Culture Magazine Monday  05/02/2007 G Issue 185
الثالثة
الأثنين 17 ,محرم 1428   العدد  185
 
(باحثات)
حفريَّات وتحريَّات عن حيوات نساء عربيات

 

 

يصدر كتاب (باحثات)، العدد الحادي عشر، عن تجمع الباحثات اللبنانيات، مستمراً في رفد الثقافة العربية بهذا الزخم المقالي والدراسي المتنوع ذي الاعتبار البحثي والمنهجي للعلوم الاجتماعية حيث بدت ملامح الكتب السابقة، الصادر أولها 1994، تتراكم في دوائر معرفية تأخذ في اعتبارها الجانب الابداعي في أدبياته الشعرية والسردية، والأكاديمي في نتاجه الدراسي والبحثي، وينصرف إلى دعم حالة ثقافية متمثلاً فيها، لا الباحثات اللبنانيات، بل الباحثون والباحثات العرب كافة.

إن مواضيع الكتب السابقة، لهي قمينة بأن تكون في أرشيف أي باحث ومثقف ومهتم، من الأول: المرأة والسلطات، والثاني: المرأة والكتابة، والثالث، البحث والباحث في العلوم الإنسانية في العلوم العربي، والرابع: موقع المرأة في السياسة، في لبنان والعالم العربي، والخامسك الغرب في المجتمعات العربية: تمثلات وتفاعلات، والسادس: الإعلام والاتصال في مجتمعاتنا، والسابع: الجامعات في لبنان والعامل العربي: نساء - رؤى - قضايا، والثامن: مسارات الحب بين المتخيل والمعاش: أبحاث وشهادات، والتاسع: النساء في الخطاب العربي المعاصر، والعاشر: الصورة وتجلياتها البصرية في الثقافة العربية.

ويأتي العدد الاخير من خلال سبعة محاور أولها: بنيوية النسائي المعيش حيث اشتغلت عدة أبحاث منه حول الامومة وجسد الأنثى، منها: سيرة أمومة عبر الحدود لنهى بيومي، وأمهات لبنانيات في مرآة الذات فاديا حطيط، وجسد المرأة بين الأمس واليوم لسوسن كريمي.

وتسلط داسة سوسون كريمي الضوء على دور المرأة البحرينية في تشكيل الهويات المتنوعة في المجتمع البحريني وتمثيلها، وكيف أن مظاهر النساء وأجسادهن وأدوارهن في المجتمع هي انعكاس للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والمحلية منها والعالمية، وتلك التغيرات تعيد صياغة الهويات في البحرين.

والثاني عن خطاب السيرة، كتبت فيه هند الصوفي عن أم كلثوم: أسطورة أم قصة إرادة، ومقارنة بين رسائل مي زيادة لجبران خليل جبران وجوديث شكسبير لحنان إبراهيم، وكتابة حيوات النساء العربيات لجين سعيد المقدسي.

ويأتي ملخص دراسة هند الصوفي عن أم كلثوم بأنها تقارن بين سيرتين مكتوبتين لها من إلياس سحاب وإيزابيل صياح، وفي المقارنة تظهر ست نقاط أساسية: الوعي النسوي عند والدة أم كلثوم وموقف الأخيرة من الدين ومن القيم التقليدية، وثوريتها وعلمها كمواطنة ناشطة وموقعها من الذكورة والأنوثة، وكذلك حسها الموسيقي المرهف وذوقها المحدد والراقي في الشعر كما في الموسيقى.

وتنتهي الدراسة إلى الملاحظة أنه بينما تركز، الباحثة صياح، على قوة حضور ام كلثوم وقدرتها على المبادرة المبدعة والفعالية الفردية العالية، مما يصورها نسويَّة على طريقتها، تتجلى نسويتها في المواقف التي اتخذتها وفي أنماط سلوكها، فقد ركز الباحث والناقد سحاب على الدور الذي لعبه الرجال في تكوين معتقدات أم كلثوم وفي بناء شخصيتها ودعم نجاحها.

والثالث: في مواجهة الحرب، وتناولت فيه إصلاح جاد رسائل من رام الله 2002، وكتب نادر سراج عن إيمان خليفة: اللاعنف في حياة شابة لبنانية.

وأما المحور الرابع فهو مشاهد وانطباعات كتبها كل من: سمية رمضان، وبشار العيسى، ومحمد أبي سمرا.

ويكتب الروائي والباحث الاجتماعي محمد أبي سمرا، بعنوان: نساء الإثم والأسى، مهدياً المقالة إلى امرأة لبنانية اجتماعية اختبرت العيش في بيروت، ولرجل خرج على صورة الرجولة في الثقافية العربية الإسلامية، يسجل أبي سمرا مشاهدات ما بين مدينة إربيل الكردستانية العراقية، وفي عدن وإب اليمنيتين، ويمر بالقاهرة وطهران وعمان.

واشتغل في المحور الخامس على قراءات في سير مكتوبة، كالسجن للنساء أيضاً: زينب الغزالي وأيام من حياتي للباحثة حسن عبود، وأتمَّت دالندا الرقش قراءة في مذكرات امرأة سياسية (راضية الحداد). فيما لجأ المحور السادس على قراءات في حيوات معيشة بدأتها سهير التل بقراءة عن إميلي بشارات: راهبة بثوب وردي، وحيوات نساء وحيدات معيلات لمية الرحبي، وحارسات الحياة لنازك سابا يارد، وبنات عنيزة العظيمات لأحمد الواصل،وحيوات النساء في الريف اليمني وعملهن غير المنظور لسكينة هاشم.

ويعتمد البحث المقدم من الشاعر والباحث أحمد الواصل على مدخلين: الأول شهادة حية تتناول شخصيات نسوية، من مدينة عنيزة في القصيم، كنماذج لنساء نجديات، من قريبات الباحث عبر اجيال ثلاثة ما بين تراتبية جدات وأمهات (أخوات وعمات)، ثم حفيدات (خالات)، ثم يأتي المدخل الثاني: ليشتغل على دراسة نماذج تمثل سيدات مجتمع ساهمن في الحياة الاجتماعية، في سياقيها: السياسي والاقتصادي، مثل: نموذج المعلمة، فالشاعرة، فالناشطة الاجتماعية، وهو ما انعكس على وضع تراكم تعددي في منح النساء العنيزيات عبر الأجيال مكانة غيرمستهان بها في داخل المملكة العربية السعودية، وخارجها: الكويت ومصر.

ويناقش الحث دور المرأة في مجتمعها الإيجابي والموقف السلبي من المرأة، في مجتمع ذكوري (مشيخي)، بوضعها الذي كان حساساً، بقمعها وتهميشها إلا أنها نفذت منه نحو مشاركة حضارية فعلية لا تقوم دون مساهمتها الكبيرة، وانتهى البحث إلى تأميل استمرار تصاعد دورها حضاريا بفعل نماذج مشعة لابد أن تكون ملهمة لأجيال متأخرة.

فيما احتوى المحور السابع على كتابات إبداعية ما بين المقالة والخواطر وشذرات السير لروائيات وكاتبات منهن: إميلي نصر الله، وغيمان حميدان يونس، وحنان الشيخ، وراوية الحكم، وسلوى بعقليني (الاسمان الأخيران مستعاران)، وعزة شرارة بيضون، وعلوية صبح، فوزية السندي، ونجلاء حمادة، ونهوند القادر. وقدمت فيه الروائية والمسرحية حنان الشيخ بعض شذرات سيرية عن لقائها بالمطربة ليلى مراد أثناء دراستها الجامعية في مصر، وذكرياتها عن أفلامها وأغانيها، وشجون والدتها وقريباتها، وخيبتها عندما عبرت عن إعجابها بها وإعطاء ليلى لها مبلغاً من المال!

بقي أن نشير إلى أنه للكتاب هيئة تحرير متغيرة بحسب الموضوع، وكان لهذا الكتاب هيئة مكونة من: جين سعيد المقدسي، ورفيف رضا صيداوي، وصباح غندور، ونجلاء حمادة، ونهى بيومين فميا وضع عنوان الكتاب القادم: الرجولة والأبوة اليوم، والكتاب يطبع ويوزع من المركز الثقافي العربي.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة