Al Jazirah Magazine Tuesday  06/02/2007 G Issue 205
صحة وتغذية
الثلاثاء 18 ,محرم 1428   العدد  205
 

مساحيق الغسيل والمنظفات والعطور المقلدة تسمم بطيء
كيماويات عالية السمية تحاصر حياتنا

 

 

* إعداد - نهاد ربيع البحيري

حذر الأطباء المختصون بمحاربة التسمم الآباء بالحرص على أطفالهم وإبعادهم تماما عن السموم المنزلية، وهي نصيحة غالية لمن قدرها والتزم بها ولكن للأسف لم يعر الكثيرون هذا الأمر أدنى اهتمامهم، على الرغم من أنه أمر خطير جدا، إنه يرتبط بالسموم البطيئة المفعول والكيماويات السامة التي توجد في مستحضرات العناية بالجسم والتي تقتل ببطء كلا من الآباء وأبنائهم بالملايين، والحديث الذي نقصده هنا يرتبط بالكيماويات السامة الموجودة في المنتجات التي تستخدم في تنظيف المنزل، والتي عندما تمتصها خلايا البشرة كما هي الحال في كل الكيماويات فإنها تؤدى مباشرة إلى تسمم الكبد، واضطرابات الجهاز العصبي وكذلك إلى السرطان ومحاولتنا لإبعاد أطفالنا الصغار عن مجال هذه المواد أمر يستحق الانتباه من أجل صحتهم العقلية وصحة أجسامهم وحمايتهم من الأمراض الخطيرة في المستقبل وكل هذا من أجل جيل قوى ينعم بالصحة بعيدا عن أمراض العصر، فهو أمر يستحق أن نهتم به منذ الآن، ودعنا نلقي نظره على قائمة من هذه المواد حسب المكان الذي توجد به في منازلنا:

الحمام

الحمام هو أكثر الأماكن في منازلنا سمية، حيث يستخدم الكثير من الناس مزيل العرق المحتوي على الألمنيوم وهذه المادة أحد أسباب حدوث مرض الزهايمر، كما تحتوي الشامبوهات على مذيبات قوية وشديدة جدا ما يسبب (تسمم الكبد).

كما يحتوي معجون الأسنان على الفلورايد الذي المكون من مادة غير عضوية مضرة بالعظام والتي تحدث بها هشاشة وغسول الفم المحتوي على (الاسبارتام) الذي يسبب كثرة استخدامه أورام المخ أو قد يحتوي على السكارين المسبب للسرطان وأقصى ما في الحمام من سمية قد يكون في زجاجة (الكولونيا) أو أي عطر، فعند المبالغة في استخدامها، فإننا نحيط أنفسنا بكيماويات عالية السمية لها دور كبير في حدوث مرض السرطان.

ففي التحاليل المعملية ثبت أن العطور وخاصة الرخيص منها يحتوي على40 نوعا من الكيماويات صنفت على أساس أنها خطره جدا على الكبد، والتي من الواجب على مصنعيها أن يذكروا مكوناتها للمستهلك ومدى خطورتها والحدود المسموح بها في الاستخدام حتى لا نصل بأنفسنا إلى الإصابة بالأمراض الخطيرة وفي مساحيق الغسيل أيضا روائح عطرية كيميائية عالية السمية والمشكلة هي عدم الشطف الجيد حيث يسمح بتلامس هذه المواد مع الجلد ما يجعلها تسري في تيار الدم وتسبب التسمم البطيء.

لذا ينصح بعدم تعرض الأطفال لاستخدام مثل هذه المواد واستخدام مواد خاصة بالأطفال وعدم إفراط الكبار في استخدام مثل هذه المواد.

المطبخ

يحتوي المطبخ أيضا على مواد سامة كثيرة حيث يعمد المستهلك إلى اقتناء منتجات الصابون المضاد للبكتيريا المصنوعة من مواد كيماوية قوية مثل العامل البرتقالي الذي يعتبر مبيدا قويا للأعشاب، وهو ما يقتل البكتريا ومن أمثلة ما يستخدم في المطبخ منظف غسيل الصحون الذي يحتوي على كيماويات أكثر ومركبات عطرية سامة، عند عدم الشطف الجيد خاصة أن هذه المركبات تغلف الأطباق والأكواب والفضيات (الملاعق والشوك والسكاكين) بطبقة رقيقة من الكيماويات المسرطنة.

وبعد هذا يتناول أفراد الأسرة الطعام في هذه الأطباق ومعها شيء من هذه الكيماويات ومع الاستمرار بنفس الأسلوب يصاب الإنسان بمرض خطير.

وصحة أطفالنا أمانة في هذا الأمر بمراعاة الشطف الجيد للأواني واستخدام أنواع آمنة.

فناء المنزل

يستخدم الكثيرون كميات غير طبيعية من المواد المكافحة للآفات والأعشاب الضارة بالنبات مع عدم الاكتراث بما قد تسببه هذه المواد من مخاطر على الصحة. فيعمد الكثيرون الى تغطية المساحة كلها بالمبيدات للقضاء على الديدان التي قد توجد بالزرع ويظن الشخص الذي يفعل ذلك أنه قد حل المشكلة وقضى على الديدان لكنه في الحقيقة كان غافلا عن حقيقة مهمة جدا وهي أن النبات في حاجة الى هذه الديدان التي قتلها لكي يبقى في صحة جيدة فهي من حكم الله في خلقه، فالعلاقة هي منفعة متبادلة ولكن مع تدخل الإنسان فإنه يضر نفسه ومن حوله ويضر النبات من حوله، متوهما بذلك أنه يقتل الآفات الضارة ولكنه في الحقيقة قد أفسد التوازن الطبيعي.

فالإنسان قد يظن أن الكيماويات قد حلت المشكلة وفي الحقيقة هم لم يعيروا الطبيعة من حولهم أي اعتبار.

وبنفس الأسلوب نرى الطب التقليدي يفعل الشيء نفسه فالطبيب وشركات الأدوية يدفعون بالأدوية دفعا إلى مرضاهم ليتناولونها لقتل الميكروب أو الفيروس أو البكتريا وهذا هو الهدف الأساسي ثم تليه الاعتبارات الأخرى من مراعاة هذا الكائن الحي الذي يحوي جسمه هذا الميكروب وهي الطريقة نفسها التي يقتل بها الشخص الديدان التي في مزرعته، وهي طريقة فعالة ولكنها تدل على ضيق الأفق والسطحية في معالجة الأمور.

فالتأني وتجربة الطرق الطبيعية في بداية المرض قد يكون أصلح ثم إذا استعصى الأمر يمد المريض بجرعات دوائية خفيفة وهكذا وبالعودة إلى السموم المنزلية، فإن أخطر السموم ليست هي التي يكتب عليها أنها سامة ومعروفة لكل الناس أنها سامة ولكن معظم الناس ليست لديهم دراية حتى معظم (العطور) والكولونيا وخاصة الأنواع الرخيصة منها تكون سامة، وكذلك ليس للناس دليل يهديهم ويرشدهم إلى خطورة استخدام (الاسبراي) مزيل العرق حيث يسبب مرض الزهايمر وأن المبالغة في استخدام مساحيق الغسيل العطرة مع عدم الشطف الجيد يغلف الملابس بطبقة سامة تلمس الجلد وتسري مع الدورة الدموية مسببة أمراض الكبد والسرطان، وعلى الرغم من كل هذا فالناس لا يتوقفون عن شراء هذه المنتجات يوما بعد يوم، غافلون عن حقيقتها.

وفي الوقت نفسه فإن مصنعي هذه المواد ينكرون تماما النتائج الصحية غير المرغوبة لمنتجاتهم.

في الحقيقة إنهم يعلمون أن الكيماويات موجودة بالفعل، ولكنهم يسلمون بأنها لا تمتص من خلال الجلد ولكن هذا هراء بالطبع، فمن الناحية العلمية، الجلد يمتص كل الكيماويات، وهذا هو السبب في أن هناك الكثير من الأدوية التي تحدث تأثيرا علاجيا واضحا من خلال وضعها على سطح الجلد كالمراهم والكريمات، حتى إننا نجد أن هناك دهانات خاصة بالمفاصل وأن هناك ما يلصق على الأصابع المجروحة أو التي بها دمامل وهكذا.

ومعنى هذا أن مركبات الدواء تمتص من خلال الجلد وأن هذه هي حقيقة صيدلانية مسلم بها وإلا ما اخترعوا أدوية الجلد الموضعية.

فالمنطقي الذي لا يجب أن نغفل عنه هو أن أي كيماويات نتعرض لها سواء كانت مبيدات من حولنا أو عطور نرشها مباشرة على الجلد أو بقايا مسحوق غسيل على ملابسنا أو على أطباقنا أو غيرها حسب الموقف أو الاستخدام الذي نتعرض له فالجلد يمتص الكيماويات سواء رضينا أو أبينا، فالحرص الذي يجب توخيه هو تحاشي التعرض لهذه الكيماويات المباشرة واستبدال الكيماويات والسموم الضارة التي تعودنا عليها في منازلنا والتي ستقتلنا ببطء بأنواع أو أشياء أخرى بديلة لها لا تضرنا.

بدائل طبيعية مقترحة

للحفاظ على الصحة

فمثلا بدلا من استخدام مزيل العرق الضار بالصحة والبيئة كما نعلم يمكننا استخدام مركب طبيعي مكون من50% من بيكربونات الصوديوم أو مسحوق الخبز مخلوطا به50% من نشا الذرة وهذا يعتبر مزيل العرق الخاص؛ وهو في الحقيقة لن يؤدي إلى توقف العرق ولكنه على الأقل سيوقف رائحة العرق التي لن تزول تماما أو تقل من حدتها إلا باتباع نظام غذائي خاص يتطلب التوقف عن تناول اللحوم الحمراء أو التقليل منها في بداية الأمر حتى تقل الرائحة.

أما بالنسبة لمساحيق الغسيل والمواد المستخدمة لغسيل الأطباق، لكي نحافظ على أنفسنا من بعض سمومها يمكننا اختيار أنواع معينة وإن كانت غير مسايرة للعصر ويجب التأكد من خلو كل هذه المنتجات من الروائح العطرية على الأقل؛ وهذه الروائح هي مصدر كثير من الكيماويات السامة التي تقتل الإنسان تدريجيا بإصابته بالأمراض الخطيرة على المدى الطويل، أما بالنسبة للعطور فإنه يجب عليك أن تقتني الأنواع المصنوعة من خلاصات زيوت أصلية وليس كيماويات صناعية، فهذا هو النوع الوحيد الذي لن يضر مهما كانت مكوناته. وفي الحقيقة أن هذه الأنواع من العطور ذات الزيوت الأصلية تكون باهظة الثمن، لذا إذا لم تتمكن من شراء هذه العطور الباهظة يفضل أن تظل دون عطر وهو الأفضل وإذا علم الناس سبب هذا سيقدرون هذا الأمر.

فكثير من الناس يبالغون في استخدام العطور إلى درجة تؤدي إلى تبلد العقل إنها فعلا حقيقة أن العطور تؤدي إلى تبلد وكسل العقل والإحساسات وهذا موضوع آخر ولكن الخلاصة هي أنك إذا غسلت ملابسك بمنظفات غسيل خالية من الروائح العطرية السامة وإذا تعودت على ألا تستخدم العطور ذات الكيماويات السامة (وليس الأنواع الأصلية) فإنك ستصبح أكثر ذكاء، وهذه ليست مزحة بل حقيقة.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة