Wednesday 16/10/2013 Issue 14993 الاربعاء 11 ذو الحجة 1434 العدد
16-10-2013

وصلنا منطقة فيكتوريا 2-3 فيكتوريا

كان السائق ديفيد متفائلاً جداً، وقد شمّر عن ساعدي المروءة والشهامة كأي رجل شرقي لمساعدة هذه المرأة التي لم يكن أمامها حل بديل سوى أن تبقى في سيارته ليوصلها، منذ أن وصلنا مشارفها الأولى بدأ ديفيد يشرح لي المنطقة ومعالمها، قال: ستجدين هنا كثيراً من الراحة والأمان، قال مشيراً بيده:

هنا مطعم تركي اسمه (منقل) لديهم كباب لذيذ جداً وهنا محلات القهوة و.... إلخ.

بدأ ديفيد بإيقاف السيارة مرة تلو الأخرى بمحاذاة سلسلة الفنادق الصغيرة المتجاورة، كنا ننزل معاً، حيث يقف إما خارج الفندق أو خلفي بانتظار نتيجة حديثي مع موظف الاستقبال، كان المطر هتاناً خفيفاً ثم بدأ يزداد شيئاً فشيئاً، طلب مني “ديفيد” بمنتهى الأدب والتهذيب أن أبقى في السيارة وأن يتولى هو مهمة السؤال عني عن غرفة متوفرة، بدأ التعب والإنهاك واضحاً على ملامحه وكلانا في حالة دهشة شديدة فنحن في منتصف الأسبوع الثاني من سبتمبر، بمعنى أن فترة الصيف قد انتهت ومن المفترض ألا تكون الفنادق بمثل هذا الامتلاء، لكن السبب الحقيقي هو تلك المناسبة الدولية التي ذكروا لنا التي لم أكن أنا ولا السائق نعلمها.

بعد أن تعب السائق من السؤال بدأ يبحث من خلال هاتفه الجوال عن فندق، كان يتصل بهم ويسألهم واحداً بعد الآخر، مضى الوقت ولم نجد! قال ديفيد المشكلة أن لدي موعداً في الثامنة مساء في مبنى محطة البي بي سي، ما رأيك سآخذك هناك حيث يوجد في البهو شبكة إنترنت (واي فاي) يمكنك استخدام اللاب توب ومحاولة حجز فندق، أما أنا فسأبقى خارجاً، لا تقلقي سوف أحدث سائقاً آخر وهو صديقي ليوصلك إلى (هتفيلد)، لا تخشي شيئاً صديقي هذا مثلي تماماً طيب وملتزم، لن يتركك حتى يوصلك إلى موقع آمن.

أثناء فترة الانتظار وبحثي عن فندق أقبل ديفيد ليطمئن على أحوالي، كم هو رائع هذا السائق، جلس إلي وأخذ يتحدث عن مبنى محطة التلفزيون البي بي سي وعن صاحبها اليهودي الغني وعن العاملين والعاملات في التلفزيون الذين يتميزون برواتبهم العالية، وأن جزءاً من مهامه هنا كسائق هو توصيلهم بين مباني التلفزيون، خاصة السيدات حيث إن المنطقة معتمة قليلاً في فترة الليل على وجه الخصوص وقد تتعرض النساء لاعتداء أو سرقة.

سألني: هل لك بقهوة؟..

هنا محل قريب، ليس بعيداً عن هنا، قال ذلك وهو يشير بيده إلى الخارج، سأرافقك هناك، اصطحبني ديفيد إلى المحل، وقد رأيت أن أتناول عشاء خفيفاً فقد اشتد بي التعب وفي داخلي كثير من التوتر والضيق لكنني أحاول إخفاءه قدر الإمكان.

 
مقالات أخرى للكاتب