Al Jazirah NewsPaper Monday  25/12/2006G Issue 12506مقـالاتالأثنين 05 ذو الحجة 1427 هـ  25 ديسمبر2006 م   العدد  12506
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

المجتمـع

فـن

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

الرأي

الركن الخامس

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

زمان الجزيرة

الأخيــرة

الرئة الثالثة
كارتر يخترق (حاجز الصوت)الصهيوني في بلاده.. بكتاب جديد!!
عبدالرحمن بن محمد السدحان

* سُئِلَ الرئيسُ الأمريكي الراحل هاري ترومان بعد مغادرته البيت الأبيض عام 1952م: (ما الذي جعلك تسارع إلى الاعتراف بإسرائيل قبل العديد من دول العالم، بما في ذلك حلفاء بلادك في أوروبا، في الوقت الذي كان ينادي فيه المنادي عربياً وعالمياً أن الكيان الصهيوني الجديد أُقيم على أرضٍ عربية اُغتصبت في وضح النهار؟!).
* وكان ردّ الرئيس الأمريكي ترومان على ذلك السؤال المحوري مفاجئاً للسائل والقارئ معاً، حيث قال (ما معناه): (لقد كانت لحظة حرجة تلك التي واجهتُها عام 1948م وأنا أهمّ بتوقيع وثيقة الاعتراف بالدولة العبرية في فلسطين، فقد نظرت يميناً وشمالاً فلم أجد منْ يمثّل الجانب العربيّ في القضية، ويُسمعني حديثاً مؤثراً عنها، فيما كانت جماعات الضغط الصهيونية تحكم الطوق حولي قولاً وعملاً رغبةً في إحراز اعتراف عاجل بإسرائيل، ولم يكن لي في ضوء ذلك من خيار!).
***
* ومنذ سنوات عدة، جمعتني مائدة عشاء خاص في منزل رجل أعمال سعودي بالسناتور الديمقراطي السابق، جورج ماكفرن، مرشح الحزب الديمقراطي لمنصب الرئاسة ضد الرئيس الجمهوري نيكسون عام 1972م، وكان يزور المملكة زيارةً خاصة، وبعد العشاء، تصدّى الضيف الأمريكي لحزمة من الأسئلة وجهها إليه بعض المدعوين السعوديين، وأذكر أنني طرحتُ عليه هذا السؤال: (لقد استمعنا إليك هذا المساء وأنت تتحدث بلغة العقل والعدل عما آل إليه الشأن الفلسطيني، ونقدك لحكومة بلادك لانحيازها غير المشروط للطرف الصهيوني، فلماذا لم نسمع موقفك هذا أو نقرأه خلال حملتك الانتخابية؟) ثم أتبعت ذلك السؤال بتعليق وسؤال فقلت: (يبدو أنك لست الوحيد في بلادك الذي يصل إلى - واحة العقل والعدل - متأخراً بالنسبة للشأن الفلسطيني، فقد سبقك إلى ذلك الرئيس ترومان، في مطلع الخمسينات الميلادية، وهو الذي قاد حملة الاعتراف بالدولة العبرية عام 1948م قبل غيره من العالمين، وتلا ذلك السناتور تشارلز برسي، من شيكاغو بموقف مماثل، بعد هزيمته في الانتخابات النيابية؟ تُرى.. لماذا يعيد التاريخ نفسه في هذا المسار؟!)
***
* هنا، استوى السناتور ماكفرن في مقعده، ونظر إليّ باسماً وقال (ما معناه): (الإجابة عن سؤاليك تتلخص في بضع كلمات، فحين كنتُ في حمى السباق إلى البيت الأبيض، لم يكن حولي عرب يساندونني بالمال والدعم السياسي والمعنوي! وحدهم يهود أمريكا من الأقليات الأخرى، كانوا يقفون عن يميني وعن شمالي وبين يديّ أينما ولّيتُ وجهي، فأين المفرُّ منهم وما يشتهون؟! لم يكن لي من بدّ سوى التعبير عن دعم إسرائيل ومساندتهاّ! والسياسة في مدلولها المجرَّد والمجرَّب ليس فيها مثاليات ولا أخلاقيات، إنما يتعامل ممارسوها وفق ما تمليه مصالحهم أولاً وأخيراً، وما يدعم تلك المصالح!
***
* واليوم.. يعيد التاريخ نفسه من جديد، عبر الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، الذي لم يُمضِ في منصبه خلال النصف الثاني من عقد السبعينات الميلادية سوى فترة واحدة، قبل أن تعصف به تداعيات (الثورة الإيرانية) في مطلع الثمانينات بعد احتلال السفارة الأمريكية في طهران من قبل عناصر الشغب الطلابي، والحقُّ أحقُّ أن يقال إن الرئيس كارتر، كرّس نفسه وجهده منذ أن غادر البيت الأبيض لخدمة العديد من قضايا الإنسانية في العالم، عبر أكثر من موقع وفي أكثر من قارة!
***
* وقد فاجأ الرئيس كارتر الناس مؤخراً بكتاب جديد ومثير للجدل بعنوان: (فلسطين: السلام لا الفصل العنصري) انتقد فيه بشدّة الممارسات الصهوينية في الأراضي الفلسطينية، واصفاً إيّاها بالتعسّف والظلم الشديدين اللذين يفوقان بكثير ما كان يعاني منه المواطنون السود في جمهورية جنوب إفريقيا في ظل هيمنة الرجل الأبيض، قبل أن ينجح الزعيم مانديلا من خلف القضبان في العبور بهم إلى برّ الحرية والسلام، ثم يتوّجه شعبه بعد خلاصه من الأسر رئيساً للجمهورية!
***
* وقد ضرب كارتر لأطروحته أمثالاً، كسُور الظلم الذي تنفذه إسرائيل منذ سنوات لتقسيم الضفة الغربية إلى شطرين، أحدهما يمثل (حصة الأُسُود) لمصلحة المستوطنين اليهود الوافدين من أصقاع الدنيا، ناهيك عن الملاحقات الأمنية الجائرة ضدّ الفلسطينيين، قادةً وأفراداً وجماعات، اختطافاً واغتيالاً وحبساً!
***
* ويقول المؤلف في مقال له نشرته مؤخراً صحيفة (لوس أنجلوس تايمز)، في أوائل ديسمبر من هذا العام ونقلته عنها صحيفة (عرب نيوز) السعودية (10 ديسمبر 2006)، إن الغرض من نشر هذا الكتاب هو محاولة كشف اللثام لمواطنيه الأمريكيين عمّا يدور داخل الأراضي العربية المحتلّة على أيدي قوى الشرّ الصهيوني، آملاً أن يسهِمَ ذلك في تحريك (مياه المعرفة) الراكدة داخل المجتمع الأمريكي، فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية، من خلال التعرف على حقائق الوضع الراهن هناك، بعيداً عن مصادر التّأثير المضاد وهو يطمع في الختام أن تستعيد العملية السلمية عافيتها بين الفريقين، عبر الحوار المبنيّ على الفهم السويّ لعناصر القضية وملابساتها، ولم يكتم المؤلف في مقاله الغيضَ عمّا يواجهه بسبب هذا الكتاب من مضايقات، بما في ذلك محاولات اللوبي الصهيوني في أمريكا التهوين من شأن الكتاب، وحجب فرص الاطلاع عليه، أو اللقاء بصاحبه عبر المحاضرات والمنتديات!
***
* وبعد، فإنّ الرئيس جيمي كارتر بهذا الكتاب المثير، قد انضم إلى قافلة (الصحوة السياسية) في أمريكا، في مهمّة جادّة وعسيرة معاً لاختراق جدار الهيمنة الصهيونية في بلاده، والكتابُ، من قبل ومن بعد، جدير بالقراءة والتأمل من لدن (تلاميذ) القضية والمعنيين بها في كل مكان!



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved