الضجّة التي تثار حول عملٍ ما تَرْفَع عادةً سقف التوقّعات لدى المتلقّي، بفضولٍ، أو بحسّ مسؤوليّةٍ نقديّة، كي يَحْكُم على العمل عن بيّنة. وكثيرًا ما يتكشّف النَّقْع عن قَدْر من العاطفيّة، تَحْكُم المواقف الثقافيّة العربيّة، كما تَحْكُم المواقف السياسيّة العربيّة، مع أو ضِدّ. إذ يكفي أن يُرفع شعارٌ ما لينساق وراءه قطاعٌ من جماعة (مع أو ضِدّ)، دون أن يعلموا مع مَن وضِدّ مَن؟ يكفي أن تُثار
...>>>...
حرية الرأي - احترام الرأي الآخر - النقاش الحضاري - شعارات يلوكها بعض المثقفين على صدر الصحف وعلى شاشات التلفزيون.. هذه الشعارات تسقط وتتبعثر حين يشهر أحد الأشخاص رأيه في أمر ما قد لا يروق لهم. لا أريد أن أعمم لكن ردود الفعل أحياناً على بعض الآراء مخجلة ولا تليق بالوسط الثقافي الذي من المفروض به أن يفرق بين حرية الرأي ومصادرة الرأي الآخر.
اللقاء الذي أجراه طامي السميري ونشر في مجلة الإعلام
...>>>...
إشكالية تبسط نفسها سيما عند الجدل عن النزوح الطوعي أو القسري للعرب والمسلمين إلى الغرب والانخراط في عقده الاجتماعي، والهاجس الضاغط الحتمي للتخلي عن الجذور المزدوجة والتأقلم مع هذا الإطار الثقافي.. قد يبدو هذا من قبيل الاعتباط الكتابي غير أنه يبلغ درجة الحساسية الفيزيائية ساعة ترتبط هذه الفيزيائية ارتباطاً عضوياً بالمخرج الراديكالي ومدى مسبباتها لظاهرة الثنائية الحدية (الأنا والآخر).. وفي
...>>>...
قال له صاحبه: حين يرى الفرنسيّ صديقه مستغرقاً في تفكيره مثلك، يقول له: (أشتري ما تفكّر به بخمسة فرنكات). أمّا أنا فأشتريه منك بخمس ليرات. ما الذي تفكّر به في هذه اللحظة، ويجعلك غير منتبه إلى ما أحدّثك به؟
هزّ هو رأسه وقال وعلى شفتيه ابتسامة ضئيلة: أفكّر بجواب على سؤال دأبت في الزمن الأخير على إلقائه على نفسي بين الحين والحين.
في منتصف الثمانينات دعيت لحضور مؤتمر أدبي عقد في جامعة (إيسكس) Essex البريطانية. كان إدوارد سعيد - كما هو متوقع - نجم المؤتمر بلا منازع. فكتابه (الاستشراق) الصادر في طبعته الأولى عام (1978) يمثل مركز الثقل في عملية نزع مستمرة للهالة التي تتوج مناهج الاستشراق وتهيمن على العرب المعاصرين. وقد جابه إدوارد سعيد ناقديه بعناد وعنفوان لا مثيل لهما. صحيح أن باحثين عرباً من أصحاب النفوذ في الأوساط
...>>>...
المقالة فضاء مفتوح، والفكرة ضالة الكاتب؛ أنى وجدها فهو أحق الناس بها!
تعد المقالة الفن الأوحد الذي يخترق حاجز الموضوعية المقننة، ويسبر عوالم بانورامية في مسار الطرح الموضوعي؛ مشكلاً الحضن الدافئ الذي يطرق بابه كل فكر، فتنال كل القضايا نصيبها من ذلك الاحتضان.
ومن غير المبالغة القول بتفوق المقالة بهذه الخصيصة على سائر الفنون الأدبية الأخرى، مانحة بذلك المقالي حرية في عبور كل جسور العلم
...>>>...
في المكان السفلي المنفلت من الركب الزمني تتحرك جثث لموتى خارج القبور، جثث كاد أن يعتريها (العطب) فغابت في حالة من التبلد والاستسلام لأنماط من التفكير اللا واعي. وعلى الرغم من أخذ أفراد هذا المكان بالكثير من الوسائل التكنولوجية التي قدمتها الحضارة الحديثة في انماط العيش ووسائل الحياة، إلا أنهم تغلفوا بقشرة التطور دون أن يستجيبوا لمعطيات التحضر العقلية من فحص المسلمات ومراجعة الأفكار
...>>>...
قبل سنوات، دعتني إحدى الفضائيّات العربيّة إلى ندوة تلفزيونيّة حول (نظرية المؤامرة)، وكان ثمة ضيف على الهاتف، روائيّ مصريّ تقدّميّ مشهور، فتحدّثت عن المؤامرات التي حيكت ضدّ الثقافة الإسلاميّة، والثقافة العربيّة، والتراث، والشعر، واللغة العربيّة الفصيحة، ورسم الحرف العربيّ. وبينما أنا أبسط كلامي؛ قفز الروائيّ التقدّميّ وعارضني بشدّة، واتّهمني بالرجعيّة، وقال إنّ ابتلاءَ الأمّةِ كامنٌ في
...>>>...
هناك إشكاليات ظهرت مع ظهور النهضة في العالم العربي في القرن الماضي واستمرت تجتر العبارات وتكررها في كل مناسبة، وفي كثير من الأحيان بلا
مناسبة، كإشكالية الحداثة والتراث، والعولمة، وقضية الجديد والقديم، وكل هذه المفردات والعبارات تكوِّن في مجموعها (أقنعة) تتخفى وراءها الأفكار المؤدلجة، ولكل تيار قناعه الخاص به، وهذه الإشكاليات تنسحب على الواقع العربي في جملته، وليست خاصة بالجانب الثقافي،
...>>>...
الكتابة مهنة مفتوحة للجميع وتلقى النقد دائماً بلا تحفظ، وقصة الكاتب مع الكتابة تذكرني بجحا وابنه.
جحا الحقيقة أو الخرافة.. لا أدري! هو في كل أقواله وأفعاله وتصرفاته، أعقل الحمقى وفيلسوف النبلاء، وإن استهزأ به الناس وضحكوا منه عليه، وإن تندَّروا به وجعلوه أضحوكة وهم أولى بذلك في واقع الأمر..!!
ومن قصص جحا المعروفة المشهورة أنه مرَّ يوماً بالسوق راكباً دابته وتاركاً ابنه ماشياً خلفه، فقال
...>>>...
في آنيةٍ أنيقةٍ، مشغولةٍ بالبساطة والجمال، يسكبُ لنا القصيبي لغةً صادقة، تشفُّ -كالماء - عما وراءها، وبظمأ السائرين في دروب الحياة، وتوجُّس المنتظرين مواسمَها، نشربها، فنجد لها مذاق العسل، حتى إذا تمكنت من قلوبنا، فإذا هي مشبعةٌ بالحزنِ العميق، الذي يملأ الشرايين، فيوقظ في نفوسنا كلَّ المواجع، وقد احتواها وجعٌ جديد، ربما غفلنا عنه بعض الوقت، وجعُ المستقبل الذي يَمْثُلُ أمامنا شبحاً من
...>>>...
سبق أن قدم الأستاذ عبد الله السمطي مقارنة بين مقطع من رواية (القارورة)، ورواية (دم البراءة) (الجزيرة الثقافية 5-3- 2007م - 15-2-1428هـ، ص ص (14-15) وهو المقطع الذي طور فيه يوسف المحيميد حكاية المرأة (مغسلة الموتى).
لا أحد ينكر ريادة إبراهيم الناصر، أو ينكر صبره ودأبه، وتأثيره فيمن تلاه من الروائيين والروائيات وإذا أخذنا رواية (دم البراءة) فقط مثالاً على هذا فإن روايات كثيرة تأثرت بها
...>>>...