في طريق عودتي إلى المنزل وقفت عند إحدى إشارات المرور بطريق الملك عبدالعزيز بجدة وإذا بي أسمع ونين سيارة إسعاف وصل صوته الأفق، وضوء الطوارئ لوّن الفضاء من حولنا بالأصفر والأزرق والأحمر، واتضح لي فيما بعد أن سيارة الإسعاف هذه كانت متجهة لأحد المشافي بشارع حائل أي تحتاج لتجاوز الإشارة والانعطاف نحو اليسار ومن ثم يمين، والسائق جزاه الله خيراً من الواضح أنه يعاني عندما كان يحاول تنبيه السيارات الواقفة أمامه بحالة طارئة للغاية معه، ويحاول جاهداً الذهاب تارة لليمين وتارة لليسار، محاولاً الوصول للإشارة لإنقاذ الحالة الطارئة، وقد بدت الجدية الكاملة على وجهه ولمحت بالخلف يجلس بجانب المريض طاقم من الأطباء والممرضات ويظهر عليهم انهماكهم مع المريض توضح حالته الطارئة، وفي الحقيقة كان هناك تجاوب وتفاعل من بعض السيارات بتنبيه السيارات الأخرى إما بالضوء أو بالمنبه ليفسح الطريق لعبور سيارة الإسعاف إلا أن بعض السيارات الأخرى أشبه بجبل ثلج لا يتحرك وغير مبالٍ أن حياة إنسان قد تكون في أمس الحاجة إلى المزيد من بضع دقائق لكي تنقذ حياته بإذن الله أو تجنبه أعراضاً مؤذية، الغريب في الأمر أنه عند الإشارة كانت تقف دورية مرور ورجل مرور أيضاً ولم أرهم يفعلون شيئاً، بل كانوا مشغولين بشيء ما، ومن ثم تمكن الفارس المغوار سائق سيارة الإسعاف من تخطي السيارات والذهاب إلى المستشفى بكل حرص واهتمام.
السؤال هنا: ألا يفترض برجل المرور عند الإشارة التدخل لفسح الطريق أمام سيارة الإسعاف؟ ولماذا لا تقوم إدارات المرور بتنبيه السائقين وقائدي المركبات حول هذه النقطة وتقديم حملات توعية بضرورة التعاون مع سيارات الإسعاف وفتح الطريق لها؟
إن التعاون مطلوب مع السيارات التي تقدم خدمات اجتماعية وطبية ومهمات إنقاذ تتطلب سرعة التحرك مثل الإسعاف والدفاع المدني، فكما تكون لغيرنا قد يحتاجها أي منا في حياته، وهنا سنعلم جيداً فائدة التعاون في مثل هذه الحالات، أعتقد أن هذه المشكلة يمكن حلها بتعاون رجال المرور وتوعية المجتمع.
