Culture Magazine Monday  05/02/2007 G Issue 185
نصوص
الأثنين 17 ,محرم 1428   العدد  185
 

تَعتَريني إذا ذكَرْتُكِ رَعْشَهْ

مِثْل جَفْنٍ يَخشى قذىً طال رِمْشهْ

وجميلٌ من المُحبِّ اصطِبارٌ

وتَغاضٍ يقيه في الحبِّ دَهْشهْ

وحَريٌّ أن يُحْسِنَ الظَّنَّ خِلٌّ

بِخَليلٍ يَنأى به أن يَغُشَّهْ

لكن الصَّبْرُ عيلَ مِنِّي فَفاضتْ

أدْمُعي كالجَريحِ يَنْظُرُ نَعْشَهْ

و(الرَّشيدي) مُكابِرٌ عَربيٌّ

حينَ يَلْقَى بَيْنَ الأحِبَّةِ وَحْشَهْ ...>>>...

ألقي بالشجرِ اليابس على وجهِ النار

كلما هدأتْ.. رجفتْ أضلعي

فوق أصابعِ الخشب المحروق

أغمض عينيَّ فيصبح السقف غيمة

إني أتصبب مطراً..

من جسدي الرطب

يتهاطل شعري

قطرات عالقة تتلاشى

على أهداب المشط العاجي

مخضباً بقبلةٍ من نور..

أتنفسُ جرحي

بين مزاميرِ الوجع

وبكاءِ المهد

طفلتي قطعةٌ من طين

بلا عينين

بذرةٌ تتنفسُ ظلامَها

احتبستْ طويلاً

سقطتْ في البئر

كزهرة...

ويداي مقطوعةٌ ...>>>...

سهم

زلزال الأسهم كان مدمراً.. حطم مقاييس استشعاره.. التهم جلَّ ماله.. تركه مذهولاً سادراً.. لكنه أعاده إلى عقله بعد لهاث طويل.. في لحظة صفاء وأسف قال لي بتأوه عميق:

- ليتني ابتنيت بها مسجداً!!

- قلت له: أنذرها لبناء مسجد إذا عادت الأسهم لما كانت عليه!

أجابني وقد جحظت عيناه: هاه؟!!

***

جناح طائر

تعودت أن ألجأ إليه كلما رأيت حُلماً مزعجاً.. أو آخر مفرحاً.. كثير من قراراتي المصيرية اتخذتها ...>>>...

هذهِ اللحظة كل شيءٍ ميّت..

أصوات الشارع الصَّاخبة..

إخوتي الصغار - الذين تتخلل براءة إغفاءتهم براثن كوابيس مزعجة فيصرخون بكلمات مبهمة أو آهات تشي بأن إبرة الطبيب التي حذرتهم أمي منها حين يخالفون أمرها، قد اخترقت أجسادهم الغضة وهم نائمون - أراهم الليلة ينامون هانئين في سكون رتيب بلا كوابيس..

وأنا أركض في وحدتي..

أشعر بأني مسحوقة..

أتحسس وجهي فلا أجد سوى نصفه أما نصفه الآخر فما زال يفتش عنهُ ...>>>...

كم أودّ خطفك لنرحل معاً

لمكان بعيد، بعيد

سنعيش هناك وحدنا

سنبدأ حياتنا من جديد

ووعد عليّ يا صغيرتي

كل ما تحلمين به سأجلبه

سأجعل منك أسعد الكائنين

وأضمك لصدري، لنغمض أعيننا

من حلمنا.. لا لن نفيق

ولن يأخذك أحد مني

فسأفعل كل ما في وسعي

سأشدّ يدي عليك في حضنك

سأطوق قلبينا معاً

أبداً طول السنين

لا لن نفيق من حلمنا

لن نفعل كما يفعل المجانين

لن نفعل كما يفعل المجانين ...>>>...

قال: إنه أصبح مجنوناً، وأنه سيخاطر وسيثبت لي ذلك بانتقاله إلى الدور العلوي الشاغر من منزلنا حذار! فقد كنا نسكنه قبل أن تنعطب رجل أبي اليمنى، وفي ليلة ظهور نوء الهقعة خرجت علينا في الصالة عقرب سوداء بحجم كف أبي المبسوطة، أي بحجم الرغيف المتوسط، وذعرنا فأتى عمال البلدية ورشوا الدور العلوي فرحلت كل الهوام عبر المناور الأربعة إلى الدور السفلي، وظلت قاطنة هنا في شقتنا السفلى حتى جئناها ورحلناها ...>>>...

سكبت اشتياقي على لغة الليل

فانهالت حروف النهار!!

تبوأت متكأ قد يليق

ولكن وقتي يمر

ولما يزل خاطري موهناً

والمسار.. نفس المساء!!

أغادر نفسي إليّ

ألملم مني بقايا الخطايا التي مورست ذات ليل..

فآنست في شفتي القفار!!

تذكرت أن الميادين مفتوحة

وتنشق عنها ميادين مغلقة

وفيها تجف عيون المدار!!

لك الآن والأمسُ محتدمان

وبعض غد قد يجيء إليَّ

وأمضي إليه

سأحمل في مقلتي بريق الأماسي

وما من ...>>>...

هنالك كان أبي

يطعم الليل

والأرق

المتكبر

بعض رغيف

السهر

في الظلام يقرّب

نجمته من إناء

الحنين

يعاشرها خلسة

عندما تتلمّس

لون الخراب

على

ضفتيه

أنت علمتني

أن أرتّب

فوضى

الشجيرات

كيف أدعو الربيع

إلى الحضرة القرويّة

معتمرا بالجلال

بأغنية

واحدة

ليس لي أحد

يا أبي

فلمن سوف

أفتح صدري

يقاسمني الشاي

بعد الظهيرة

يوقظني للنداء

المقدّس في الفجر

- والحلم مشتبك

في غصون

النعاس-

ليس ...>>>...

لماذا تغير الحال يا أبي؟

فلا يمر يوم إلا وتتشاجر مع أمي

تلتقيان وجهاً لوجه فتنطلق منك ذخيرة من كلمات التوبيخ واللوم والتعنيف

نعم يا ابنتي

إن أمك صارت تثير شعوراً فأفقد التحكم في أعصابي

لماذا يا أبي؟

أين أجمل الحكايات التي ترويها لي عن أجمل فترات الحب ما قبل زواجكما وبعده

لا أدري كيف اختفت الآن!

لماذا تهب عاصفة الشجار بينكما عند أدنى تصرف؟

يسودني شعور بأنك لا تحب أمي!

لا يا ابنتي

أجل ...>>>...

 
 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

صفحات PDF

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة