Culture Magazine Monday  25/06/2007 G Issue 204
فضاءات
الأثنين 10 ,جمادى الثانية 1428   العدد  204
 
عبدالله الغذامي و(الطوب)
أميرة القحطاني

 

 

حرية الرأي - احترام الرأي الآخر - النقاش الحضاري - شعارات يلوكها بعض المثقفين على صدر الصحف وعلى شاشات التلفزيون.. هذه الشعارات تسقط وتتبعثر حين يشهر أحد الأشخاص رأيه في أمر ما قد لا يروق لهم. لا أريد أن أعمم لكن ردود الفعل أحياناً على بعض الآراء مخجلة ولا تليق بالوسط الثقافي الذي من المفروض به أن يفرق بين حرية الرأي ومصادرة الرأي الآخر.

اللقاء الذي أجراه طامي السميري ونشر في مجلة الإعلام والاتصال جاء كصاعقة حلت على الوسط الثقافي وأحدثت به انتفاضة لغوية اتسمت باللاعقلانية من حيث اختيار الأوصاف أو الألفاظ وهو أمر مؤسف فعلاً، مؤسف أن يتم التهجم على كاتب ومفكر وأكاديمي كبير كالدكتور الغذامي بأوصاف لا تليق به ولا بمكانته الفكرية. وأود التذكير هنا ببعض ما جاء على لسان بعض المثقفين كردة فعل على ذلك اللقاء مثل: (حكواتي) (يتخبط) (لجأ إلى مصادمات الرموز للفت النظر) (إنها مجرد شعارات للظهور من جديد على أكتاف المشهد الروائي) (بعد أن فقد قيمته التنظيرية والفكرية) (التنجيم الثقافي) إلى آخره.

ماذا قال الغذامي؟ هل تطاول باللفظ ولو من بعيد على أحد؟ هل جرح أحداً في شخصه بشكل مباشر أو غير مباشر؟ الجواب (لا) إذا ما الذي حدث وجعل البعض ينفجر غضباً؟

ببساطة أعطى الدكتور الغذامي رأيه في بعض الأسماء الأدبية السعودية أشار إليها كما يراها هو وهذه حرية شخصية، هذا رأيه وهو رجل له مكانته الفكرية لا يستطيع أحد أن يسلبه إياها مهما علا شأنه الثقافي؛ فحين تحدث عن (علي الدميني- عبدالرحمن منيف - محمود تراوري - عبده خال - يوسف المحيميد - محمد حسن علوان - ليلى الجهني - صبا الحرز - رجاء العالم - رجاء الصانع) تحدث على أساس أن هؤلاء كتّاب وكتاباتهم قابلة للنقد سواء كان هذا النقد إيجابياً أم سلبياً وهذه (حرية رأي) لا يمكن أن نقول لكاتب أو ناقد أو مفكر (هذا يجوز وهذا لا يجوز) حسب رؤيتنا نحن للعمل الإبداعي، لا يمكن أن نصف الرأي الآخر المعاكس لرأينا على أنه رأي رجعي ونرسله ليكتب عن (مزايين الإبل). هذه ليست ساحة ثقافية وهذا الحديث لا يصدر عن مثقفين واعين، ومن يتجول في بعض المنتديات الثقافية يرى العجب - مثقف يعري زميلته ويفضحها - مثقف يشتم زميلاً لأنه انتقد عمله - مثقف يقلل من قيمة زميله بالحديث عن أخطائه الإملائية. ناهيك عن الأسماء المستعارة وما تفعل هذه الأسماء المستعارة في هذا الوسط الثقافي المسكين. وأنا لست هنا للدفاع عن الدكتور عبد الله الغذامي وهو ليس بحاجة إلي، فمكانته العلمية والأدبية والثقافية قادرة على أن تذود عنه، ولولا أهمية هذا الرجل وأهمية آرائه لما حدثت هذه الضجة من الأصل.

أنا فقط يعز عليّ أن أرى مثقفين لا يحترمون الرأي الآخر، يعز عليّ أن أراهم يتقاذفون الحجارة، ويعز عليّ تلاعب البعض بهذا الوسط الراقي، يعز عليّ استغلاله من قبل بعض الدخلاء بحثاً عن الشهرة وبحثاً عن المال، يعز عليّ فعلاً أن يتحدث رجل بمكانة الدكتور عبد الله الغذامي ثم يأتي من المثقفين من يملأ يديه بالطوب استعداداً للرجم.

دبي amerahj@yahoo.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة