Culture Magazine Monday  29/10/2007 G Issue 220
شعر
الأثنين 18 ,شوال 1428   العدد  220
 

بَيْنَ عَصْرَيْنِ
شعر: محمد إسماعيل جوهرجي

 

 

إذا أمسى السحاب كما المطايا

تجودُ بروحها في كلِّ سَبْقٍ

تجوس الأرض لا تخشى المنايا

تعبُّ الصَّابَ تسترضي أذاه

تراها أمة ملئت يقيناً

بهدي (محمد) تبني وتسمو

نبي الله قد أهدى إليها

لها من دينها خلق كريم

فتحنا الهند في زمن مضيء

نشرنا دعوة الإسلام رفقاً

فأقبل كل فرد في استباق

فتلك شريعة الإسلام تدعو

توافي من يكن فيها جديراً

علامَ الحبط يعصفنا ويخزي

نسلم أمرنا طوعاً وكرها

ألسنا أمة تحظى بدين

يحرك دفقة الإحساس فينا

نعيد مسيرة الأجداد نوراً

فنسمو والدنا أرج مضيء

فتك طبيعة الأيام دوماً

وتحمد من يصول ولا يبالي

تسامت دعوة الإسلام ديناً

وتدعو للتآخي والتواصي

فتلك مسيرة الآباء كانت

أولئك قومنا أبلوا بلاء

فماذا قد فعلنا اليوم إنا

نسينا الدين والإيمان حتى

وداسَ عدوُّنا همماً تعالتْ

تناءت صولةُ الأقدامِ عنَّا

إلامَ الخلف ينهشنا ويزري

ويملأ نفسنا حقداً مقيتاً

ويكبح جمحنا إما تبدى

كأنا والرؤى أمست غباشاً

أليست دفقة الإيمان فينا

وتبعث في شغاف القلب نوراً

تُرى الآباء فوق ذُرى السحابِ

فداءً للبلادِ.. وللشِّعابِ

وفيها بطشة الأسد الغضاب

فبعض الصاب ترياق المصاب

وحساً نابضاً بين الجناب

وتعلو بالرسالة والكتاب

مسار النور بالهدي الصواب

يحض على التناصح والعتاب

وجبنا الصين بالعزم الصلاب

وسلماً في التعامل والخطاب

لفهم الدين شوقاً للطلاب

وتسمو عن شنار وارتهاب

لرأب الصدع سمحاً في الجواب

فنعنوا صاغرين على انكباب

مخافة بطشة بطش استلاب

قوي شامخ شمخ القباب

ويدفعنا إلى أعلى مناب

يشع على المدارج والهضاب

يشع بعزمة الأقوى المجاب

توافي من يصول بلا هياب

بسيف الحق ضرباً للرقاب

تفيض بنورها فيض انسكاب

وترك الحقد والبغض المعاب

تضيء لنا الطريق كما الشهاب

وكان مسارهم أسمى رغاب

نعاني من سقوط واضطراب

بدونا في انتهاك واكتئاب

فأمستْ كالنِّعال على التُّرابِ

وأفضت بالنكال وبالخراب

ويفتك جائراً فتك الحراب

فننهش لحمنا نهض الذئاب

بنزع الجمح في خزي التباب

نواري السوء عن سقط المآب

تحض جموعنا نحو الغلاب

مشعاً فوق هامات الضباب


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة