Car Magazine Wednesday28/02/2007 G Issue 13
حوار
الاربعاء 11 ,صفر 1428 العدد13

وزير النقل لـ« الجزيرة »:
أدعو رجال الأعمال والمستثمرين لارتياد صناعة السيارات

أكد معالي الدكتور جبارة الصريصري، وزير النقل أن تسارع العجلة الاقتصادية في المملكة وزيادة الاستثمارات سواء الوطنية أو الأجنبية سيكون لهما انعكاس إيجابي على حجم الطلب على خدمات النقل. وأوضح معاليه أن مشروع مراقبة أسطول النقل الجماعي عبر الأقمار الصناعية يعد أكبر مركز من نوعه في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن هذا المشروع سيسهم في تفعيل أساليب الرقابة على أداء سائقي الشركة والحافلات. وقال الدكتور الصريصري خلال حوار خاص ل(نادي السيارات) إن راحة وسلامة مستخدمي الطرق من أولويات وزارة النقل، موضحاً أن هناك العديد من الأعمال والدراسات لتسهيل حركة المرور وفك الاختناقات المرورية في عدد من مدن المملكة.

وطالب وزير النقل رجال الأعمال والمستثمرين الدخول في مجال صناعة السيارات وقطع الغيار اللازمة لها لجدواه الاقتصادية في ظل تطور السوق السعودية وزيادة عدد السكان والقوة الشرائية. وفيما يلي نص الحوار:

* حوار: سلطان المواش *

* شهدت المملكة تطوراً كبيراً في شبكة الطرق داخل وخارج المدن وما تطلبه ذلك من إقامة أنفاق تحت الأرض.. ما الوسائل التي وضعتها الوزارة لتأمين سلامة المركبات ودرء المخاطر؟

- مع بداية الخطوات الأولى لتنفيذ أي طريق والمنشآت الملحقة به من جسور وأنفاق، وفي مرحلة الدراسة والتصميم يأتي التفكير في سلامة الطريق من اختيار مساره الذي يضع في الحسبان تحديد الحد الأقصى الممكن من سلامة حركة المرور. ويراعى ذلك أيضاً عند إعداد التصميم الهندسي والإنشائي للطريق وما يتطلبه من أعمال إنشائية وتصريف سيول، وبعد الانتهاء من التنفيذ وطبقا للتصميم المعد يكون الطريق قد تم تزويده بجميع عوامل السلامة التي تكفل حماية حركة النقل والمرور مثل الإشارات المرورية التنظيمية والتوجيهية والإرشادية والعلامات الكيلومترية وعلامات الطرق الأرضية كخطوط الدهان والعواكس (عيون القطط) وغيرها من العلامات الأرضية التي تحدد الجوانب الخارجية للطرق وتلك التي تفصل بين المسارات وأضواء التحذير والسياج المعدني على جانبي الطرق والجزر الوسطية، ومعابر علوية للحيوانات على الطرق السريعة. وفي مرحلة الصيانة يراعى الاحتفاظ بنفس مستوى السلامة على الطرق ومحاولة تحسينها عند ظهور أية مشكلات قد تنجم عن استخدام الطرق لم يتم أخذها في الاعتبار في المراحل السابقة.

النقل المدرسي

* طرح مؤخراً مشروع النقل المدرسي الذي يهدف إلى حل مشكلة نقل الطلاب والطالبات.. ما أبرز ملامح هذا المشروع؟ ومتى سيرى النور؟

- من أبرز ملامح هذا المشروع أنه سوف يتم إسناد النقل إلى مقاولين (مشغلين) من القطاع الخاص بدلاً من وزارة التربية والتعليم، وسوف تكون وزارة التربية والتعليم مشرفة على تطبيق عقود النقل والتزام الناقلين بشروطها بدقة، وحسب علمنا أنها دعت المؤسسات والشركات الوطنية للتقدم للتأهل لهذا المشروع.

مراقبة بالأقمار الصناعية

* مشروع مراقبة أسطول النقل الجماعي عبر الأقمار الصناعية الذي دشنه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض من المتوقع أن يحقق خدمة أفضل للمسافرين بالإضافة إلى فوائده الأمنية.. ما المراحل التي قطعها تطبيق هذا المشروع؟ وماذا عن خطط الاستفادة من تطبيقات تقنيات أنظمة النقل الذكية الأخرى؟

- يعتبر هذا المشروع أكبر مركز لإدارة الأسطول في الشرق الأوسط بواسطة الأقمار الصناعية، وهو نظام المتابعة الآلية للحافلات AVL Automatic Vehicle Location System الذي يعمل على تزويد كل حافلة من حافلات الشركة بجهاز يستقبل إشارات الأقمار الصناعية لتحديد المواقع والمعروف عالمياً باسم GPS، وسيسهم هذا المشروع في تفعيل أساليب الرقابة على أداء سائقي الشركة والحافلات وبما ينعكس على جودة تقديم الخدمة للراكب على الخطوط الطويلة وبما سيحقق العديد من الجوانب الإيجابية المرتبطة بعملية الانتقال من حيث تحقيق أكبر قدر من السلامة وسرعة توفير خدمات الدعم والمساندة عند حدوث الأعطال أو الحوادث لا قدر الله عبر توجيه الحافلات الاحتياطية وورش الصيانة المتحركة بجانب ما يوفره هذا النظام الذي قامت الشركة أيضاً بتركيبه على الحافلات المخصصة لنقل الطالبات لتوفير عنصر الاطمئنان للشركة وذوي الطالبات على حد سواء من خلال رحلاتهن اليومية.

محطات الخدمة

* أعلنتم في حديث سابق أن هناك خطة لإيجاد محطات لخدمة السيارات تليق بمستوى الطرق.. هل لكم أن تتحدثوا عن ملامح هذه الخطة؟

- راحة وسلامة مستخدمي الطرق من أولويات وزارة النقل، والوزارة تحرص على أن تكون محطات الوقود والاستراحات على الطرق ذات جودة تليق بمستوى الطرق، ولرفع مستوى المحطات والاستراحات فقد شكلت لجنة على مستوى عال من مسؤولي الجهات ذات العلاقة (وزارة الشؤون البلدية والقروية، وزارة الداخلية، وزارة المالية، وزارة التجارة والصناعة، وزارة النقل، والهيئة العليا للسياحة) لبحث وضع المحطات والاستراحات ومراكز الخدمة على الطرق، وعند انتهاء اللجنة من بحثها سوف تخرج بإذن الله بتوصيات وحلول ستحسن من مستوى المحطات والاستراحات على الطرق وبما يحقق تطلعات مستخدمي الطرق بما في ذلك العمل على تطوير إطار نظامي متكامل وفق خطة زمنية محددة لتحديث الأنظمة والتشريعات الحالية بما يضمن إيجاد شركات متخصصة ومؤهلة تعمل على تنفيذ وتشغيل مراكز خدمة نموذجية مع تحديد أدوار ومسؤوليات كل جهة.

التجارب الدولية

* ما مدى استفادة وزارة النقل من التجارب الدولية في إدارة وتشغيل النقل العام للمركبات بالمملكة؟

- سبق للشركة السعودية للنقل الجماعي الاستعانة بشركة عالمية تمتلك خبرات طويلة في مجال إدارة شركات مماثلة عند بداية نشاطها، وقامت الشركة المذكورة بالإضافة لوضع أسس الإدارة والتشغيل في الشركة السعودية للنقل الجماعي بتدريب الكوادر السعودية في الشركة التي تسلمت فيما بعد دفة العمل في الشركة، كما أن هذه الوزارة استعانت في الفترات السابقة بالعديد من بيوت الخبرة الوطنية والعالمية لدراسة احتياجات مدن المملكة من خدمات النقل العام، واشتملت تلك الدراسات على تجارب العديد من الدول وبمختلف مستويات الخدمة المقدمة للاستفادة من تجاربها في تحسين وتطوير خدمات النقل الجماعي للركاب.

تراجع عدد الحافلات

* رغم أن الدراسات تشير إلى أهمية النقل العام داخل المدن في تقليص الزحام المروري.. نرى أن هناك تراجعاً كبيراً في أعداد الحافلات العاملة في هذا المجال في المدن السعودية.. ما الأسباب وما معالم المستقبل في هذا الجانب؟

- لقد تغيرت الكثير من الظروف والعوامل الاقتصادية والاجتماعية في المملكة، وكذلك توسعت المدن وانتشرت بشكل كبير أدى إلى انخفاض في الكثافة السكانية في الكيلو متر المربع وسهولة تملك وتشغيل السيارات.. والدراسات التي نقوم بها الآن تركز على تقدير الطلب الحالي والمستقبلي على النقل وفقاً لهذه الظروف وإيجاد أنظمة نقل مناسبة نرجو أن تعيد الحياة للنقل العام.

* هناك مطالب لفك احتكار شركة النقل الجماعي لخدمة النقل العام.. كيف تنظر الوزارة لهذه المطالب؟

- كان الهدف من منح الدولة امتياز النقل العام للشركة السعودية للنقل الجماعي ودعمها مالياً والمشاركة برأس مالها هو إيجاد شركة وطنية قادرة على القيام بأعباء هذا النشاط خصوصاً إذا ما علمنا أن مجلس الإدارة في الشركة يضم أعضاء من الجانب الحكومي ومن رجال الأعمال في وقت لم يكن هناك ثقة من المستثمرين للاستثمار في هذا النشاط، وبعد أن قطعت الشركة شوطاً طويلاً في هذا المجال وأصبحت قادرة على تسيير أعمالها بشكل تجاري أوقفت الدولة الإعانة المقدمة لها، وتدرس الوزارة فتح المجال للمنافسة على تقديم الخدمة بعد نهاية عقد التزام الشركة.

خطط للمشاعر المقدسة

* ما خطط وزارة النقل في نقل الحجاج والمعتمرين إلى مناطق المشاعر المقدسة وبالعكس؟

- فيما يتعلق بنقل المعتمرين فقد تم تطبيق التنظيم الخاص بنقل المعتمرين من داخل المملكة الذي هدف في جميع بنوده إلى سلامة وراحة المعتمرين، حيث روعيت في هذا التنظيم سلامة وكفاءة الحافلة من الناحية الفنية وأن تكون قد اجتازت الفحص الفني الدوري ولا يزيد عمرها التشغيلي على عشر سنوات من سنة الصنع والتأمين عليها وكذلك أن يكون السائق مؤهلاً لقيادة تلك الحافلات.

كما تم مؤخراً اعتماد شروط الترخيص بنقل المعتمرين والزوار القادمين من خارج المملكة التي قامت بإعدادها لجنة مشكلة من وزارة النقل ووزارة الحج والتي روعي فيها سلامة وراحة المعتمرين والزوار وحصر النشاط في المؤسسات والشركات لضمان قدرة مقدمي الخدمة على تقديمها على الوجه الأكمل، كما وضعت معايير لكفاءة المركبات المستخدمة في النشاط فيما يتعلق بسعتها التي يجب ألا تقل عن (40) مقعداً والتأمين عليها وإخضاعها للفحص الفني الدوري كل ستة أشهر وإلزام المرخص له بالعناية بها وصيانتها وأن يكون السائق مؤهلاً لقيادة هذه الحافلات ويتمتع باللياقة الصحية التي تمكنه من أداء عمله دون تعريض نفسه والركاب ومستخدمي الطريق للخطر، وألا يقود الحافلة لفترة متواصلة تزيد على أربع ساعات دون أخذ قسط من الراحة لا تقل عن نصف ساعة أو ساعة ونصف خلال كامل فترة عمله اليومي، وألا تزيد فترة عمله اليومي على ثماني ساعات، كما أن شروط الترخيص قد ألزمت الناقل بتقديم سلامة الأرواح والبيئة والممتلكات على أي عنصر آخر من عناصر التشغيل عند تخطيط وتنفيذ الخدمة.

صناعة السيارات

* تأخرت صناعة السيارات وقطع الغيار اللازمة لها في المملكة كثيراً مقارنة بالعديد من الدول الأقل نمواً اقتصادياً.. ما أسباب ذلك التأخير؟ ومتى سنرى السيارات السعودية تجوب الشوارع؟

- أعتقد أن صناعة السيارات وقطع الغيار اللازمة لها في المملكة وإن كانت نوعاً ما بطيئة إلا أنها تسير بخطى حثيثة، فيوجد حالياً بعض قطع الغيار يتم تصنيعها داخلياً، كما يوجد عدد من مصانع تجميع المركبات والحافلات وهي خطوات أولية وأساسية إذا ما علمنا أن هذا النوع من الصناعات الثقيلة يحتاج إلى خبرات وتجارب طويلة تمكن المصنعين من إنتاج مركبات ذات جودة عالية واقتصادية بنفس الوقت في ظل وجود منافسة قوية من قبل شركات ومصانع لها الأسبقية في هذا المجال. وعلى كل حال فإني أدعو رجال الأعمال والمستثمرين للدخول في هذا المجال لجدواه الاقتصادية في ظل تطور السوق السعودية وزيادة عدد السكان والقوة الشرائية.

منظمة التجارة العالمية

* ما أثر انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية على قطاع النقل بالمركبات؟

- مما لا شك فيه أن تسارع العجلة الاقتصادية في المملكة وزيادة الاستثمارات سواء الوطنية أو الأجنبية سيكون لهما انعكاس إيجابي على حجم الطلب على خدمات النقل خاصة أن خدمات النقل البري لن تجد منافساً لها داخل المملكة بسبب استثناء النقل البري من التزامات المملكة تجاه الدول الأخرى وفقاً لشروط الانضمام.

تصميم الأنفاق

* تشهد بعض الأنفاق التي نفذتها وزارة النقل ومثالها أنفاق الطريق الدائري وطريق خريص وطريق الملك فهد بمدينة الرياض حوادث خطيرة يرجعها البعض إلى أخطاء في التصميم والتنفيذ.. ما تعليقكم على ذلك؟

- لقد أوضحت فيما سبق اهتمام الوزارة بهذا الجانب منذ الخطوات الأولى لتخطيط وتصميم وتنفيذ الطرق.

والتقليل من عدد الحوادث يتطلب تضافر جميع الجهود وتعاون جميع الجهات ذات العلاقة وتطبيق الأنظمة المرورية بحزم في حق المخالفين.. والملاحظ من الإحصائيات المرورية وكذلك الدراسات التي قدمت في المؤتمرات والندوات الخاصة بالسلامة المرورية أن النسبة العظمى من أسباب وقوع الحوادث ناتجة عن التهور في القيادة والسرعة الزائدة وعدم اتباع عوامل السلامة.

الزحام المروري

* ما رؤية وزارة النقل حول مشكلة الزحام المروري المتصاعد في مدن المملكة؟ وكيفية التغلب عليها؟

- تشهد مدن المملكة خاصة الكبرى منها مثلها مثل جميع المدن الكبرى في العالم ازدحاما مرورياً شديداً، ولإيجاد الحلول المناسبة لهذا الازدحام قامت الوزارة وتقوم بالعديد من الأعمال والدراسات لتسهيل حركة المرور وفك الاختناقات المرورية في عدد من مدن المملكة وذلك من خلال:

- تحسين التقاطعات على الطرق الدائرية والمحورية.

- تنفيذ مسارات إضافية على بعض الطرق.

- إعداد دراسة شاملة لتطوير النقل العام في المملكة اشتملت على دراسة الوضع الراهن والسياسات والتشريعات المتعلقة بقطاع النقل العام ومعرفة التحديات التي تواجهه ومن ثم وضع خطة لتطوير هذا القطاع ووضع الآليات التنفيذية لهذه الخطة ومتابعتها وتقليص الاعتماد على السيارات الخاصة وبالتالي المساهمة في تخفيف الازدحام المروري بإذن الله.

عيوب في الطرقات

* يلاحظ ظهور عيوب في الطرق حديثة الإنشاء.. ما الوسائل المتبعة لفحص الطرق واكتشاف عيوبها الفنية قبل استلامها؟

- السؤال يغلب عليه العموم؛ إذ لم يتم تحديد طريق بذاته ظهرت عليه عيوب بعد الإنشاء حتى يمكن تحديد أسباب ظهور تلك العيوب حيث إن كل طريق له وضعه التصميمي الخاص من ناحية عمره الافتراضي وقدرته التشغيلية.

كما أن هناك نوعين من العيوب: عيوب تشغيلية تنتج نتيجة استخدام الطريق خلال عمره الافتراضي، وعيوب تنفيذية تنتج عن سوء التنفيذ، وهذه نادراً ما تظهر على الطرق المنفذة حديثاً حيث يتم تنفيذ جميع الطرق وفق أحدث المواصفات الفنية العالمية وتحت إشراف أجهزة استشارية لديها الخبرة الكافية لمتابعة التنفيذ لتحقيق الهدف المنشود وهو تنفيذ طرق على مستوى عالٍ من الجودة والأداء والأمان.

أما بخصوص الوسائل المتبعة لفحص الطرق واكتشاف عيوبها الفنية قبل استلامها فأؤكد أن جميع الطرق التي تقوم الوزارة باستلامها من المقاولين يتم عمل الاختبارات لها وبصفة يومية خلال مرحلة التنفيذ، وذلك حسب المواصفات وطرق الاختبارات القياسية من قبل الاستشاريين التابعين للوزارة والمشرفين على تلك الطرق، كما أنه وبعد الانتهاء من التنفيذ تقوم الوزارة بتكليف لجان فنية متخصصة باستلام تلك الأعمال وفق أسس وضوابط فنية، ويتم التأكد من مطابقة جميع الأعمال المنفذة للشروط والمواصفات.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة