Car Magazine Wednesday  28/11/2007 G Issue 50

الاربعاء 18 ,ذو القعدة 1428 العدد50

 

 

في هذا العدد

 

أقلام

 
الزحمة
خلوفة بن محمد الأحمري*

عندما يقال لك إن المدن لم تعد تطاق، وأن الحنين إلى هدوء القرى أصبح هاجس البعض، فإن واحدة من أكثر أسباب هذا التوجه هو الزحام ولا شك.. المشوار الذي كنت تقضيه قبل عشر أو خمس عشرة سنة في ربع ساعة تحتاج اليوم من الوقت أضعافه لا تستغربوا إن قلت لكم إن لهذه الزحام اثاراً على نفسيات الناس ومستويات إنتاجهم وتركيزهم، يظل الواحد منا في موج هذا الزحام لساعات ليصل إلى مقر عمله أو دراسته ونفسه رأس خشمه، ويحتاج بعض الوقت حتى تهدأ أعصابه ويعود إلى سابق نشاطه هو في الاساس يحمل هم هذه الزحام عند الهم بأي مشوار لو كان لمجرد الزيارة أو القسمة، وعلى هذا فإن كثيراً من دول العالم تسعى جاهدة للتقليل من هذه الاشكالية وليس لإنهائها لأن مجرد التفكير في القضاء عليها ضرب من الخيال، ولكن لمحاولة الحد منها وإيجاد بعض السبل الممكنة للتخفيف قدر الإمكان، ومن ذلك الإدارة المرورية الناجحة للطرق والمخارج إيجاد وسائل النقل الجماعي للتقليل من عدد السيارات على الطرق المزدحمة - محاولة إيجاد مكاتب وفروع للدوائر الحكومية والأهلية وتوزيعها بالشكل الصحيح والبعد عن المركزية قدر الإمكان - التخطيط السليم للطرق والمخارج والاتجاهات، وغير ذلك كثير من الوسائل والطرق التي تخفف من وطأة هذه المشكلة ولا بد أن نشير إلى أن الوعي المطلوب لدى كل قائد مركبة هو أحد انجح السبل للتخفيف من اثار هذا الزحام، ومن طريف ما يذكر ان الكثير منا لا يستفيد من هذا الوقت في ما يعود عليه بالنفع فتراه تارة يقضي هذا الوقت في أحلام اليقظة الخيالية أو في شرب التتن (الدخان) أو في قراءة لوحات السيارات من اليمين إلى اليسار أو العكس، ويحاول جاهداً إيجاد معنى لهذه الحروف المقطعة أو يقلب بصره ذات اليمين وذات الشمال.. والقليل من يستمتع في مثل هذه الأوقات بسماع النافع المفيد وما أكثره ختاماً حكي ان رجلاً بلغ من العمر ستين عاماً وكان حافظاً للقرآن فلما سأله سائل: على يد من حفظت القرآن؟ قال: على يد الشيخ - محمد صديق المنشاوي، فقال صاحبه: انت مهبول.. الشيخ - المنشاوي مات من زمان.. فقال أخذت مصحفه الكامل (الكاست) وكنت استمع كل يوم لمقطع وأردده معه حتى أكرمني الله بحفظ كتابه.. وإلى اللقاء.

إشارة

قال صلى الله عليه وسلم (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت).

abo-anasa@hotmail.com

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
الطقس
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة