Culture Magazine Monday  29/10/2007 G Issue 220
فضاءات
الأثنين 18 ,شوال 1428   العدد  220
 

مساقات
المساق 279 صوت الشهيد
د.عبدالله بن أحمد الفَيفي

 

 

الوَجْدُ أَفْنَى في وُجُوْدِيْ وُجُوْدِيْ

واسْتَعْبَرَتْ عُوْدِيْ دَعَاوَى الوُعُوْدِ!

أَمْسَتْْ حياتيْ قَبْضَةً مِنْ جَهَامٍ

هتّانُهَا الوَجْهُ الهَتُوْنُ الشُّرُوْدِ!

لاحَتْ نِهَايَاتِيْ على شَمْسِ بَدئي،

واجتَثَّ أَوْبَاشُ المَغُوْلِ حُدُوْدِي!

رَفَّتْ رُموشُ الشمسِ تَهْفُوْ بِرُوْحِيْ

والرُّوحُ مِنِّيْ في عَمَاءٍ ثَمُوْدِي!

ما ماتَ صوتيْ، عاشَ كالسَّيفِ يَدْمَى،

يَصيحُ بيْ: (... وا خافقاتِ اللُّحُوْدِ!

هل دِرَّةٌ في ضَرْعِ هذي اللَّياليْ؟!

أَمْ دُرَّةٌ إذْ تُسْتَقَى مِنْ حَدِيْدِ؟! )

كَمْ ماطِرٍ جَمْرًا بِصَدْرِ القَوافي؟!

كَمْ نَابِتٍ نارًا بِصَوْتِ الشَّهِيْدِ؟!

ذابَ الحَشَا مِنِّي بِشُقرِ القَوافي،

واسْتَنْزَفَتْنِيْ كاعِبَاتُ القَصِيْدِ!

أبْنِيْ دِيَارًا بَيْنَ أطلالِ رُوْحِيْ

كَيْ أَهْدِمَ العَارَ الذي في وَرِيْدِي!

بِيْ أُمَّةٌ هانتْ تَعضُّ بقلبيْ

إِبْهَامَ (كُنَّا).. في المَقامِ المَجِيْدِ!

أَسْمَالُها طَقْسٌ كَعُرْيِ البَوَادِيْ

لا ماؤُها مائِيْ ولا البِيْدُ بِيْدِي!

***

يا وَجْدُ، قُلْ ! كُلِّيْ سُؤَالٌ عَتِيْقٌ:

هل في سُؤَاليْ مِنْ جَوابٍ جَدِيْدِ؟

أَتْعَبْتَ حَرْفِيْ ، والحُرُوْفُ يَتَامَى

تَبْكِيْ بِعَيْنِيْ جُوْعَها في القُيُوْدِ!

يا وَجْدَ تاريخيْ، ويا وَجْدَ فَجْرِيْ،

وَجدانِ في وَجْدٍ صَرِيْعِ الوُجُوْدِ!

إنْ جَفّ حَرْفٌ سَالَ حَرْفٌ يُنَادِيْ:

(هذا صَلِيْبِيْ في اليَمِيْنِ اليَهُوْدِي! )

في مَوْجَةِ (الإِلِكْتُرُوْنِ) المُرابِيْ

يَبْتَاعُنِيْ عَبْدُ الرِّبَا للعَبِيْدِ!

أَطْوِيْ عناوينيْ بأَمْسِيْ لأَمْشِيْ

في خطوتيْ شَوْقُ النَّدَى للوُرُوْدِ

يَنْتَابُنِيْ دَرْبِيْ ويَمْضِيْ بِبَابِيْ

في طَلْعَةِ الشَّيْْخِ الضَّرِيْرِ الكَنُوْدِ!

كيف الوُصُوْلُ؟ هل وُصُوْلِيْ قُفُوْلِيْ؟

أَنْفَقْتُ وَقْتِيْ في ابْتِدَاءِ المُعِيْدِ!

تَدُوْرُ سَاعَاتِيْ بِعَكْسِ المَسَاعِيْ،

كَمْ وَالِدٍ أَوْدَى بِدَعْوَى وَلِيْدِ!

(1) هذه القصيدة جاءت على وزن (المسحوب) في الشعر العامي، وهو يختلف عن (البحر السريع) في الشعر الفصيح في تفعيلة عَروضه وضربه؛ إذ تأتي في الفصيح (في حالة التمام) على: (مفعُلا- مفعُلا)، (مفعُلا- مفعُلاتْ)، (مفعُلا - مفعو)، (مَعُلا- مَعُلا)، (مَعُلا- مفعو)، وفي المشطور على: (مفعولاتْ)، (مفعولا)، في حين تأتي في المسحوب على: (مفعلاتُ+نْ- مفعلاتُ+نْ)، بزيادة حرف ساكن على الوتد المفروق في آخر (مفعولاتُ) المطويّة. ولعل هذا هو سبب تسميته بالمسحوب، للسَّحبَة الصوتيّة في عَروضه وضربه.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5151» ثم أرسلها إلى الكود 82244

-الرياض aalfaify@yahoo.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة