* إعداد - أشرف البربري *

على مدى سنوات اشتهرت شركة فولفو كار السويدية والمملوكة حالياً لمجموعة فورد موتور كورب الأمريكية بسياراتها الفارهة كبيرة الحجم الأقرب إلى النمط الأمريكي. ولكن التغييرات الكبيرة على طرأت على سوق السيارات العالمية وظروف الطرق والشوارع جعلت الكلمة العليا للسيارات صغيرة الحجم وهو ما دفع فولفو إلى دخول هذا المجال حتى تحافظ على مكانتها المتميزة والعريقة في دنيا صناعة السيارات.

ثلاثة أبواب

وإذا كانت السيارة سي 30 التي طورتها فولفو مؤخرا وتستعد لطرحها في الأسواق تبدو جديدة على الشركة السويدية حيث إنها ذات ثلاثة أبواب وأربعة مقاعد فقط فإن النظرة السريعة إليها سوف تقود إلى يقين كامل بأن فولفو التي يعود تاريخها إلى عقود مضت نجحت في المزج بين خبراتها التاريخية وشخصيتها المتميزة وبين متطلبات الوقت الراهن من أجل تطوير سيارة هي بكل المقاييس (تحفة) في عالم السيارات.

فالسيارة سي 30 هي آخر مبتكرات المصمم الشهير بيتر هوربوري قبل أن يترك فولفو ليرأس فريق مصممي السيارات في الشركة الأم فورد موتور في أمريكا الشمالية.

ومجرد ارتباط تصميم فولفو سي 30 باسم هوربوري يعني أننا أمام (ثورة) في عالم فولفو. فالرجل قاد وبنجاح منذ التسعينيات ثورة في تصميم سيارات فولفو حتى تمكن في النهاية من وقف تراجع مبيعات الشركة واستعادة مكانتها في السوق بعد أن كانت قد تراجعت كثيرا أمام أجيال جديد ة من التصميمات والأشكال القادمة من آسيا.

ويقول الخبراء إن تصميم سي 30 هو ترجمة دقيقة للثورة التي قادها هوربوري في عالم فولفو بما في ذلك استخدام النتوءات والمكونات البارزة لإضفاء الشعور بالقوة والشبابية على السيارة.

دفعة قوية

وكانت فولفو قد عرضت التصميم الأول لتلك السيارة في معرض ديترويت الدولي عام 2001 ولقيت استحسانا واضحا من جانب الجمهور؛ مما أعطى الشركة السويدية دفعة قوية من أجل مواصلة تطوير هذا التصميم وطرحه في الأسواق كسيارة صغيرة ذات ثلاثة أبواب هاتشباك. وإذا كان التصميم حرص على الاحتفاظ بالشكل المميز لمقدمة سيارات فولفو فإن تصميم المؤخرة واستخدام نظام الهاتشباك حيث لا يوجد صندوق الأمتعة الخلفي كجزء بارز من السيارة يعد أمرا جديدا على سيارات فولفو منذ السبعينيات.

في الوقت نفسه فإن المنحنيات في جسم فولفو سي 3 تبدو أقل حدة حيث حرص المصمم على استخدام الخطوط المستقيمة بأقصى قدر ممكن مما يعطيها شكلا مميزا من ناحية ويقلل مقاومتها للهواء من ناحية أخرى.

وتتسع السيارة سي 30 لأربعة ركاب وبالتالي فهي ليست سيارة عائلية ولكنها سيارة شبابية تصلح للرحلات القصيرة خاصة وأن صالونها ضيق إلى حد ما مما يعني عدم شعور الركاب بالراحة في الرحلات الطويلة.

يقول مهندسو فولفو إنهم كانوا مدركين تماما لتلك العناصر أثناء تصميم سي 30 لكنهم أصروا على تطوير سيارة صغيرة تلبي احتياجات محددة ليس من بينها الرحلات العائلية الطويلة على أساس أن عشاق مثل تلك الرحلات يستطيعون اختيار طرز أخرى أكبر من فولفو مثل سي 70 وإس 40 وفي 50

السائق الذكي

في المقابل فإن فولفو كانت حريصة تماما على توفير أقصى عوامل الأمن والسلامة للركاب بما في ذلك الوسائد الهوائية الأمامية والجانبية لحماية الركاب الأربعة.

والقضبان الفولاذية الجانبية التي توافر حماية مضاعفة في حالة التصادم الجانبي أو انقلاب السيارة. إلى جانب هذا يوجد نظام التحكم الإلكتروني في الاتزان الذي يعطي السائق القدرة على التحكم في السيارة في حالات المناورة الشديدة أو في ظروف القيادة الصعبة. كما أن المكابح تعمل بتكنولوجيا مانع الانزلاق الذي يحمي السيارة من الانزلاق أو الانقلاب في حالة استخدام المكبح بقوة في السرعات العالية. وهناك أيضاً نظام إلكتروني لمساعدة السائق باسم (نظام معلومات السائق الذكي) الذي يستطيع تأجيل بعض الأعمال مثل تلقي المكالمات التليفونية عندما يكون السائق يقوم بعمل أشد تعقيدا مثل المناورات الحادة على الطريق أو استخدام المكبح بقوة بشكل مفاجئ أو الانحراف بشدة وبسرعة لتفادي الاصطدام بشيء ما.

ومن المؤكد أن صالون سي 30 يحتوي على مجموعة متميزة مع أنظمة الترفيه والمتعة بما في ذلك نظام صوتي عالي النقاوة ومشغل أقراص مدمجة وجهاز كاسيت وراديو.

وتعتمد السيارة على محرك سعة 2.5 لتر مكون من خمس اسطوانات تعمل بالنظام التروبيني وهو المحرك المستخدم في السيارة إس 40 وفي 50 يحمل المحرك اسم تي 5 ويعطي قوة قدرها 216 حصان عند العمل بسرعة 5000 لفة في الدقيقة ويعطي عزما قدره 236 رطل لكل قدم عند العمل بسرعة تتراوح بين 1500 و4800 لفة في الدقيقة. أما نظام ناقل الحركة فهناك واحد إلكتروني يعطي خمس سرعات وآخر يدوي يعطي ست سرعات مع تعديل النظام بحيث يصبح أكثر سهولة في الاستخدام.

وتستطيع السيارة الانطلاق من سرعة صفر إلى 100 كيلومتر في الساعة خلال 7.1 ثانية فقط أما السرعة القصوى للسيارة وفقا للتجارب فتصل إلى 233.6 كيلومتر في الساعة.

آمنة

وتقول تقارير التجارب والاختبارات التي أجرتها جهات مستقلة على سي 30 إنها بالفعل سيارة آمنة ويمكن التنبؤ بأدائها مع ضعف احتمالات تعرضها للأعطال المفاجئة. وهذه السيارة يمكن أن تكون منافسا قويا للسيارة أيه 3 من شركة أودي الألمانية التي تنتمي لنفس الفئة خاصة وأن سعر السيارة السويدية لا يزيد على 23 ألف دولار وهو أقل كثيرا من سعر سيارة أودي.

وتعتزم الشركة السويدية إنتاج 65 ألف سيارة سنوياً من هذا الطراز وطرح 25 في المائة من هذه الكمية في الأسواق الأوروبية وتصدير الباقي إلى الخارج.

ويؤكد المحللون أن فولفو تستطيع بالفعل تسويق هذه الكمية من الطراز الجديد سواء في أوروبا أو في خارجها خاصة وأن الطراز يجمع بين مزايا فولفو العريقة واللمسات العصرية التي تجذب قطاعات عديدة من المستخدمين وبخاصة الشباب.