Al Jazirah NewsPaper Monday  04/12/2006G Issue 12485مقـالاتالأثنين 13 ذو القعدة 1427 هـ  04 ديسمبر2006 م   العدد  12485
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

وطن ومواطن

زمان الجزيرة

الأخيــرة

الرئة الثالثة
نحن والغرب.. مَنْ يجهل مَنْ.. ولماذا؟
عبدالرحمن بن محمد السدحان

قيلَ مراراً وتكراراً إننا معشرَ العربِ نقف على طرفي نقيض مع الغرب في فهم عدد من القضايا: محتوىً ووسائلَ وغاياتٍ، بعض الغربيين يتهمون خطابنا العربي المعاصر بالقصور في طرح ما يريدون فهمه عنا، وبعض منا هنا يتهمهم بالتمرد على فهم خطابنا له، إما طوعاً، لتمسكهم بثوابتَ مضادة تحبط فهم مقاصد خطابنا، وإما كرهاً بسبب (الإرهاب الفكري) الذي تمارسه قوى معادية لنا في أوساطهم، وعلى رأسها (قبيلة صهيون) ومَنْ دار في فلكها، وسعى في ركابها!
***
وتعليقاً على ذلك أقول:
نعم.. نحن مقصرون لا محالة في تعاملنا الإعلامي مع الغرب ومع غير الغرب، لسبب بسيط هو أننا في معظم الأحوال نتحدث مع أنفسنا وبلغتنا نحن، ونحسب أن (الآخر) ممن يغايرنا ثقافة ولغة يفقه ما نقول، ثم نستنكر في النهاية جهله بنا أو تجاهله لنا! وتلك حقيقة لا خيال!
***
من جهة أخرى، نحتاج إلى التفريق بين الحديث إلى الذات عن الذات، والحديث مع (الآخر) تعريفاً بنا، وشرحاً لقضايانا، على أن يكون ذلك الحديث بلغة يفقهها هو، وبلغته هو لا بلغتنا، وأتساءل بهذه المناسبة:
كم من سفرائنا ومَنْ في حكمهم في بعض البلدان غير العربية، يتقنون لغة القوم الذين يمثلوننا في رحابهم؟!
كم من أولئك السفراء ومَنْ في حكمهم مَنْ يحرص على متابعة أداء المشهدين الإعلامي والثقافي في بلد التمثيل، مقروءة ومسموعة ومرئية، خصوصاً إذا كان ذلك الطرح يعنينا، سلباً أو إيجاباً؟!
كم من سفرائنا ومن في حكمهم من يتفاعل بذكاء وحصافة مع بعض ما تبثه قنوات الإعلام في بلد التمثيل، طرحاً أو شرحاً أو دفاعاً عن قضايا تهمنا؟!
***
إذاً، فحين نتحدث عن التعامل مع الحضارة الغربية، ونتساءل هل هو حوار معها أم صراع؟ ننسى أننا حتى الآن لا نملك آلية التعبير عما تضمه عقولُنا وقلوبُنا، كي يفهمنا الآخرون فهماً لا ريب فيه!
ومن ثم، تبقى القضية في التحليل الأخير - كما أراها - (أزمة فهم) للغرب لا (أزمة حوار) معه، لأننا حتى الآن نفتقر إلى آلية فاعلة ومؤثرة للتعبير تحمل (الآخر) على سماع ما نقول أو قراءة ما نكتب، وأعتقد أننا مسؤولون عن الجزء الأكبر من تلك الأزمة، وقد قيل في الأثر: (من تعلم لغةَ قوم أمنَ مكرهم)، والتعلم هنا لا يعني معرفة لغة الآخر، مفرداتٍ ونحْواً وصرفاً، بل فهم لغة هذا الآخر، تأريخاً وثقافة ومواقف وأنماط تفكير، وهذا أقصر السبل وأجداها للتعريف بأنفسنا وقضايانا، وبالتالي التأثير على الآخر لصالحنا!
***
نعم.. نحن العرب في أمسّ الحاجة إلى تفعيل قدرتنا على الحوار مع الآخر تفعيلاً تسيره موهبة العقل لا عضلة اللسان، وقد أثبتت كارثة الحادي عشر من سبتمبر عمق الهوة التي تفصل بين خطابنا الإعلامي ونظيره الغربي.. ومن خلال هذه الهوة، تسللت طفيليات العبث الصهيوني إلى مضايق العقل الغربي وشواطئه وخلجانه، لتسيء إلينا، هوية وسمعة وتاريخاً، وتشوه قضايانا، حتى صرنا في بعض المواقف نشبه الغريق الذي يلتمس الخلاص من الحتف ولو بشعرة من جلد بعير!
***
أختم هذا الحديث بالقول: إن التعايش الفكري مع الآخر، واحد من أهم مؤشرات النضج الثقافي في أي زمان أو مكان، غير أن الوصول إلى هذه المرحلة من النضج المؤثِّر بثقة لا يهزها الاختلاف ولا تهزمها تعددية الرأي، يتطلب إصلاحات أولية في بنيتنا التربوية والإعلامية، يتقاسمها البيت والمدرسة والجامعة وأوعية الإعلام المختلفة، لا بد أن ندرب ناشئتنا على الحوار، أدباً وممارسة، وأن تُنقّى أذهانُهم من نزعة (الفحولة) في طرح الرأي الواحد والتشبث به والإصرار عليه، في الوقت الذي يوجد رأي آخر أعمقُ رؤيةً وأغدقُ نضجاً، وتحقيق ذلك لا بد أن يمر عبر بوابة التربية، وهو أمر لا يتم بين عشية وضحاها، الكل منا يعرف ذلك، والكل منا يتمناه، ولقد قلت أكثر من مرة وأقول الآن: إن الغد للتربية، بكل مستوياتها، وهي حَجَرُ الأساس في إعادة بناء خطابنا الفكري وتشكيله تشكيلاً حضارياً نمارس من خلاله وجودَنا بين الأنام!



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved