Culture Magazine Monday  25/06/2007 G Issue 204
أوراق
الأثنين 10 ,جمادى الثانية 1428   العدد  204
 
أبراج المدينة و11 سبتمبر
سارة عبدالله الزنيدي

 

 

إنها لمن اقسى الأوقات عندما تشعر بندم لذنب لم تقترفه يداك. تريد أن تصلح ما أفسده غيرك عليك, ولكن لا تستطيع, من يستطيع أن يرضي الجميع. قد تستطيع ولكن حينها لن ترضي نفسك.. ربما لأنك تبحث عن الفضيلة وربما لأنك تؤمن بها!!

(الفضيلة).. كلمة تقال بكثير من التملق للمثالية! وهي بالأصل تجسد المقدرة على العمل المعقول ولو كانت كما يقول عنها الميتافيزيقيون لما استطاعوا هم أنفسهم أن يصفوها. وهذا ما حدث فعلاً؛ فأحدهم يتكلم عن الفضيلة ويضرب لك مثلاً مستوحى من أسطورة! وهو بهذا يريد التدليل وهو لا يكاد أن يخرج من الوصف من أجل الوصف فقط! جميل أن تقرب لي المعلومة ولكن هذا لا يعني أن تتهرب من إثباتها!

ما أقوله الآن هو مقدمة لوقفة تأملية حاولت بكل طاقتي أن أخرج منها غير مشكة لأنه كما يقول فولتير (الشك يبدأ بمحاولة إثبات كل شيء وينتهي بعدم التصديق في شيء) وليس أصدق على كلامه هذا إلا ديكارت الذي شك بأنه يعيش في هذا البُعد!

لو قلنا (الفضيلة تستحيل أن تكون مزيجاً أو وسطاً بل هي الأساس وكل شيء خارجها هو فرع أو امتداد لها الغلو فيه تطرف) لما ابتعدنا عن وصف سبينوزا بأنها هي (العقل والحب والقوة) والعجز عن الوصول يقنع المرء بأن ما بين الأقواس هو المثالية! وهذا أكبر خطأ قد يقع فيه المتأمل..

بعيداً عن كل هذه الافتراضات والمجادلات والمهاترات التي قد تكون (غير) مفهومة.. حتى لي أنا لنقترب أكثر في واقعنا ولنحدد الرؤية أكثر ولنقول في دولتنا ولأكون أصدق من ذلك وأكثر دقة لنقول في مدينتنا الصغيرة الناس هنا طيبون بسيطون ولكنهم ليسوا بالسذج ربما يصمتون ولكنهم بذلك يراعون جميع الحقوق التي عليهم وللأسف يتناسون ما لهم، هنا كانت البداية بداية ظهور أناس اكثر جشعا وتملقا!!

صفقات وهمية وخطط طويلة الأمد لم يكن الهدف منها الا سلب حقوق الناس وربما الثأر من طيبتهم والنيل أكثر مما تبقى لهم من قوة أصبحت القوة منوطة الآن بسلب حقوق الغير والتمتع بألمهم وجوعهم يتسمون ب(الشيخ) مبتدئين بذلك من الألف ومنتهين بالياء!!

يتمتعون بأموال غيرهم غير مبالين بالدماء التي يشربونها كل مساء في كأس مزين بقلق المساكين لربما يأتي يوم ويصبح ذاك الرغيف الذي يأكل منه الفقراء رغيفاً أحمر.! والويل سيصبح للجميع تلك المهاترات التي تقام على طاولة من غير أرجل وتلك الوعود التي تنطق من غير أفواه آن لها أن تقف وآن لهم أن يخرجوا من تحت تلك الطاولات..

أيها المتخمون بأموال الغير المتشيخين بأجسادهم المتعسكرين بالوساطة والتملق سيأتي ذاك اليوم وستسقط (أبراجكم) ومشاريعكم التي تبدأ ب(المدينة) وتنتهي خلف (القضبان)!

وأقول كما قال (درويش):

سجِّل.. أنا عربي

أنا لا أكرهُ الناسَ

ولا أسطو على أحدٍ

ولكنّي.. إذا ما جعتُ

آكلُ لحمَ مغتصبي

حذارِ.. حذارِ.. من جوعي

ومن غضبي!!

- عنيزة


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة