Al Jazirah Magazine Tuesday  06/02/2007 G Issue 205
أنت وطفلك
الثلاثاء 18 ,محرم 1428   العدد  205
 
طفلك يحب الحركة..
لا تكبليه بالنظام الصارم

 

 

من المهم والمفيد طبعاً أن تُعلّمي طفلك اتباع بعض الأنظمة والقواعد التي سترافقه طيلة حياته، ولكن إلى أي مدى يمكن أن يتحمل هذا المسكين الصغير صرامتك تلك؟ وكيف ستكون أعصابك ونفسيتك أنت في خضم هذه المعركة؟ إنها حقاً مسألة مهمة وقابلة للنقاش، فالنظام جيد ولكن في بعض الأحيان لا مانع ولا ضرر من التساهل وغض النظر وترك نافذة بسيطة للفوضى في مرحلة الطفولة المليئة بالحيوية والنشاط. إذن ما القواعد التي تحاول كل أم فرضها على أطفالها؟ وكيف يجب أن تتصرف في كل حالة من الحالات؟..

* لا تنشر الفوضى في البيت: ليس هناك أي مفر من الأمر الواقع، فالأطفال يعني الفوضى سواء عندما يفرغون الخزائن من محتوياتها، او تلعب ابنتك ربما بقلم شفاه ملونة به المرآة أو الجدران، كيف تتصرفين في مثل هذه الحالة؟ انتظري إلى أن يذهب طفلك إلى الحضانة أو المدرسة، أو إلى مكان آخر من البيت، وركزي تفكيرك لتحددي مدى الأذى الذي لحق ببيتك.. والخطوة الأساسية الفعالة التي يمكن أن تريحك وتفرح طفلك أو أطفالك في الوقت نفسه هي أن تحاولي تخصيص غرفة من بيتك للعب، أو دعيه يلعب في الحديقة فهذا أفضل إن كانت متوافرة في منزلك، ولا تقيديه كثيراً. فالرمل والطين والماء كلها أشياء قد تسبب الكثير من الفوضى لكنها تعليمية وممتعة أيضاً.

* لا تلبس هذه الثياب: قد لا يستطيع طفلك أن يختار بدقة القميص الملائم مثلاً لبنطاله، أو قد لا يقدر أن تلك الثياب مثلاً غير مناسبة للطقس خارج البيت، هذا كله وارد، ولكن لا مانع من أن تمنحيه بعض الحرية ليأخذ بنفسه بعض القرارات البسيطة، فهو بذلك سيكون راضياً وستزداد كثيراً ثقته بنفسه.

* لا تتحدث إلى الغرباء: نعم، فهناك الكثير من القصص المرعبة عن خطر الغرباء هذه الأيام وأنت مع مرور الوقت ستعلمين صغيرك ألا يأخذ الحلوى أو الهدايا من الغرباء، وألا يسمح لهؤلاء بحمله، وألا يذهب إلى أي مكان مع شخص لا يعرفه.. ولكن إن لم يتفاعل أطفالنا أبداً مع أشخاص لم يلتقوا بهم من قبل، فسيكون الجو كئيباً وحزيناً حولهم، تخيلي مثلاً عندما تأخذين طفلك إلى الحديقة، فكم من الابتسامات والعبارات الودية قد يسمع من الآخرين، فالمطلوب منك وبشكل دقيق هو أن يكون طفلك تحت مراقبتك دائماً على أن يقضي طفولته البريئة تلك في العالم المليء بالأصدقاء الذين لم يقابلهم بعد.

* لا تقفز على أثاث المنزل: لم تمنعين طفلك من القفز على السرير مثلاً فهو بالنسبة له كالترامبولين، وهذه الحركة يحبها عموما كل الأطفال، ويمكن أن تجعله يتسلى خاصة في أيام الشتاء حيث يصعب الذهاب إلى الحدائق، وبالطبع أنت لا تريدين أن يكسر أي شيء من الأثاث أو يؤذي رجليه وهو يلعب، ولذلك فإن المطلوب منك هو أن تتأكدي فقط من أن المكان الذي يلعب عليه آمن ولا يسبب الأذي.

* لا تأكل من الأطعمة السريعة الجاهزة: رفضك أن يتناول طفلك من الأصناف الغذائية الجاهزة صحيح، ولكن إذا كان يأكل الخضراوات والفواكه والمواد المغذية الصحية الأخرى كل يوم، فلا مانع من أن يتناول قطعة بيتزا مثلاً بين حين وآخر.

* لا تتأخر عن موعد نومك: من المهم جداً أن ينام الطفل بشكل كاف كل ليلة، ولكن في المناسبات أو العطلات فإن بقاء نصف ساعة أكثر لن تضره، لا بل إنه سيشعر بالاسترخاء والسعادة.

* افعل كما أقول لك لا كما أفعل: تعليم طفلك بعض العادات الحسنة أمر جيد، ولكن كيف تريدين أن يقتنع إن سمعك تقسمين بالله مثلاً، أو تأكلين على الأريكة، وفي الوقت نفسه ترفضين أن يفعل الشيء نفسه.. الحل الأمثل هنا هو أن تكوني القدوة الجيدة بالنسبة إليه فأنت أكثر شخص يراه أمامه طيلة اليوم. وإذا رغبت أن تفعلي شيئاً من الأمور التي لا تسمحين له القيام بها، انتظري إلى أن ينام أولاً ولا يكون أمامك.

* لا تلعب بطعامك: هذه العبارة تستخدمها الغالبية العظمى من الأمهات، لكن الطفل في عمر السنتين مثلاً لا يعتبر الطعام للأكل فقط، بل أيضاً للمتعة والاكتشاف، فإن وضع طفلك على سبيل المثال أصابعه في طبق المكرونة فسيتعرف إلى التركيبة، الشكل واللون، درجة الحرارة والطعم، كما أن تناوله الطعام بنفسه يجعله يشعر بالاستقلالية والثقة؛ لذلك حاولي أن تجعلي فترة تناوله وجباته فترة ممتعة واسترخي ودعيه يتلذذ بطبقه.

* لا تقاطع أحدا وهو يتكلم: كما نعلم، يحب الأطفال دائماً أن يكونوا محط الاهتمام، ويريدون أن ننظر إليهم ونستمع إليهم في أي لحظة أرادوا فيها ذلك، وصحيح أنه يجب أن يتعلم طفلك آداب الحديث وألا يقاطع أحدا وهو يتكلم.. ولكن في الوقت نفسه يجب ألا تصديه باستمرار؛ فمن الضروري أن يشعر أن بيته هو المكان الأكثر أمناً.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة