حتى آخر يوم في حياته ظل المفكر والناقد الراحل هشام شرابي، ظل وفياً لفكرته القديمة الجديدة.. تلك التي يصنف فيها حالتي الثقافة والأدب حينما تكونان تعريفا لشخص ما، لنراه وقد صور لنا أن الثقافة مملكة النبلاء.. إذ لا مكان - حسب رأيه - للأدباء الذين لا يرتبطون معها بأي رابط.
مات شرابي.. ولا يزال خصومه وأحباؤه يناوئون فكرته هذه.. إلا أن هناك من يحاول أن يوضح مغزاها، ومراميها، فالمفكر شرابي يرى أن الثقافة لغة أمة، ولسان الجماهير حينما تهتف بالحق العام، أما الأدب فإنه خطاب نخبة لا يأبه بالجمهور، بل إن هناك من الأدباء من يقبع في أبراج عاجية، أو زجاجية صقيلة
مقاومة للصوت والحجارة أو الرصاص.