Culture Magazine Monday  25/06/2007 G Issue 204
كتب
الأثنين 10 ,جمادى الثانية 1428   العدد  204
 

التاريخ والعجيلي

 

 

تأليف: محمد جدوع دمشق: دار الفرقد 2007

كتاب يبحث في تجربة الكاتب السوري الراحل (عبدالسلام العجيلي) وربطها بتحولات المجتمع السوري، كما يتحدث عن آراء وانطباعات العجيلي عن البلدان التي زارها وعرفها عن قرب، مشيراً في أكثر من فصل إلى أن ما أراده العجيلي في استبطانه للتاريخ وهو التركيز على أطروحة ديمومة الأفضل، لذلك جاءت معظم اقتباساته التاريخية منتقاة بعناية فائقة تعبر عن مدى الاستجابة للتحديات التي واجهت الأمة في تاريخها القديم والمعاصر. كما يقدم المؤلف في كتابه مقتطفات من محاورة جرت بين الأديب العجيلي والأستاذ المحامي بسام البليبل ورثاء العجيلي لولده الطبيب فهد وقائمة بأطروحات جامعية عن العجيلي بالعربية ولغات أخرى وقائمة أخرى بمؤلفاته، وفصلا عن نشأة العجيلي والظروف التي عاشها وبيئته المجتمعية والسياسية.

التاريخ لدى العجيلي ليس مجرد وعاء للأحداث، فلا يتعاطى معه لمجرد (التأرخة) وسرد الأحداث إنما يتعامل مع لحظة الحدث سلبية كانت أم إيجابية، ليجعل منها فعلاً تجاوزياً، سواء أكانت واقعة سلبية يجب تجنبها أم واقعة - قدوة تحتذى، يجب الاقتداء بها واستمراريتها في زمن ليس زمانها الماضي فحسب وإنما الحاضر والمستقبل كذلك. لأن ما يهم العجيلي من التاريخ: (حدث الزمن) وليس (زمن الحدث) وهذا ما أكده مراراً بقوله: (ما يهمني من الحاوي والمحوي هو الأحداث قبل وعائها، لماذا؟، يجيب العجيلي: (.. إذا كان الزمن يعطي الأحداث قيمتها في أعين الآخرين فإن الأحداث هي تعطي الزمن قيمته في عيني وعين العربي بصورة عامة، وهنا مكمن الفرادة في تناول العجيلي للتاريخ وأحداثه..). أما الرقة، فهي مركز المكان - بالنسبة إلى العجيلي - ومبتدأ السفر ومنتهاه، فإذا كان المثل العربي يخص صنعاء وحدها بالرجوع إليها مهما طال السفر (لا بد من صنعا وإن طال السفر) فالعجيلي مثله: (لا بد من الرقة وإن طال السفر) لأنها حسب رأيه: (هي التي غذتني وهيأت لي سبيل المعرفة وأكسبتني خصائص معينة، وأنا لا أريد أن أتميز عن غيري لمجرد أني كسبت شيئاً من الثقافة وأهجرها وأهجر أهلي)....


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة