Al Jazirah Magazine Tuesday  06/02/2007 G Issue 205
فن عربي
الثلاثاء 18 ,محرم 1428   العدد  205
 
كلمة العدد

 

 

سيطرت لقطات إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين على شاشات التلفزة لفترة طويلة مما كان له الأثر البالغ في نفوس المشاهدين خصوصا من فئة الأطفال الذين انتحر عدد منهم في عدة دول تمثيلا لذلك المشهد.

وبموجب شريط قصير تم تصويره وتسريبه من موقع الاعدام ظلت الفضائيات تعرض صورة المقصلة والحبل، ولقطات الإعدام، والمشاهد الجانبية لها، حتى صارت هذه المقاطع هي السمة الغالبة على الشاشات الفضائية خلال فترة استمرت عدة أيام.

الإعلام يفترض فيه الحيادية والنقل الأمين.. هذا شيء مطلوب ولكن في حالات وجود مناظر ذات أثر سلبي على النفس ومفهوم ودلالات لا إنسانية كالذي حدث فجر عيد الأضحى المبارك.. هل كان القصد من نشر اللقطات، وبث تلك المشاهد بصورة مكثفة عبر جميع الفضائيات ينضوي تحت مفهوم السبق الصحفي أو التنافس الإعلامي.. وهل كان المشاهدون بحاجة إلى تكرار تلك المشاهد وإعادة بثها بالصورة التي تمت بها،.. أم كان الأمر مجرد عدم إنسانية في بث تلك اللقطات، وأين المسؤولية الأخلاقية للإعلام في الحالتين؟

وهل تنفصل المسؤولية الأخلاقية عن الإعلامية في مثل هذه الحالة؟

القارئ حائر جدا تجاه ما قامت به الفضائيات بشأن لقطات الإعدام.. وحتى مناظر القتل الجماعي التي يقوم بها الإرهابيون والجثث الجماعية وغيرها.. كلها تثير الفزع والخوف وتشيع عدم الأمن.. لكن بعض الفضائيات تنقلها بلا مبالاة ثم تأتي بعدها بأغان رومانسية ماجنة وكأن وجدان المشاهد مثل القرص الصلب يتقبل هذا وذاك دون ان يتأثر.

مشكلتنا الأساسية في إعلامنا العربي.. ان الذي يبث وينشر نادرا ما يراعي المتلقي.. ومن هو؟ وماذا يريد؟ وما رد فعله؟!!

تركي البسام tb787@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة