Al Jazirah Magazine Tuesday  06/02/2007 G Issue 205
فن عربي
الثلاثاء 18 ,محرم 1428   العدد  205
 

داليا مراد: النقد البناء أهم أضلاع العمل الإعلامي

 

 

مذيعة تملك طلة عربية مميزة، وحضورا لافتا ومريحا، كما تملك صوتاً رخيماً ومخرجات ألفاظ سليمة، وبالاضافة لهذا وذاك لديها ذكاء اعلامي فطري فتتعامل مع الأحداث بروية وعقلانية دون تداخل في خصوصيات الضيف أو المتصل، بشوشة دائماً لا تفارق شفتيها الابتسامة فرضت نفسها على الساحة الاعلامية الخليجية في وقت قصير وحجزت لنفسها مكانة متميزة في الصفوف الأولى للمذيعات العربيات، انها المذيعة المتألقة دائماً داليا مراد والتي أصبحت اطلالتها عادة ومتابعتها ضرورة وعشق، انطلقت من تلفزيون قطر وفي روتانا خليجية ووسط كم هائل من الأسماء الاعلامية الكبيرة تفردت وتميزت باصرارها وعنادها وإرادة الوصول القوية لديها وحبها الكبيرة لعملها وسعيها الحثيث لتقديم الأفضل واطلاعها المستمر لكل جديد وحديث في الاعلام ببرامجه وقنواته وروافده المتعددة.

* هل ساهمت شخصيتك (العنيدة) في تحديد هويتك اعلامياً؟

- ليست شخصيتي عنيدة بالمعنى الدارج للكلمة ولكنني اعتدت على الاصرار والتعامل بجدية وأنا أفصل تماماً بين عملي وعلاقاتي الانسانية الاخرى ولا أنكر أن لدي بعض العند ولكن في اوقات معينة وظروف تستدعي ذلك وأما من جهة تحديد هويتي الاعلامية فلا أعتقد أن الشخصية هي العامل الوحيد الذي يحدد هويتي الاعلامية وبصمته ولكن هناك عوامل كثيرة تتضافر لتشكل في النهاية الاسلوب الخاص والبصمة منها اللباقة وحسن التصرف، والحضور، والتثقيف الذاتي المستمر للمذيعة واطلاعها على كل جديد وخلق جو من التنافس والتحدي بينها وبين نفسها بصفة شبه مستمرة وفوق كل شيء القبول وأكرر القبول لأن كل الصفات السابقة يمكن صناعتها وتطويرها أما القبول فهو من عند الله.

* كيف استطعت خلال فترة وجيزة (ثلاث سنوات) هي عمرك المهني أن تصلي لهذه المكانة المميزة على الساحة؟

- أولاً: أحمد الله على تيسيره لي الأمور. ثانياً: انتهى عصر المقاييس الزمنية نحن في عصر العمل والجد والاجتهاد ولا أنكر أن العمل في الساحة الاعلامية يحتاج وقتاً وجهداً كبيرين وقد كنت أعمل لساعات طويلة وفي بعض الاحيان اليوم كله ودائماً يرافق النجاح المجتهدين.

* هل تحدد هدفك بعد هذه التجربة وبدت ملامح طموحك المهني؟

- ليس بعد وأعتقد أن ثلاث سنوات ليست كافية فأنا ما زلت أتلمس طريقي المهني وأتعلم كل شيء جديد لأن الاعلام بحر واسع وكل يوم هناك الجديد شأنه في ذلك شأن أي قطاع يعتمد الابداع أسلوباً وافادة الناس طريقاً لذلك أعتقد أنه من السابق لأوانه تحديد مثل ما تسأل عنه.

* أي البرامج تتابعينها وتحرصين على التعلم منها؟

- أنا متابعة جيدة لبرامج التلفزيون البريطاني والحوارات المميزة الجيدة في الاعلام الأمريكي وأسلوبهما الراقي والهادف واهتمامهم المفرط لكل شيء وبأدق التفاصل مثل الاضاءة والديكور وحتى موسيقى البرنامج كل شيء هناك خاضع لقوانين ومقاييس لا يحيد عنها أحد.

* تقيمين في لبنان منذ فترة كيف تعاملت مع هذا الطارئ وتعايشت معه؟

- حالي في هذا الأمر مثل جميع زميلاتي في البداية تعبت كثيراً حيث أول مرة اغترب فيها ولكن سرعان ما زال هذا التعب وتبدل تماماً لأن لبنان بلد جميل وأهله طيبون وأشعر أنه بلدي وصدقني كلما سافرت أشعر بالحنين الجارف له والعودة إليه بمثابة العودة لبلدي قطر وأتمنى له السلامة دوماً.

* من أجل هذا الحب رفضت مغادرة لبنان حتى أثناء الحرب؟

- لست أدري بالضبط كانت الفرصة متاحة أمامي للمغادرة في وقت غادر فيه الجميع حتى أبناء لبنان أنفسهم ولكنني فضلت أن أعيش تجربة جديدة على حياتي وهي تجربة الصمود والتحدي والمقاومة وكثيراً ما تمنيت أن أعمل مراسلة على الجبهات وأن أكون في قلب الأحداث وكنت مستعدة لهذا العمل وشعرت أنني أملك المواصفات المطلوبة لأداء هذا العمل الشريف الشجاع لأني أملك جرأة الموقف ولكن للأسف عملي بعيد عن هذا وليس كل ما يتمناه المرء يدركه.

* وماذا عن موقف أهلك في الدوحة من بقائك في لبنان أثناء الحرب؟

- طبعاً موقف الأهل كان الخوف والهلع وأنا أأسف إذا سببت لهم هذا لكنني أبدا لا أأسف على قراري وبقائي في لبنان فلن تستطيع أن تصدق مدى القوة التي كنت أشعر بها وقد دعم هذا الاحساس لدي وجود الكثيرين من أحبابي معي وكذلك اتصالات أهلي اليومية للاطمئنان علي.

* هل كان الاعلام حلم طفولتك؟

- أبداً كان كل حلمي وأملي في هذه الحياة أن أكون (مدرسة أطفال).

* ما أهم صفاتك؟

- أنا أحب وأعشق الصدق لذلك فأنا صادقة مع نفسي ومع الآخرين كما أنني أحب المرح وأكره الكآبة ولذلك أسعى دائماً لإسعاد نفسي ومن حولي من أصدقائي وأحبابي.

* هل تتقبلين النقد بصدر رحب؟

- النقد مسألة مهمة ومفيدة جداً للعمل الفني والاعلامي وتستطيع أن تقول هو أحد أهم أضلاع العمل الاعلامي بشرط أن يكون نقداً بناءً وهادفاً وموضوعياً بعيدا عن الآراء والانطباعات الشخصية وملء فراغ الأوراق بالكتابة والهجوم لمجرد الهجوم.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة