Wednesday 19/02/2014 Issue 15119 الاربعاء 19 ربيع الثاني 1435 العدد
19-02-2014

الدور الأهم للرئيس التنفيذي

للرئيس التنفيذي للمنظمة عدة أدوار تتمحور حول ثلاثة محاور رئيسة، الأول هو إدارة وتحسين النشاط والثاني هو تطوير وتمكين المنظمة والثالث هو تحسس واستغلال الفرص، ونجاح الرئيس التنفيذي يعتمد كثيراً على قدرته في توزيع الوقت والجهد بين هذه الأدوار، ولكن في معظم الأحيان يختل هذا التوازن لدى الكثير، ويصبح التركيز على الدور الأكثر إلحاحاً وبالتالي تهمل الأدوار الأخرى تدريجياً ثم يختل توازن الأولويات فتصبح هناك أدوار أخرى تتطلب الاهتمام بصورة ملحة ثم يدخل الرئيس التنفيذي في دوامة ما يشار له (بعملية إطفاء النيران) ، وهنا تتسلل لنفسه الإحباطات و يصبح الفشل على بعد خطوات، وعادة يحدث الخلل عندما يقل اهتمام الرئيس التنفيذي بتطوير وتمكين المنظمة، فهذا الدور في نظري هو الدور المحوري الأهم، فمهما بلغ النشاط ذروة النجاح و توفرت الفرص إلا أنها ستنهار إذا لم تتمكن المنظمة من تنفيذ متطلباتها بكفاءة واستدامة .

المنظمة هي جسم المؤسسة أو الشركة وكلما كانت قوية ومتجانسة ومتظافرة وصحيحة كانت أقدر على تحقيق الأهداف و تتكون المنظمة من ثلاثة مكونات رئيسة هي الكادر البشري و النظم والإجراءات و التجهيزات والأدوات وأهمها هو الكادر البشري، وفي هذا العصر يجدر بالرئيس التنفيذي تخصيص جزء كبير من وقته في البحث واختيار وتوظيف وإبقاء الكوادر البشرية المتميزة، بل إن كثيرا من التنفيذيين المشهورين بقصص نجاحهم كان يخصص ما لا يقل عن (40?) من الجهد والوقت في مراجعة أداء الكوادر البشرية وتحسس مواطن الضعف والعمل على تلافيها بحزم و سرعة، فالكوادر البشرية المتميزة تتطلب اهتماما ورعاية لتكرس جهودها في تحسين النشاط، لذا على الرئيس التنفيذي الاهتمام بتحسين بيئة العمل وتحسين منافع الموظفين وعليه أن يجزل لهم العطاء والمكافأة حتى يحمي ولاءهم ويحافظ عليهم من استقطاب المنافسين، فالمنافسة اليوم ليست محصورة في النشاط، بل هي أشرس حول الموارد وأهم هذه الموارد هو العنصر البشري، ويمكنهم من الأدوات والنظم التي تعزز قدرتهم على الأداء ويسعى باستمرار لتلمس جوانب القصور في الكفايات، فيعمل على تلافيها بالتدريب وتمكين الصلاحيات، وفي هذا الجانب يروى قصة حوار جرى بين مدير تنفيذي متميز وأحد أعضاء مجلس الإدارة عند نقاش مخصص التدريب وتطوير الموظفين فقد استكثر عضو مجلس الإدارة المبلغ وقال مخاطباً الرئيس التنفيذي « المشكلة إذا صرفنا هذه الأموال على تدريب الموظفين ثم تركونا لشركات أخرى ستكون خسارتنا عظيمة «فرد عليه الرئيس التنفيذي» المشكلة و الخسارة الأعظم ستتحقق إذا لم ندربهم وبقوا !!»، لذا على الرئيس التنفيذ أن لايقلق من تسرب الموظفين المتميزين إذا هو اهتم بتطوير منظمته، فالتسرب سيحدث لا محالة ولكنه أقل بكثير لدى المؤسسات التي تعتني بكوادرها البشرية وأكثر عند غيرها .

في واقع الأعمال في المملكة هناك مؤسسات وشركات متميزة في الاهتمام بكوادرها البشرية، ولكن السواد الأعظم من المؤسسات والشركات السعودية شبه مهملة لهذا الجانب وتجد مدراءها العامين والتنفيذيين مشغولين بأمور إجرائية وتشغيلية تستهلك معظم الوقت والجهد، ولولا جودة بيئة الأعمال لربما فشلت نشاطاتهم، ولو احتدمت المنافسة فلن تستمر مؤسساتهم في تحقيق نجاحات تذكر، لذا لابد من إعادة النظر في توزيع اهتمامات الرئيس التنفيذي و تخصيص معظم الوقت للعناية بالمنظمة، وتحقيق مقولة أحد النافذين في علم الإدارة حيث قال «على الرئيس التنفيذي الاهتمام بموظفيه حتى يهتموا بعملائه بنفس القدر».

mindsbeat@mail.com

Twitter @mmabalkhail

مقالات أخرى للكاتب