Culture Magazine Monday  29/10/2007 G Issue 220
فضاءات
الأثنين 18 ,شوال 1428   العدد  220
 
حقيبة سفر «6»
ميرا الكعبي

 

 

كما كتب الدكتور إبراهيم التركي في كتابه (وفق التوقيت العربي سيرة جيل لم يأتلف)، أن أكثر ما أدهشه في أمريكا حينما سافر إليها للدراسة أنه لم يجد ما يدهشه، وذلك بسبب قراءاته ومطالعاته الواسعة، كذلك كان شعوري، وذلك بالإضافة إلى القراءة لَعِب الإنترنت في عصرنا هذا دور الوسيط الافتراضي، وجعل العالم - حقيقةً لا مجازاً - قرية صغيرة، بالإضافة إلى ثورة (Google Earth) الذي أمكنه أن يلعب دور المرشد السياحي المثالي لأي مسافر يريد أن يستكشف المدينة التي سيحل فيها، قبل أن يحزم حقائبه ويشد الرحال إليها.

ولا أنسى ألعاب الفيديو التي أدمنتها في فترة من فترات حياتي المبكرة جداً، والتي جعلت كل شيء مألوفاً، أذكر منها على سبيل المثال لعبة شهيرة بعنوان The Sims، وهي لعبة محاكاة للحياة الأسرة العادية في أمريكا، أو بالأصح نسخة مطورة من لعبة الدمى Barbie، من عاش مع أسر أمريكية سوف يكتشف مقدار التشابه ما بين اللعبة الخيال وواقع تلك الأسرة العادية.

لكن السؤال المهم: هل تعرضنا حقاً لغزو فكري ثقافي كما يشاع في الإعلام؟ في أمريكا كان كل شيء مألوفاً بالنسبة إليّ، وهذا ما أدهشني، فكل شيء بدءاً من تلك المطاعم الشهيرة التي غزت كل ركن من أركان بلادنا إلى شركات السيارات التي نقودها في الشوارع والطرقات، ومن ماركات الملابس العالمية، وحتى برامج التلفزيون والأفلام السينمائية.. أتذكر حينما كنت أرقد في أحد المستشفيات وأتابع حلقة قديمة عن الصحة والقلب من برنامج أوبرا وينفري الشهير، دخلت الممرضة وقد بهرتها الحلقة والمعدات الطبية فأخذت تختلس بين فترة وأخرى الدخول لغرفتي لمتابعة الحلقة، فسألتني وهي في خضم هذا الانبهار بالموضوع والإعجاب، حيث كانت تبدو أنها تشاهدها للمرة الأولى: هل لديكم في بلادكم برامج مثل أوبرا؟ وعلى الرغم من أن سؤالها كان يلمح إلى تقاطع الثقافات Cross Culture، لقد أدهشها جداً حينما أجبتها: (في الواقع هذه الحلقة قديمة، وكنت قد شاهدتها مرتين في بلادي ومرفقة بالترجمة العربية).

ربما ما تغير أنني كنت هنالك أتحدث الإنجليزية على الدوام، وهذا ما لم أستطع أن أشرحه لأحد حينما يستفسر كيف تعلمت الحديث بالإنجليزية بهذه السرعة؟ لم أستطع أن أخبرهم بأننا نستخدم في بلادنا اللغة الإنجليزية أكثر مما نستخدم العربية، في المستشفيات ومراكز التسوق والمطاعم وربما في كل المرافق، نجد عمالة أجنبية نحتاج للحديث معها بلغة أخرى؛ لأن هذا ما لم يصدق به أحد!

- أمريكا


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة