أي مدى يسري الحنين بخافقي يسري هداك
فل افترض..
أيحق أن يعلو مقامي كي أباهي في رجاك..؟
في زحمة الأحياء.. والأشياء.. والأمداء
في كل الفجاج..
وبكل حين..
قلبي حنين دائم يلد الحنين
***
لا أعترض..
جئت بمحض إرادتي أسعى
إلى أكناف قربك
إلى فسطاط ملكك
إلى أسوار قيدك
أجأر في نداك
أيحق أن ترقى بي الآمال
أن أرجو لقاك..؟
أيحق أن ترجو عيوني
أن تراك..؟
ذاك المنى..
ذاك الرضا..
ذاك التسامي في حماك
ما خاب من كانت أماني عمره رجوى رضاك
***
أعلى مراتب عزتي..
أحلى مغاني بهجتي..
شوقي إليك ولهفتي وخضوعي
حين تجيش مشاعري
في ضامري.. في خاطري
ويهب إعصار لحبك في ضلوعي
وحين ذاك..
تتضاءل الأشجان والأحزان
وتفر من فرح دموعي
***
وتشدني نحو العوالي غيمتان..
سكنت سماك
إحداهما تسقي فياض الشيح
والأخرى زهور الأقحوان
إخضرت الوديان من ضحكاتها
وتمايلت وتراقصت كل الروابي
واستدار لها الزمان
ويشدني نحو المروج الخضر تذكار الجنان
وغناء أطيار تسبح في علاك
***
يا خالقي...
ويشدني..
مسرى النجوم الساربات إلى السدوم
ومراتع القمر المنور فوق ربوات التخوم
ومطالع الشمس المضيئة كل يوم
روحي تحن إلى حماك
إن طاف بي شوق إلى أهلي فأرقني الحنين
أو فاضت الذكرى على قلبي فأخضلت العيون
في مهجتي يستيقظ الشوق الدفين
سيهزني هذا الحنين
ويشدني هذا الحنين
لمنازل كانت هناك..
***
بديار أهلي جنتان..
(مدهامتان)
عيناهما نضختان
ورياضها روح وريحان وخيرات حسان
وضياؤها نور تدفق من سناك
***
يا خالقي...
تلك منازلنا التي ترنو لساعة أوبتي ورجوعي
تهفو إليها مشاعري في سجدتي وركوعي
يا خالقي رحماك..
أهلي وأفراحي هناك
حبي هناك
أبدا أحن إلى هناك...