Culture Magazine Monday  25/06/2007 G Issue 204
أوراق
الأثنين 10 ,جمادى الثانية 1428   العدد  204
 
سرقني.. مادريت إنه سرقني!
فوزية ناصر النعيم

 

 

قلبك المغلق في الوجوه.. شامخاً.. قوياً.. يستهويه استرخاء محارب.. يتأهب حينما يسمع وقع أقدام قادمة إليه.. ليوصد الأبواب ويغلق النوافذ ويعلن الطوارئ من البطين إلى البطين، ومن الأذنين إلى الأذنين.. لتتدافع الدماء المضخوخة داخل الأوردة وتكون جنوداً تحرس الأبواب وجنوداً تجاهد حتى تضع الحرب أوزارها.. سرعان ما يشعر بالأمان عندما تكف الأقدام عن الواقع!!! ما حسب حساب أن تكون القادمة.. حافية القدمين بلا وقع.. فارعة الطول بلا همس.. جامحة كخيل بلا حوافر..

هكذا.. كانت تترصد بالقلب المستكين الذي ضرب على أطنابه مسامير الزمن.. فهو ليس حمل تجربة قاهرة.. حتى إذا أحس بالأمان وأشرع أبوابه ليستنشق هواءً نقياً يساهم في خلوة القلب من حب قديم يجدك تدخلين عنوة.. تحاول الأوردة طردك فهي تخاف من الحب الذي يأتي فجأة دون سابق إنذار.. لتكون أطنابك أشد وطأة.. وأقوم قيلا!! نقاومك.. أنا.. والقلب وكل أحشاء الجسد فلا نستطيع، يرفع القلب رايته البيضاء استسلاماً ورغبة.. آوه سرقني.. ما دريت أنه سرقني.. سرقني.. وأحسب أني فاطن له!!

ادخلي شراييني.. ودعي الدم يضخك من الوريد للوريد فأنت تستحقين أن يذعن القلب لك ويربط على جيوشه ألا تنطلق فلقد جعلت من المقاومة.. إيماناً وقبولاً.. أحببتك كما لم أحب أحداً من قبلك ورضيت أن أعاني هذا الحب الذي تسلل ساخراً من مقاومتي.. وأشرقت بك كل أجزاء جسدي وتكاد تتحدث عنك وعن إصرارك العنيد الذي قتل داخل أعماقي الخوف والرهبة وجعلها تسبح وتهلل.. أهلاً بك في أحشائي فوالله ما حسبت حسابها حتى كادت تكون شمعة مضيئة تنير جنبات نفسي وتحرق ما تبقى من ذكرى السنين.. هنيئاً لك فقد أعلنت هزيمتي وآمنك أن الحذر لا يمنع القدر.. وأن القدر أصبح بك جميل.. جميل،،، سعيدة بك.. مثل حزني على رحيل الزمن بدونك.. مثل ليل حالك توقعت ألا يرحل.. ثم رحل.. لتحل مكانه شمس أشرقت بي في مساحة شاسعة أغمضت الناس أعينه خشية أشعتها وأتلفت داخل روحي ذلك القديم الذي ظننته قدراً.. وحسبت أن القدر لا يرحل ولا يبدي أو يعيد.. لقد جعلت البشر ترتدي نظارتها الشمسية وبقيت وحدي أراك من بعيد.. لا بأس يسعدني ألا يشاركني البشر النظر إليك.. ولكن يبقى أن أستحلفك الله أن تحافظي على هذا القلب النابض.. الذي رفع شراع الرحيل ذات مساء واستوقفته أنفاسك،، حافظي عليه.. ودعيه يفضفض لك عن قصة طويلة لا تكترثي منها.. فكلما فرغ القلب من الأسى.. امتلأ حباً وحنيناً!!

- عنيزة


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة