Car Magazine Wednesday  12/09/2007 G Issue 41

الاربعاء 30 ,شعبان 1428 العدد41

 

 

في هذا العدد

 

أقلام

 
مساكين وطفشانين
خلوفة بن محمد آل زيدان الأحمري

فراغٌ في حياة الشباب مصيبة كبرى وداهية عظمى.. العجيب أن هذا الفراغ محارب في ديننا الإسلامي القويم، ولا يمكن للشاب المسلم أن يعاني من الزهق والطفش أبداً، اسأل الشاب الذي يمتر الشارع ذهاباً وإياباً: (ماذا دهاك؟)، يقول بسرعة الضوء: (طفشان)..

أرسل سؤالاً سريعاً لمجموعة من الشباب يجلسون بالساعات داخل الحارات يقولون: (طفش في طفش).. هذا الطفش تولد من فراغ القلب أولاً.. ثم ولد سلوكاً عجيباً في حياة المسكين.. ولأن هؤلاء المساكين يملكون الطموح.. والقوة.. فهم بحاجة إلى أن توظف هذه الإبداعات في ميادين العمل... ليتحول الطفش إلى إنتاج مثمر.. وسواعد تبني.. ومن الإشكالات أن هذا الطفش لهؤلاء المساكين ينفجر في الشوارع ليخلف براكين من الحمم والنار.

ولمثل هذا المسكين الزهقان الولهان الطفشان أصبحت السيارات هي الوسيلة الوحيدة لإفراغ هذه الشحنات والإرادة التي تناطح الجبال..

لنرى من يتناطحون بالسيارات في الشارع وميادين الهلاك.. وأعجب كثيراً من بعض التقليعات من أصحاب الفكر الناصع السواد.. بإيجاد ميادين للتفحيط لهؤلاء المساكين .. أنا أريد أن أصل بعد كل هذا إلى أن احتواء الشباب ليس بإفراغ طاقاتهم لمجرد اللهو واللعب، هذا الشاب يريد أن يبني مستقبله، يريد أن يأكل ويشرب ويتزوج ويكون حياة تبعده عن عالم الطفش. ولن يتأتى هذا إلا من خلال تهيئة ميدان يكسبه لقمة العيش من عرق جبينه. لا أن تفرغ طاقاتهم في محلات زينة السيارات، وعرض الشوارع وطولها. وأنا هنا أرسل رسالة من شدة ألمي إلى القطاع الخاص. أن يبادر إلى احتواء الشباب السعودي، إنه والله طاقة وإبداع وروعة.. وقبل هذا لديه الكثير من الأخلاق والصدق والوفاء. وهذا أقل ما يمكن أن يقدم حقاً لهذا الوطن المبارك وشبابه ومبدعيه.

قال سبحانه في كتابه: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}.

aboanasa@hotmail.com

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
الطقس
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة