخصصات - نظرية لسهولتها - مع أن المجتمع وسوق العمل في غنى عنها فتكدس الكثير من الخريجين في انتظار أقرب فرصة عمل حكومية- لسنين عديدة - من ديوان الخدمة المدنية، وفريق منهم من واصل دراسته في التعليم الفني والتدريب المهني الذي أصبح العمل اليدوي قريناً للعمل الذهني في جميع مستوياته - وهذا ما يميزه- لحاجة سوق العمل لذلك، وفئة منهم درس في بعض الكليات - التي استُحدثت لغرض مؤقت ولكنها ما زالت موجودة إلى يومنا هذا - وبالتالي تُخرّج منها مدرسين ذوي تخصصات علمية، وما يؤسف له فكثير منهم مستوياتهم العلمية التخصصية لا تليق بالتدريس ناهيك عن القيام بتدريس الصفوف الأولى وهنا تكمن الكارثة حيث إنهم خرجوا الكثير من أبنائنا الطلاب من الصفوف الابتدائية وهم لا يستطيعون القيام بأدنى عملية حسابية ولو بسيطة!!، فنتج عن ذلك الضعف الواضح في مستوى الطلاب لمادة الرياضيات - وبالتالي باقي العلوم الطبيعية والهندسية - والتي بسببها تغير مسار التوجيه والاختيار المهني لمعظم الطلاب، وارتبط هذا التراجع بعنصر هام وخطير وهو انتشار الدروس الخصوصية الشخصية التي تؤثر في مسيرة التعليم لدينا لا سيما أن وجود المدرس الخصوصي يعتبر في كثير من الأحيان وسيلة هدم لجانب رئيسي من جوانب العملية التعليمية التي تهتم ببناء شخصية المتعلم وبناء الخبرات المتكاملة بحيث يحرص المدرسون في الدروس الخصوصية على تلقين الطلبة - غالباً - كيفية حل أسئلة الامتحانات بغية الحصول على معدلات عالية دون الاهتمام بتنمية قدراتهم ومعارفهم.
ونتيجة لما سبق ذكره أتطلع لأن نحصل على إجابة واضحة من قبل وزارة التربية والتعليم للإجابة على السؤال حول مستويات طلابنا في العلوم الطبيعية في مدارسنا الابتدائية والمتوسطة والثانوية من خلال أبحاث مميزة ومدعومة، وماذا كانت النتائج!؟ وعلى هذا المنوال أرى أن تلك المشاكل تستحق أن تعرض في مؤتمرات وندوات علمية تحت رعاية كريمة من وزارة التربية والتعليم ولا سيما أن النظام التعليمي لدينا له الأولوية المطلقة من قبل الدولة - حرسها الله -، فالتجربة أصدق برهان، ونحن قد جربنا يوماً الاعتماد على غيرنا ففشلنا - في المناهج التعليمية -، ومع ذلك نجد صعوبة بالغة في إفهام المسؤولين هذه الحقيقة الواضحة، أفليس هذا عجيباً؟
ما عرض أعلاه نموذج من (فقر الأفكار) لدينا، ولكنني أعتقد بإمكانية التصحيح للمسار التعليمي من خلال نماذج علمية وطنية مؤهلة.
وأخيراً أرجو أن نرى طلابنا وطالباتنا وقد تم تحصينهم ب(الحقنة الفكرية) في طريق (صناعة الأفكار).
يتبع...

عميد الكلية التقنية الزراعية ببريدة

zeidlolo@hotmail.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved