Culture Magazine Monday  29/10/2007 G Issue 220
شعر
الأثنين 18 ,شوال 1428   العدد  220
 
من مونتريال إلى الرياض
أوس بن إبراهيم الشمسان

 

 

وصلت بحمد الله إلى أرض الوطن بعد لأي وعناء ... فقد خرجت من مدينتي متوجها إلى مدينة مونتريال لأستقل طائرة من هنالك تقلني إلى لندن ثم إلى الرياض ...

ولسوء حظي تأخر إقلاع الطائرة من مدينتي ... ولسوء حظي الأكبر تعجّل إقلاع الطائرة من مونتريال إلى لندن ... فبقيت كبالع الموس بين هذه وتلك ...

واضطررت لهذا أن أمكث عدة أيام في المدينة التي لم أعطها في خطتي أكثر من ساعة حتى يحين موعد الرحلة القادمة ...

وللمعلومية فإن مدينة مونتريال في مقاطعة كيبيك (أو كما يحب أن يقولها بعض المتفاصحين كويبيك) وهي مقاطعة فرنسية ... فتجد ندرة من البشر من يتحدث الإنجليزية إلا أصحاب الفنادق وسيارات الأجرة ... وعليه فإن شعور الغربة يتأصل فوق مشاعر القهر المستور وتعابير الضياع الفاضحة ...

وليست هذه بالمناسبة أولى تجاربي السيئة في طريقي من كندا إلى الرياض ... فقد اضطررت مرة للتوقف في البحرين والنوم بها ليلة كاملة قبل وصولي إلى الرياض ...

وبرغم جمال مونتريال وروعتها إلا أنني ألومها لاستخفافها بشوقي لبلادي وإكراهي على ما لا أريد ... فهذا عتابي لها ...

عنّي تَوَلى الطائرُ المَيمونُ

ضَاعَت عِبارَاتي وحارَت عَبرَتي

صِرتُ الغريبَ وليس ذنبِيَ إنَّما

أَطَمِعتِ (مونتِريالَ) منِّيَ لَيلةً

هل كانَ إبطَائي غَرَام عشِيقةٍ

أم هل أغَاضَكِ أنني بكِ عابِرٌ

فأرَدتِ إخضاعي ورُمتِ منَالَتي

سِيقَت مطِيَّاتي إليكِ وما أنا

عَجَبي لأمركِ هل ظَننتِ بأنني

لستُ الذي تُغوِيهِ فيكِ بُحَيرَةٌ

أو تَستَميلُ الفاتِناتُ فليسَ لي

كيفَ السَّبيلُ وقد وهبتُ حشاشَتي

نجدٌ بكِ القلبُ استَقَرَّ وإن يكُن

ذهبيُّ خَدِّكِ خمرةٌ يغشَى بِها

يا نَجدُ أنتِ اليومَ خَولةُ ثهمدٍ

ولكِ اشرَأبَّ فُؤادُ كُلِّ مُتيَّمٍ

لا تذرِفي الدمعَ الزَّكيَّ فرُبَّما

مهما بَعُدنَا لن تَتِيهَ لواحِظِي

وَيحي فؤادِي بالرَّحيلِ حزينُ

في (بونسُواهَ) وبعدها (بونجُونُ)

هذِي هِيَ الأيَّامُ حينَ تَخُونُ

مثلَ التي فازَت بها (دُلمونُ)؟

يشجيكِ ذاك التائهُ المسكينُ؟

والكُلُّ فيكِ مُتيَّمٌ مفتُونُ؟

سَبيًا وقد ضحَّى بكِ التَّنوينُ!

قيسٌ ولا عَقلي بكِ المجنُونُ

أهواكِ إكراهًا؟ أذاكَ يكونُ؟

وتَنَالُ مِنهُ خَماِئلٌ وغُصُونُ

فيهِنَّ إشفاقٌ ولا تمكينُ

لِمَنِ انتَهى في حُسنِها التَّكوِينُ

بيني وبَينكِ أشهُرٌ وسنُونُ

لَيلٌ تلألأَ واحتَواهُ سكُونُ

فَبكِ يطيبُ الشِّعرُ والتلحِينُ

وَفَنَتْ لأجلِكِ أنفُسٌ وعُيونُ

يومًا يَعودُ لعُشِّهِ الحَسُّونُ

فَسَناكِ في عَيْنَيَّ حيثُ أكُونُ

في طائرة الثلاثاء باتجاه الرياض 6-6-2006


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة