Sunday 03/11/2013 Issue 15011 الأحد 29 ذو الحجة 1434 العدد
03-11-2013

قيادة المرأة لسيارات 2020

كتبت صحيفة «صنداي تايمز» اللندنية بأن البريطانيين سيستخدمون في العام 2015 سيارات بدون سائق، ولا وقود تقليدي، حيث سيتم تدشين ما يقارب مائة سيارة فقط في المرحلة الأولى، والتي سيتم تشغيلها، وتسييرها بتحديد الموقع المراد الوصول إليه، عن طريق الهواتف المحمولة.

هذه السيارات ستتضمن أجهزة «جي بي إس» لتحديد المواقع وسهولة التحكم بها، بالإضافة طبعاً لأجهزة الاستشعار عن التوقف، أو اعتراض طريق السيارات بالمشاة، والأشجار، وربما الحفريات والتحويلات (كما تنعم به شوارعنا ولله الحمد).

كما كشف معرض فرانكفورت للسيارات عن صناعة سيارة ألمانية تستطيع السير مسافة مائة كيلومتر عن طريق الروبوت، ودون الحاجة إلى تدخل السائق، ويقول المدير التنفيذي لشركة رينو نيسان، بأن «تصميم سيارة بتحكم ذاتي يعتمد على عديد التقنيات بعضها وضع بالفعل وتم دمجها في العديد من نماذجنا. ولكن للحصول على تصميم كامل لسيارة مستقلة تماماً، أعتقد أن عام 2020 هي فترة معقولة نسبياً ولن نكون الوحيدين في هذا الإنجاز».

وبالطبع كثير من المواصفات تم استخدامها فعلاً، في سيارات فارهة الآن، كما في ركن السيارة في الموقف آلياً، وهي خاصية ستصبح أمراً عادياً ومألوفاً في معظم السيارات، كما في الاستغناء عن المفتاح التقليدي الآن، واستخدام طريقة التشغيل بالزر فقط.

ولعل أجمل ما في الموضوع كله، ما إذا تحولت السيارات إلى القيادة بنفسها، عبر إدخال العنوان فقط، وعدم الحاجة إلى السائق، أن مستوى الحوادث سينخفض إلى معدلات قد تصل إلى أكثر من 35 بالمائة، لأن السيارة الآلية لن تتلفت، يميناً ويساراً، كما المراهقين، لتتجاوز إشارة المرور وهي في الوضع الأحمر، ولن تتنقل من مسار إلى آخر بكل رعونة وتهوّر، لذلك ستكون حالات الحوادث قليلة، إن لم تكن نادرة، فالسيارة الروبوت أكثر مسؤولية واحتراماً للأنظمة المرورية.

ولعل أسوأ ما في الموضوع، أننا في العام 2020 سنتجادل من جديد، ونتصارع بشكل أعنف، حول ما إذا كان يمكن للمرأة أن تركب السيارة الروبوت وحدها، وتوجهها بطريقة آلية، أم أنها بحاجة إلى محرم يصاحبها، يكون الروبوت تحت سلطته، ويتولى التحكم به نيابة عنها، وقد يتهم بعضنا بعضاً بالليبرالية والعلمانية، والتغريب أيضاً، فيما لو أقر بأن استخدام المرأة للروبوت بنفسها، من غير رقابة، هو أمر مقبول.

أخشى أن هذا القرن الرقمي بامتياز، الإلكتروني بشكل لا يصدقه العقل، الذي ستتحول فيه الصراعات والحروب إلى حروب إلكترونية، وستدار الجيوش خلاله بالروبوت، أخشى أن يتجاوزنا كثيراً، ولن نتمكن من اللحاق به، لأننا لم نزل نفكر في المستجدات على العصر بطريقة مقلوبة، لا نختلف فيها أبداً عن أجدادنا الذين وقفوا مذهولين، تتملكهم الحيرة، أمام جهاز يصدر صوتاً، أو أمام صندوق عجيب يصدر صوتاً وصورة، ولا نختلف عن آبائنا الذين وقفوا يصيحون من الهلع والتهويل حينما هبطت الأطباق الفضائية فوق سطوح منازلنا، ولا نختلف عن أولادنا الذين سيشككون بمؤامرة الغرب، ودعاة التغريب، بوضع سيارات الروبوت تحت أيدي نسائنا، بهدف إفسادهن.

علينا إذن أن نتجادل منذ اللحظة، حول سيارات المستقبل الآلية، حتى نتمكن من حسم الجدل خلال السنوات الست المقبلة.

مقالات أخرى للكاتب