زلزال الأسهم كان مدمراً.. حطم مقاييس استشعاره.. التهم جلَّ ماله.. تركه مذهولاً سادراً.. لكنه أعاده إلى عقله بعد لهاث طويل.. في لحظة صفاء وأسف قال لي بتأوه عميق:
- ليتني ابتنيت بها مسجداً!!
- قلت له: أنذرها لبناء مسجد إذا عادت الأسهم لما كانت عليه!
أجابني وقد جحظت عيناه: هاه؟!!
***
جناح طائر
تعودت أن ألجأ إليه كلما رأيت حُلماً مزعجاً.. أو آخر مفرحاً.. كثير من قراراتي المصيرية اتخذتها
...>>>...
إخوتي الصغار - الذين تتخلل براءة إغفاءتهم براثن كوابيس مزعجة فيصرخون بكلمات مبهمة أو آهات تشي بأن إبرة الطبيب التي حذرتهم أمي منها حين يخالفون أمرها، قد اخترقت أجسادهم الغضة وهم نائمون - أراهم الليلة ينامون هانئين في سكون رتيب بلا كوابيس..
وأنا أركض في وحدتي..
أشعر بأني مسحوقة..
أتحسس وجهي فلا أجد سوى نصفه أما نصفه الآخر فما زال يفتش عنهُ
...>>>...
قال: إنه أصبح مجنوناً، وأنه سيخاطر وسيثبت لي ذلك بانتقاله إلى الدور العلوي الشاغر من منزلنا حذار! فقد كنا نسكنه قبل أن تنعطب رجل أبي اليمنى، وفي ليلة ظهور نوء الهقعة خرجت علينا في الصالة عقرب سوداء بحجم كف أبي المبسوطة، أي بحجم الرغيف المتوسط، وذعرنا فأتى عمال البلدية ورشوا الدور العلوي فرحلت كل الهوام عبر المناور الأربعة إلى الدور السفلي، وظلت قاطنة هنا في شقتنا السفلى حتى جئناها ورحلناها
...>>>...