بين قولين
فضاء - نت
عبدالحفيظ الشمري

قد يكون هذا العنوان (فضاء - نت) اسماً لموقع إليكتروني ما، أو مشابهاً له، فإن كان كذلك فليعذرني صاحبه أو صاحبته، حينما استعيره في هذه البرهة من البوح، لألمح من خلاله عن ما يمكن تشخيصه بحالة الهوس والمجانية والخواء في الكثير من طروحات الفضائيات، التي تلتقي كثيراً مع ما يتم طرحه من خلال الإنترنت أيضاً، إلا أننا هنا لا نعمم في تناولنا لهاتين الظاهرتين في هذا السياق.
فرغم ما حظيت به الفضائيات من اهتمام مفرط، وما غُمرت فيه من بحبوحة مادية عارمة، وما جلب لها من طاقات شابة، وقدرات نشطة، إلا أنها ورغم هذا البريق الهائل لا تزال غائبة عن فضاء المضمون، وفي نأي بعيدٍ عن مواقع الوعي الباحث عن المتعة والفائدة معاً.
كما أن عالم الإنترنت وقنواته أيضاً لا يزال يراوح في مساحات التجريب الذي يشبه العبث، دون أن يكون هناك بُعدٌ معرفيٌّ، وآلية عمل واضحة وفاعلة تستميل أصحاب الاختصاص، وتستقطب أهم الطروحات الجادة.
لنقف هنا عند أصحاب الاختصاص، وأهل الطروحات، ونعني بهم الأساتذة، والمبرزين من المبدعين والأدباء والكتاب الذين يطمحون دائماً أن تكون هناك ضمانات مادية ومعنوية لمشاركاتهم عبر هذه المواقع الإنترنتية على وجه التحديد، من أجل أن يكون التواصل مفيداً لجميع الأطراف، ولكي لا تكون مشاركات هؤلاء إطلالات ناتجة عن اجتهادات فردية للقائمين على أمر تلك المواقع.. فالفضائيات والإنترنت بحاجة إلى مزيد من التفعيل في مجال استقطاب الأسماء المؤثرة في مشهدنا الفكري والثقافي والفني الجاد.