Culture Magazine Monday  25/06/2007 G Issue 204
فضاءات
الأثنين 10 ,جمادى الثانية 1428   العدد  204
 

دم البراءة:
أنف وثلاث عيون
سحمي بن ماجد الهاجري

 

 

سبق أن قدم الأستاذ عبد الله السمطي مقارنة بين مقطع من رواية (القارورة)، ورواية (دم البراءة) (الجزيرة الثقافية 5-3- 2007م - 15-2-1428هـ، ص ص (14-15) وهو المقطع الذي طور فيه يوسف المحيميد حكاية المرأة (مغسلة الموتى).

لا أحد ينكر ريادة إبراهيم الناصر، أو ينكر صبره ودأبه، وتأثيره فيمن تلاه من الروائيين والروائيات وإذا أخذنا رواية (دم البراءة) فقط مثالاً على هذا فإن روايات كثيرة تأثرت بها تأثراً مباشراً، فرواية (فسوق) لعبده خال تنبني على إشاعة المرأة التي خرجت من قبرها، وهو تنويع آخر على حكاية (موضي) التي خرجت من قبرها بمساعدة (مغسلة الموتى) بعد أن أطلق أخوها الصعب (مصعب) عليها النار من بندقيته، واعتقد أنها ماتت (دم البراءة، ص 99) وهي مثل (الجليلتين) في (فسوق) ضحية من ضحايا جرائم الشرف، مع أنها بريئة كما جاءت (جليلة) الأولى و(جليلة) الثانية بوصفهما ضحيتين بريئتين.

ومن جانب آخر. إذا استعدنا المقطع التالي من رواية (دم البراءة) تحضر أمامنا رواية (جاهلية) لليلى الجهني. تقول (موضي): (ألم يكن الوأد خيراً لنا من هذه الحياة الفاسدة. لو لم أكن عاقلة وذكية لدفنت مثل ما كان يحدث في أيام الجاهلية.. إنما بقائي كان السبيل حتى أثبت براءتي من كل ذنب لم أقترفه، ولن أكون بعد اليوم سوى السياج الذي يحمي أي أنثى يراد لها بعض المصير الذي لم يتم لي في عصر الفضاء، فما هي المسافة بين الجاهلية وهذا الغزو.. لا أعرف. (دم البراءة، ص 155) وثنائية الجاهلية والغزو، استعادتها ليلى الجهني في روايتها بعد تطويرها إلى مقارنة قصة (لين) و(مالك) والتعامل الجاهلي معهما بقصة الغزو الأمريكي على العراق.

عموماً ليس هدف هذه المداخلة عقد المزيد من المقارنات وإنما تجديد التساؤل عن تكييف مثل هذه المسألة. لن أخوض في موضوع السرقات والتناص والتعالق ووقوع الحافر على الحافر، بل سأتذكر عبارة سبق أن قرأتها، وأرجح أنها لادجار ألن بو. يقول ما معناه: (لم أندم في حياتي على شيء بقدر الندم على الوقت الذي ضيعته في كتابة القصص الجديدة، وكان الأجدى لي كتابة القصص القديمة بطريقة جديدة). ولا أعتقد أن هذه العبارة قد فاتت على ثلاثة من أهم الروائيين السعوديين، عبده خال وليلى الجهني ويوسف المحيميد فأنا أعرف أنهم قراء جيدون، كما هم كتاب جيدون، بدليل أنهم تمثلوها في أعمالهم.

أخلص من هذا إلى التساؤل: لماذا يتحرج الروائي المحلي من كتابة القصص القديمة بطريقة جديدة؟ قدرة الكاتب لا تقاس باختراع الحكي، بقدر ما تقاس بكيفيات توجيه المحكي، أليس كذلك؟؟

- جدة alhajris1@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة