Culture Magazine Monday  25/06/2007 G Issue 204
تشكيل
الأثنين 10 ,جمادى الثانية 1428   العدد  204
 
الحرف غيمة
في بيتنا موهوب
مها السنان

 

 

حين يعرض الابن أو الابنة رسما جميلا ومتقنا لوالديه، يتملكهما شعور بالفخر لبوادر وجود موهبة فنية لدى هذا الابن أو الابنة، وتجدهما يبحثان عن كتب تعليم الرسم والتلوين والتصوير، بل يحرصان على تعليم أبنائهما النقل المباشر من أعمال فنية لمشاهير علهما بذلك يساهمان في تحفيز تلك الموهوبة والوصول بها إلى القمة، مع أنهما لا يحيدان بهذا الأسلوب عن تعليم أبنائهما موهبة أو بالأصح مهارة واحدة فقط وهي مهارة النقل والمحاكاة.

ومسألة النقل أو التقليد كأسلوب تعليمي طاغ على مناهجنا ومدارسنا في الكثير من المواد المختلفة، مسألة فيها نظر، لما تثيره من خلاف في مدى صحة هذا الأسلوب تعليميا. ولن أخوض في تأثيراته على العملية التعليمية بشكل عام لأني أفقد مقومات ذلك، ولكن الحديث عن دور الفن أو التربية الفنية في العملية التعليمية أكثر من أهمية تعليم الفن للفن. فالمفترض أن نبحث عن أساليب تعليمية أرقى وأكثر تأثيرا علميا وفكريا لنقلها إلى أطفالنا، والمفترض أيضا أن نستخدم الفن كأحد أهم هذه الأساليب (من وجهة نظري)، فالطفل الذي لم يبلغ سن الثانية عشرة، من المفترض أنه لا زال محتفظا ببعض من خصائص رسوم الأطفال، وإن كانت هناك نظريات وآراء مختلفة حيال هذا الموضوع.

وتعليم النقل والتقليد لهذا الطفل في سن مبكرة لن يفيده في شيء ذي أهمية، بل الأفضل أن نستغل هذا الشغف لديهم بالفنون لاستخدامه كأداة لتنمية تفكيره الإبداعي، وقد أثبتت الدراسات أن هذا الجانب له دور فاعل في تنمية الجوانب العقلية الأخرى.

أيضا علينا رعاية هذه الموهبة بتغذيتها، وذلك من خلال غذاء الفكر والرؤية، فإذا كان لديك ابن أو ابنة موهوبان أو شغوفان بمجال الفن، أشعرهما بأهمية هذا المجال، وأبدأ في رحلة الغذاء الفكري والبصري التي تكون من خلال اقتناء الكتب المتخصصة وإطلاعهما على الأعمال الفنية في مختلف العصور، أيضا بتكرار زيارات المعارض والمتاحف، والبحث عن فرص التقاء الفنانين التشكيليين والفنانات لسماع النقاش النقدي على الأعمال المعروضة في المعارض! كذلك تخصيص جزء مهم من رحلاتكم أو عطلاتكم للدول المختلفة للتعرف على فنون تلك الدول وثقافاتها.

وأخيرا اجعلوا من ممارسة الفن لدى أبنائكم هواية ولعبة ومتعة لتطبيق ذلك من خلال اقتناء خامات الفن وأدواته. وبعد فترة النضوج سوف ترون إذا كانوا فعلا موهوبين أم مجرد هاوين للفن وتكمن مواهبهم في مجالات أخرى ما كان الفن إلا وسيلة لإظهارها.

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7816» ثم أرسلها إلى الكود 82244

msenan@yahoo.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة