Culture Magazine Monday  05/02/2007 G Issue 185
مداخلات
الأثنين 17 ,محرم 1428   العدد  185
 
متى يُكرم الرموز والمبدعون؟

 

 

المكرم مدير التحرير للشؤون الثقافية..

بين يدي المجلة الثقافية ليوم الاثنين 26- 12-1427ه (182) المعنون ب متى؟! وعلى غلافها الخارجي تشكيلة مهمة من الصور تفوق الثلاثين صورة لشريحة فاعلة تعنى بالشأن الفكري والثقافي.. والسؤال هنا: متى يكرم هؤلاء؟! علماً أن هذه الشريحة قد حظيت ولا زالت بوفرة إنتاجها الثقافي والصحفي، ولا زال الجمهور يتابعها وينتظر المزيد من الإنجاز في شتى الاتجاهات والتخصصات، وكان لها صدى لافت في معظم مسارات الأدب، وربما كان لبعضهم مساهمة واضحة في النسيج الفكري لبدايات النهضة الثقافية في المملكة، ولانبعاث مواطن الرؤية والنظرية والتطبيق في مفاهيم المفردات الألسنية وجدليات النقد التي ظهرت بصورة جلية وقتذاك.. وكفاءة هذا الملحق أن ينفض غبار النسيان والسنوات المتراكمة والجمود الذي لحق ببعض الشخصيات والرموز المؤثرة في المشهد الثقافي، وتكون له الحظوة في استدعائها ومناقشاتها ومحاولة الاتصال والتواصل مع قامتها بقيمها وقيمتها لهذا الجيل الصاعد والشباب الواعد بحراكة التشعب ليعرف من تكون تلك الشخصية أو الصورة التي أمامه. ودأب الملحق أيضاً ملاحقة ومتابعة من يكون له التكريم والاحتفال ليعمل هو بذاته وبطريقته التي تعود عليها بشيء من الاحتفاء التي تتناسب ووضعه الثقافي والاجتماعي ودوره البارز في مجاله وتخصصه.. فنشد على أيدي أعضاء هذا الملحق، ونترافأ معهم على ذلك، ونسأل معهم: متى يكون ذلك التكريم لهؤلاء؟! سؤال نضعه اصطفافاً مع هذه المجلة (الثقافية) آملين تحقيقه في أقرب وقت ممكن دونما مناسبة معينة بذاتها.. وإذا كان الاحتفال والتكريم ابستمولوجياً حسب جهوده وإنجازاته ومناصرته لدوره الريادي والفكري في انتمائه المهني أو الوظيفي الفردي أو الجماعي. فلماذا لا يتم الاحتفاء والإشادة على حساب التبعة والاتجاه في أي جنس علمي أو ثقافي.. فعليه يكرم أكثر من فرد في مسار واحد.. كأن تكرم شعبة الصحافة باختيار روادها ومؤسسيها، أو شعبة النقد الثقافي أو الكتاب المتخصصين حتى وإن اختلفت الأزمنة والأمكنة، ولا يقتصر ذلك في المجال الأدبي، بل يتعداه إلى أضراب أخرى ومناحٍ متعددة تشمل جميع المعارف والعلوم.. ولماذا لا يخص التكريم العنصر النسائي؟ فنحن نملك من الكوادر النسائية الشيء الكثير وعلى جميع الصعد.. ومن اللواتي أثرين الساحة بالأدب المؤنثن - إن صح التعبير - المتماشي جنباً إلى جنب مع الأدب الذكوري المهيمن في وقت فائت على الساحة الثقافية من أقلام صحفية إلى إنجازات علمية على مستوى التأليف والمفاعلة.. فخذ أي صحيفة أو مجلة أو كتاب، فقلما تجدها خالية من الاسم المنتهي بالتاء أو من أنثنة الموضوعات في مستوياتها وتصنيفاتها.. فإذا كانت تستطيع أن تقف، وتضع لها كل هذا الحضور والصخب، وتقود ميداناً للكلمة في جميع مناحي الحياة ومكوناتها. فلماذا لا يكون لها تكريم واحتفاء يتناسب ووضعها الشرعي والاجتماعي والثقافي.. فخذ مثلاً صحيفة - دنيا - التي امتزجت مؤخراً مع الشرق لتكون أول صحيفة نسائية سعودية للمرأة العربية. وهي جريدة يومية تصدر نصف أسبوعياً مؤقتاً من المؤسسة الشرقية للطباعة والصحافة والإعلام... وتورقها فما الذي يختلف فيها عن غيرها، وأذهب معها إلى آخر صفحاتها فأقرأ مثلاً هذا الخبر: (الأهرام تنهي التعاقد مع 56 من كبار كتابها، وتجد معه - الخبر - ثلاثاً من الصور لشخصيات ثقافية مصرية: صلاح الدين حافظ، وأحمد عبدالمعطي حجازي، وفهمي هويدي وذلك في عدد 20-1352 بتاريخ السبت 1 محرم 1428ه.. أليس هذا الخبر من الأهمية بمكان أن يكون مدرجاً ضمن أخبار الملحق الثقافي ونشاطه.. وأدر النظر إلى معظم الصحف والجرائد والمجلات والملاحق المعنية بهذا الشأن لترى أين وصل القلم النسائي من حضور وإثبات..؟ فإذا كان هذا الملحق تساءل عن هذا النوع من التكريم والاحتفال.. فكذلك الملحق الآخر لصحيفة الجزيرة المعنون بمجلة الجزيرة وذلك في عددها 199 ليوم الثلاثاء 14-12-1427ه وعلى غلافها هذا الاستفهام: (متى يكرم المبدع.. أثناء عطائه أم بعد رحيله..؟! وكان الموضوع حرياً بالقراءة وجديراً بأن يحتفى به ص 12 من إعداد صلاح عمر شنكل، وقد شارك فيه بعض الشخصيات من الجنسين معربين عن وجهات نظرهم حيال هذا الأمر.

فنحن مع الملحقين اللذين نادا باستفسار لافت: متى يكون التكريم؟ وننتظر ذلك بصبر نافذ وبسعة تامة وثقة مشتركة بين المؤسسة والرمز والقارئ.

واصل عبدالله البوخضر - الأحساء


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة