Monday 23/12/2013 Issue 15061 الأثنين 20 صفر 1435 العدد

5 أدلة على أن مرشدك يسدي لك نصائح سيئة

بقلم - روبرت ساتن:

إن كنتَ تلجأ إلى خدمات أفضل المرشدين، لن يعفيك ذلك من مهمة رصد مسار العمل الأنسب لك شخصياً، ومن الضروري أن يكون للمستفيد من التوجيهات دور ناشط في الحكم على النصائح التي يحصل عليها.

وبعد أخذ سبق في الحسبان، سأوفّر خمس أدلة تشير إلى احتمال أن تكون بحاجة إلى التفكير أكثر في النصائح التي يسديها لك مرشدك:

1. هل تحوّر مسارك عن الطريق الذي سلكه مرشدك؟ تفيد دراسات كثيرة تناولت تأثيرات « التشابه الاجتماعي» أو «الانجذاب إلى مواطن الشبه» بأنّ معظم المرشدين يُظهرون رد فعل إيجابيا إزاء الدروب التي تسلكها والتي تذكّر بطريقهم، ويكون رد فعلهم سلبياً إزاء الطرق التي تتعارض مع خياراتهم الشخصيّة. وإن كان مرشدك قد أمضى عاماً وهو يعمل في الصين مثلاً، في سياق مسيرته المهنية، وكنتَ على وشك رفض فرصة مماثلة، لا يفاجئنّك إن اعتبر هذا الأخير أنك ترتكب خطأ.

2. ما الذي يجنيه المرشد مما تفعله؟ هل سيستفيد مرشدك من بعض خياراتك أكثر من غيرها؟ قد يكون الجواب واضحاً نسبياً للعيان، لكنّ النصيحة قد تكون موجّهة من عنصر خفيّ. وعلى سبيل المثال، إن تعاونتَ اليوم مع مرشدك عن كثب، وسهّلتَ عليه حياته وجعلتها أكثر نجاحاً، فلعلّ هذا الأخير، الذي اعتاد توفير المساعدة وتوخّي الموضوعيّة، سيواجه صعوبةً في منحك أفضل نصيحة بشأن فرصة سيتحدّد لك فيها دور مختلف.

3. هل مستويات إقبالك على المخاطر مختلفة عمّا هي عليه لدى مرشدك؟ إن كنت ترتاح للمخاطر أكثر من مرشدك، فقد يحذرك من مغبّة إطلاق شركة ناشئة ذات أفكار مجنونة، أو مشروع جديد جريء، علماً بأنّ عدم التطابق في الآراء يسمح أيضاً للأمور باتخاذ مجرى مختلف.

4. هل ما تعرفه يزيد عمّا يعرفه مرشدك؟ مجرد أن يكون أحدهم أكبر سناً وأكثر خبرةً منك لا يعني بالضرورة أنه يعرف الكثير عن القرار المحدّد الذي تتخذه. فكلما كان بعيداً عن مجال عملك وعن الشركة التي تعمل فيها، زادت مستويات الحذر التي ينبغي أن تتوخاها.

5. هل يعرف نظراؤك عنك أكثر مما يعرفه مرشدك؟ أظهر فريق بحوث كبير أنه عند تلقي أي نوع من الأوامر، يُظهر الناس (وكذلك الحيوانات) الذين يملكون نفوذاً أقل، مستويات تركيز وفهم أكبر من أولئك الذين يملكون نفوذاً أكبر، بدلاً من أن يكون العكس صحيحاً. ويعني عدم الاتساق المزعوم هذا في مستويات الاهتمام أنك تعرف على الأرجح أموراً عن مرشدك (الذي يتمتع ربّما بنفوذ أكبر من نفوذك) تزيد بكثير عما يعرفه هو عنك. وبالتالي، فكّر في بعض تداعيات ذلك. وبالنتيجة، قد تبالغ في تقييم حسن دراية مرشدك وفهمه لواقعك (فتكون بالتالي ثقتك كبيرة بنصائحه). وكذلك، يشير هذا النوع من عدم الاتساق إلى أن زملاءك، أو حتّى الأشخاص البارعين في القيادة والتوجيه، سيسدون لك أفضل النصائح.

ولا ألمّح طبعاً إلى أن ردّ فعلك الطبيعي حيال نصيحة المرشد يجب أن يكون مشكّكاً ورافضاً. فإن كان أحدهم يعرفك ويتمنّى لك النجاح، يحبّذ أن تسمع أيّ أمر يعتقد أنه من الضروري أن تعرفه – وقد يكون بعض الأمور ضرورياً لنجاحك وسعادتك في المرحلة اللاحقة. ولكن إن أردت الاستفادة من الإرشاد قدر الإمكان، لا تنظر إليه على أنه أمر مفروض عليك. فبالنسبة إليك وإلى مرشدك، سيظهر النجاح الأكبر عندما تتخذ قرارات حكيمة بنفسك.

(روبرت ساتن أستاذ في العلوم الإدارية والهندسة في كلية ستانفورد للهندسة، حيث يعمل كمدير مشارك في مركز العمل والتكنولوجيا والتنظيم).

موضوعات أخرى