Al Jazirah NewsPaper Tuesday  05/12/2006G Issue 12486الرأيالثلاثاء 14 ذو القعدة 1427 هـ  05 ديسمبر2006 م   العدد  12486
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

القوى العاملة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

الملك عبد العزيز.. ملكاً وداعياً إلى الله
عبد الحميد جابر الحمادي

اللهم إنا نشكرك ونتحدث بعظيم نعمك علينا، وقد وعدت الشاكرين بالمزيد فأدمها نعمة واحفظها من الزوال. بعض من كلمات أمير الرياض في مقدمة كتاب (الملك عبد العزيز أمة في رجل) قرأته فوجدت فيه ما يستحق التعليق على الأحداث والمواقف الشجاعة التي قام بها المؤسس - رحمه الله - أثناء فترة التأسيس.
إن والدنا الملك عبد العزيز - رحمه الله - قد أورث هذه البلاد بفضل الله عليه وعليها الأمن والاستقرار والوحدة والتوحيد بعدما كانت هذه البلاد متشتتة متنافرة، وكانت سبل العيش هي السلب والنهب فيما بينها حتى كانت صفات الحقد والحسد والانتقام والتعصب والتقلبات هي أبرز ملامح عيشها، فسخَّر الله عز وجل لهذا الشتات المتنافر الملك عبد العزيز - رحمه الله - لينقل هذه البلاد مترامية الأطراف لدولة متقدمة تتزعم العالمين العربي والإسلامي وتسير على منهاج واضح في ضوء الكتاب والسنة، ففي جمادى الآخرة سنة 1344هـ الموافق لشهر يناير 1926م نادى به علماء مكة وأهلها ملكاً على الحجاج وأصبح سلطاناً على نجد وملكاً على الحجاز، وهكذا اكتمل توحيد المملكة، وأذاع الملك - رحمه الله - على أهل الحجاز بلاغه وقال فيه: (أبشركم بحول الله وقوته أن بلد الله الحرام في إقبال وخير وأمن وراحة وأني إن شاء الله تعالى سأبذل جهدي فيما يؤمِّن البلاد المقدسة ويحل الراحة والاطمئنان بها).
هذه وصية من وصايا الملك الصالح - رحمه الله -. والمتأمل والمطلع على كلمات الملك عبد العزيز - رحمه الله - يجد أن وصاياه لا تكاد تخلو من وصية يوصي بها الناس بتقوى الله واتباع مرضاته، وأن مرجعه ومرجعهم كتاب الله تعالى وسنة رسوله الله صلى الله عليه وسلم، وإن المتأمل والمتفحص لسيرته يجد أنه كان يملك الفطنة والحكمة وحسن التصرف في ترتيب ما هو أهم وأولى في الوصول لهدفه. ففي مجال الدعوة إلى الله تعالى لم يكتف الملك عبد العزيز - رحمه الله - أن يدعو الناس بالكلمات التي كان يلقيها على شعبه، وأبناء وطنه ورجاله بل كان قدوة يقتدى به، فكان - رحمه الله - كلما ازدادت الثروات على هذه البلاد وخيراتها زهد فيها وتعلق قلبه بالله عز وجل أكثر من ذي قبل، فهاك أخي القارئ صورة من برنامجه اليومي خلال حياته - رحمه الله -، فقد كان التواضع سمة له والكرم عنواناً عرف به والتسامح منهجاً له. كان يبدأ يومه بصلاة الفجر ثم يجلس ليتغذي بغذاء الذكر والقرآن والتهليل، ومما عرف عنه التزامه بقراءة ورده اليومي ومحافظته على السنن والنوافل. ولم يكتف - رحمه الله - بدعوة نفسه بل كان يدعو - رحمه الله - العلماء ويحثهم على وعظ الناس وتعليمهم أمور دينهم، وكان يدعو الناس إلى الحرص على الجلوس في مجال الذكر والوعظ والإرشاد. وكان يأمر بنسخ ما يعجبه من المواعظ وأقوال أهل العلم ويأمر بتوزيعها للمسلمين، وكان - رحمه الله - مهتماً بأمور الدعوة وكان من أصدق الدعاة إلى الله عز وجل. فعلى الرغم من مشاغله فقد كان - رحمه الله - في أقواله وخطبه وتوجيهاته يعظ الناس ويذكرهم بالتوحيد الذي هو علامة سلامة عقيدة المسلم، ويأمرهم بأداء الفرائض والإكثار من الطاعات والابتعاد عن المعاصي والمحرمات، وكان في بعض الأحيان يصدر منشورات ورسائل ملكية تتضمن وعظاً وإرشاداً وتذكيراً للناس بما ينفعهم في دينهم ودنياهم. ومن الأمثلة على ذلك المنشور الملكي الصادر من الملك إلى إخوانه الحجازيين والنجديين وقد نشرته جريدة أم القرى في 3 من ذي القعدة 1360هـ الموافق 31 نوفمبر 1941م وفي هذا المنشور تحدث الملك - رحمه الله - إلى شعبه عن نعمة الإسلام التي تدوم بدوام التمسك بالكتاب والسنة وأن ما دفعه إلى إظهار هذه النصيحة ما رآه من الفساد في الزمان وأهله وما اقترف فيه من آثام تستوجب من الناس التوبة إلى الله، وتحدث - رحمه الله - في منشوره عن المعاصي والذنوب وحذَّر منها، ومن مظاهر الشرك بالله وذكر في نهاية المنشور: (أن واجبه يدعوه لأن يوجه هذه النصائح لشعبه المحبوب ولكل مسلم)، هكذا كان الملك عبد العزيز - رحمه الله - ملكاً وداعياً إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وهذه التوجيهات ليست غريبة أن تصدر من داع إلى الله تعالى وإنما ازدادت قدراً وجمالاً حينما صدرت من ملك. فقد قام الملك عبد العزيز - رحمه الله - على ترسيخ مبادئ الإسلام وعقيدته فمن المعلوم أن لكل دولة دستوراً تعمل به وتحتكم إليه، فقد كان الملك - رحمه الله - على الرغم من إدراكه وعلمه بالمتغيرات في عصره التي استحدثت في البلاد الإسلامية كلها تقريباً والتي حولت اتجاهات هذه الدول عندما استحدثت في دساتيرها بعض القوانين، فقد كان يؤمن بأن بلاده لها دستور قائم ودائم وخالد بإذن الله وهو الكتاب والسنة، وأن هذا الدستور وحده هو الذي يضمن بقاءها وسيرها وتقدمها وفقاً لمنهجه. وكان - رحمه الله - يؤمن بذلك إيمان الحاكم القوي والمؤمن القوي. كان لإيمانه وتمسكه وقوة عزيمته على أن يكون كتاب الله وسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم دستور هذه البلاد الدائم القائم عليه، بالغ الأثر في استقرار المملكة سياسياً واجتماعياً فلقد حمى الله تعالى بسبب قناعات وعزيمة الملك شعبنا من التردد بين التجارب المتهورة سياسياً واجتماعياً، التي انتشرت في القرن الرابع عشر الهجري على المستوى العالمي وتأثر بها كثير من البلدان الإسلامية التي جعلت الغرب قبلتها ومصدر ثقافتها وقدوتها بسبب البحث عن النمو والحضارة المتسرعة، فقد نجحت بفضل الله تعالى ثم بقناعة وتصميم الملك - رحمه الله - على ان تكون هذه الدولة نموذجاً حضارياً للدول الإسلامية تحافظ على مبادئها المنبثقة من الكتاب والسنة. ومتمسكة بقيمها وعاداتها الاجتماعية الأصيلة. وبهذا وضع الملك عبد العزيز - رحمه الله - الأساس القوي والمتين للدولة في نظامها ومعاملتها ومبادئها وقيمها الاجتماعية والدولية. فقد كان - رحمه الله - نموذجاً للدعاة إلى الله تعالى، فقد كان مصمماً على أن يسير بهذه البلاد السير الصحيح المعتدل الموافق للكتاب والسنّة. مع المحافظة على الانتماء الإسلامي، فقد قال - رحمه الله - في إحدى خطبه: (إن خطتي التي سرت ولا زلت أسير عليها هي إقامة الشريعة السمحة كما أنني أرى من واجبي ترقية جزيرة العرب والأخذ بالأسباب التي ستجعلها في مصاف البلاد الناهضة مع الاعتصام بحبل الدين الإسلامي الحنيف). رحمك الله أيها الملك الصالح الناصح لرعيته والداعي إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.. فما أجمل أن يقف الإنسان على سيرة هذه الرجل التقي ويتعلم منها ويحدد قناعاته بالاطمئنان بالمنهج الذي سار عليه - رحمه الله - تعالى. هكذا كان الملك عبد العزيز - رحمه الله - ملكاً وداعياً إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة ومحباً الخير للمسلمين خاصة والعرب والعالم عامة. فسنسير بإذن الله تعالى كما سار والدنا الملك الداعية عبد العزيز - رحمه الله -. وصدق قول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ
الْفَاسِقُونَ}.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved