Tuesday 10/06/2014 Issue 15230 الثلاثاء 12 شعبان 1435 العدد
10-06-2014

آه ما أقساك (يا لندن)، بل (يا جازان)!

ركبت أماني - الأندرقراوند - بسرعة إلى مشفى - ويل بيك - الذي يبعد قرابة الساعتين، ها هي تصل، وتدخل لتسأل عن المريض (منصور عبد الله)؟!.

لتأتيها (الصاعقة المدوية)!.

الممرضة وببرود (إنجليزي): مسكين عانى كثيراً من المرض، وكان بالعناية المركزة قبل ساعتين، أما الآن فقد (مات)!.

وكأنّ النيران قد اشتعلت في (جسد أماني) المنهك من السهر وهجر الأكل، خرجت من المشفى هائمة على وجهها، لا تدري أين هي؟ من هي؟ لِمَ هي هنا؟!.

ما سبق هو جزء من - قصة غرامية - وقعت بكل عفة وبعيداً عن الرذيلة بين (شاب سعودي) و(شابة سعودية) في لندن، تم نشرها قبل نحو 14 سنة، عندما انتشرت موضة كتابة القصص ونشرها على الإنترنت في نهاية التسعينات الميلادية ، وبداية الألفية الجديدة، وهذه القصة التي وقعت بين (أماني ومنصور) يقال إنها حقيقية كتبت بقلم (مجهول) وهي من أجمل، وأروع قصص الغرام السعودية التي تكشف حقيقة العلاقات الجادة في الخارج، بصورة نظيفة وعفيفة خالية من الابتذال، وبالمناسبة هناك نسخ منها الآن على الإنترنت تحت عنوان (آه ما أقساك يا لندن) ، وأعتقد أنّ معظم شباب (التسعينات) من الجنسين، قد قرؤوها أكثر من مرة!.

ما دعاني لتذكُّر القصة، هو أنني كنت أشعر بالغضب والسخط على الممرضة الإنجليزية في كل مرة أقرأ القصة، لأنها أخبرت (أماني) بموت (منصور) (بدم بارد)، لكن ماذا عساي أن أقول حول خبر اعتداء أهل طفل في جازان على مدير المستشفى المناوب - قبل يومين - لأنه أخبرهم بالهاتف (بوفاة طفلهم) المنوّم بالعناية المركزة، لتتفاجأ الأسرة بوجود (ابنهم) حياً يُرزق، وأن هناك خطأ في الأسماء؟!.

يجب أن يكون لدى مستشفياتنا (شعور إنساني) ومسئولية تامة بإخبار أهل مريض بوفاته بطريقه مقبولة؟! من يضمن تأثير إخبار شخص وردّة فعله حول وفاة عزيز لديه؟!.

أعتقد أنّ مهمة إبلاغ (أهل المتوفى) بالأمر مهمة صعبة جداً، ويجب أن تُسند لشخص رزين وحكيم، يستطيع إبلاغ أهل المتوفى تدريجياً، وليس كما فعلت ممرضة لندن مع (أماني) في القصة؟!.

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب