حزام الأمان، وما أدراك ما حزام الأمان؟! هو ذلك المشدّ المرن الرقيق الخفيف الموجود في الجزء الأعلى الأيسر لقائد السيارة، والذي يتميز بسهولة ربطه وفكه، والذي أشارت العديد من الدراسات إلى إمكانية التقليل من مخاطر الصدمات عبر استخدام هذا الحزام، إضافة إلى الأكياس الهوائية أو الوسائد الهوائية؛ لأن استخدامهما معاً يزيد من وزن الجسم؛ وبذلك يخفف من حدة الصدامات وخطورتها.

ووفقاً لخبراء السلامة المرورية الأمريكية يؤدي استخدام حزام الأمان والأكياس الهوائية إلى إحداث زيادة في وزن المركبة بمعدلات متفاوتة؛ إذ إن الوسائد الهوائية تؤدي إلى زيادة في الوزن قدرها 18% فيما يشكل الحزام الثلاثي زيادة في الوزن تعادل 42% ويؤدي استخدام الحزام مع الوسائد الهوائية إلى زيادة وزن بنسبة 46% وهناك دراسة أخرى تم إجراؤها مؤخراً بالرياض أثبتت أن إصابة الرأس تمثل المرتبة الأولى من ضحايا حوادث المرور تليها إصابة الصدر، وهاتان الإصابتان تعتبران من أخطر الإصابات الجسدية التي غالباً ما ينجم عنها إما الإعاقة الدائمة وإما الوفاة.

ومن خلال تلك الدراسة يبرز لنا جلياً الدور الأكبر والهام لحزام الأمان في الحد من خطورة إصابتي الرأس والصدر؛ لأن الحزام يقوم بتثبيت السائق والراكب المجاور ويحميه من الارتطام بالمقود (الدركسيون) والزجاج الأمامي للسيارة؛ فمن هنا يثبت لنا دور الحزام الهام.

وهناك دراسة أجريت في السويد أوضحت أن نسبة الوفيات للسائقين في حوادث المرور من الذين لم يستخدموا حزام الأمان كانت 21%، كما أن نسبة الإصابات الخطيرة انخفضت من 15% في السائقين غير مستخدمي حزام الأمان إلى 6% للسائقين المستخدمين حزام الأمان.

ولكون حزام الأمان ذا أهمية قصوى فإن هناك الكثير من دول العالم المتحضر تلزم السائقين والركاب بربط الحزام؛ حيث إن هناك قوانين عقابية في انتطارهم في حال عدم ربطهم الحزام.

بل إن بعض تلك الدول وصلت نسبة ربط حزام الأمان لديهم إلى ما يقارب 90% مثل السويد وكندا وبريطانيا وأستراليا وأكثر من نسبة 60% في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن السرعة لدى تلك الدول محددة ويعاقب متجاوزوها.

وفي إحصائية أخيرة أو استفتاء بالأحرى نفذته إدارة مرور منطقة الرياض تبين أن نحو 60% من السائقين لا يتقيدون بربط حزام الأمان في السيارة، وهو القرار الذي طبقته المملكة قبل نحو ثلاثة أعوام، وتفرض عليه غرامة مالية قدرها مائة ريال. وكان عدد من أجري عليهم الاستفتاء قرابة 3789 شخصاً حيث قال البعض إنهم يربطون الحزام عند الضرورة فقط.

وقد أثبتت الدراسات أنه في حالة وقوع حادث وكان السائق يسير بسرعة 60 كيلو متراً في الساعة فكأنه يسقط من ارتفاع عشرة أدوار! تصوروا!

وقد يتضايق بعض قائدي المركبات من ربط الحزام باعتباره عملية ثقيلة ومتعبة، وخاصة لمن لم يعتده، ولكن مع التوعية المرورية، ومع مرور الوقت يمكن غرس هذه العادة الحسنة في السائق والراكب بحيث تصبح سلوكاً معتاداً مثله مثل تشغيل المحرك وتحريك ناقل السرعة؛ إذ إن التكرار يؤدي إلى العادة، خاصة في مقابل الفوائد الجمة والسلامة المرورية التي يؤمنها - بإذن الله - حزام الأمان، كما أن قائد المركبة مطالب بحث الركاب الذين معه على ربط الحزام، وخاصة الأطفال؛ حيث إن هناك أحزمة مخصصة لهم، وقد يطرأ على حزام الأمان عطل أو تهتك، وفي هذه الحالة يجب على السائق صيانته أو تبديله؛ لأن في سلامة حزام الأمان.. سلامةً للسائق وأماناً.