Sunday 02/02/2014 Issue 15102 الأحد 02 ربيع الثاني 1435 العدد
02-02-2014

توأمة الرياضة والأدب!

في احتفال النادي الأدبي الثقافي في جدة، بمناسبة مرور أربعين عاماً على تأسيسه، دعا الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب، إلى شراكة بين الأندية الأدبية والأندية الرياضية، لأنّ الفكر هو إكمال لرياضة الجسم حسب وصفه.

نحن نعرف أنّ بعض الأندية الأدبية قد وقّعت أكثر من شراكة مع جامعات ومؤسسات علمية ومكتبات ودور نشر وتوزيع وما إلى ذلك، لكن لم نجد نادياً واحداً غامر بتوقيع مذكرة تفاهم أو تعاون مع نادٍ رياضي، للذهاب مباشرة إلى قطاع الشباب، الذي نفترض أنّ الأندية الأدبية تبحث عنه، أو هو ما يجب أن تبحث عنه، فالاستثمار في الشباب، في وعيهم وثقافتهم هو ما يقود البلاد إلى النجاح الحقيقي.

قد يقول البعض إنّ الثقافة والفكر والأدب واللغة ثقيلة على الشباب المنطلق الطموح، الذي يبحث عن البساطة في الحياة، وفي التعبير عن ذاته، فما الذي يجعل شاباً منطلقاً يتابع دوري جميل أو الليغا الإسبانية أن يقرأ فوكو أو دريدا أو محمد العباس والبازعي مثلاً، وهو أمر صحيح للوهلة الأولى، لكن السؤال الآخر، والمهم أيضاً، كم تصل نسبة من يقرأ في الأدب مثلاً من جمهور عريض يصل إلى سبعين ألف متفرج، لو قلنا 1% فقط، وهي نسبة غير معقولة وغير منطقية، ولكن رغم ذلك فهي تعني سبعمائة قارئ أو مهتم فقط! وفي المقابل كم أعلى جمهور مهتم حضر في محاضرة أو ندوة في نادٍ أدبي؟ خمسون؟ مائة؟ أظن أنه في أفضل الحالات، وأكثرها تسويقاً، لن يتجاوز مائة شخص!

لذا، فإنّ تفكير الأندية الأدبية في التفاوض مع الأندية الرياضية، وصياغة مذكرات تفاهم معها، والحصول على تسهيلات منها، كاستخدام قاعات الأندية الرياضية في إلقاء محاضرات ثقافية وأدبية، وعقد المؤتمرات والمهرجانات الثقافية فيها، والتسويق لها من خلال الأندية الرياضية، والاستفادة من جماهيرية ونجومية لاعبي كرة القدم في التسويق للمنتج الثقافي، سواء بحضور الفعاليات الثقافية، أو بقراءة كتاب أدبي أو ثقافي والحديث عنه في برنامج رياضي مثلاً.

هناك أفكار كثيرة ومتطورة لعقد مثل هذه الشراكات بين الأندية الأدبية والرياضية، من شأنها رفع ثقافة الجمهور واللاعبين والعاملين في المجال الرياضي من جهة، ومن جهة أخرى كسب قاعدة جماهيرية، وجذب محبي الرياضة وعشاقها إلى ساحة الأدب والثقافة، فهي شراكة ستكون مفيدة للطرفين على حد سواء، ولكن من يملك دراستها وتدشينها وتفعيلها بين الأندية، وكيف نضمن نجاحها بنسبة عالية، خاصة أنّ نشأة الأندية الأدبية أصلاً جاءت من قطاع الرياضة والشباب، بمعنى أنها كانت تستهدف هذه الشريحة، لكن انتقالها إلى وزارة الثقافة والإعلام جعلها تبتعد عن أصل الفكرة، والشريحة المستهدفة من الجمهور.

فمن يعلِّق الجرس في مثل هذه الشراكات التي تفيد جميع الأندية، ليست أندية المدن الكبرى مثل الرياض وجدة والدمام فحسب، بل حتى الجوف وناديها الأدبي الذي يمكنه المبادرة بشراكة مع نادي العروبة، وغيرها من المدن المتوسطة والصغيرة.

مقالات أخرى للكاتب