Tuesday 15/04/2014 Issue 15174 الثلاثاء 15 جمادى الآخرة 1435 العدد
15-04-2014

.. ولو منحوك الذهب!

لم يبقَ على العرب ليثبتوا أنهم (عزيز قوم ذلّ) ! سوى التقدم بعريضة شكوى ضد النظام السياسي العربي، كاملا. بما ينطوي عليه من أهداف ذات بُعْدٍ ثقافي وحضاري وإنساني. لا أقول ذلك لكي أتبرأ من أية نيات مسبقة وإن تمّ وتبيّنت المغالطات التي يصبها (المعسكر الانقلابي) كما تصف الجماعات الإسلاموية

الحكم المؤقت لمجموعة الرجال الكبار الذين قرّروا عدم الاستثناء بين من هو (عدوّ) حقيقي ومفصلي ومن الذين يقتلون القتيل ويمشون في جنازته !. مصر والعرب يؤكدان كل يوم أن الفئة التي اختطفت ثورة 25 يناير وتنصلت من وعودها الوردية وتولى (الحاكم العسكري) إيجاد أرضية لها. سواء كانوا يتهمون المشير (ع. السيسي) بأنه (عميل) إميركا. فهذه تهمة مضحكة!

وتباكي العالم الولايات المتحدة أن المحكمة الدستورية قضت بإعدام حوالي 52 شخصا من الجماعة الإرهابية المسمّاة بالإخوان المسلمون. وكان أوباما وصف الحكم بأنه نوع من إبادة البشر وطبّل أذياله الأوربيون معه متناسيا أن أمريكا سفكت دماء ما يقارب المليون عراقيا منذ عدوانها الهمجي والبربري على العراق، وتموّل الآن الحركات الإرهابية في مختلف مناطق العراق وأيضا في أفغانستان، وهي المسئولة وحدها عن نتائج القتل العشوائي والمبرمج وهي أيضا من يدعم كل الحركات الانفصالية في كل دول العالم رغبة من منظّري السياسة الأمريكية في تفتيت العالم وتحويله إلى (دويلات) صغيرة ليتم محو كل ما له علاقة بثقافاتها الدينية والسياسية والإبداعية لما يشعر به كل إميركي من نقص ٍ تجاه الحضارات المغايرة. فالذي لا يملك في تاريخه الإنساني أكثر من مئتي عام أباد قبلها السكان الأصليين المدعوين بالهنود الحمر، وهي مئة عام قضت نصفها وربما ما هو أكثر في النزاعات والحروب والتدخلات في شؤون شعوب العالم دون تبرير لتدخلاتها سوى التبرير الإمبريالي الذي جعل منها أم الحرية وموئل الأحرار وسيدة العدالة !، وبمناسبة العدالة فإن إميركا لم تكترث في إعصار - كورونا - للزنوج والعجائز والفقراء الذين - تبعا لذلك - لا يملكون سيارات يهربون فيها من مناطق الإعصار !. إنه العدل الرأسمالي الذي يملك مئات الوجوه، من مختلف المبادئ الأخلاقية ومختلف ضغوط الدول التي (ترضع) من ثدييها الوارفين بلا اعتراض من مواطنيها الذين يعرفون أن بلادهم تمارس القتل العلني والمفضوح بكل دم بارد!

ما الذي تبقّى من مكابدات الشعوب التي لم تنخرط في المشروع الإميركي الحالم بعالم من صنعها ويوافق أهواءها المنسوجة من وجع الناس؟!. إننا لا نتحدث عن دولة ولكننا نتحدث عن قوة عظمى. إن الرعب الذي يسكن الإنسان في هذا العصر هو السلاح النووي والكيماوي وهو رهن رغبة أي رئيس لإميركا أكان يمينيا من المحافظين الجمهوريين الذين تنطبق عليهم صفة الكنيسة الصهيونية - من اشتقات ناعوم تشومسكي - أم من الديموقراطيين الذين يكتبون تاريخا مخلا بالشرف وبعيدا عن مطالب الإنسان الحرّ الذي لا يريد أن يبيع دينه وثقافته وتاريخه وفولكلوره ومناشطه الإنسانية ولو منحته إميركا الذهب، لأنه يتذكر حينذاك قول أمل دنقل

(لا تصالح ولو منحوك الذهب!

أتُرى حين أنزع عينيك ثم أثبّت جوهرتين مكانهما هل تَرى؟

هي أشياء لا تشترى !)

hjarallah@yahoo.com - alhomaidjarallah@gmail.com

www.jarrallah.com - حائل

مقالات أخرى للكاتب