Sunday 03/08/2014 Issue 15284 الأحد 07 شوال 1435 العدد
03-08-2014

كلمة الملك وبراءة الذمة

جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتضع النقاط على الحروف، وتئد الفتنة في مرقدها، وترفع الشك حول موقف المملكة من الأحداث الجارية بعد اتهامها من لدن ثلة من بعض الساسة والإعلاميين العرب والغرب بدعم الفوضى في العراق وليبيا واليمن وسوريا، بل وتجاوزه حتى وصل لزعمهم بمساندة إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة.

وبكلمته حفظه الله أخرس الألسنة ونفى الشائعات حول دعم المملكة للإرهاب، وأكد أن ذلك لا يعدو عن كونه نشر فتنة وجدت أرضاً خصبة في عالمينا العربي والإسلامي وساعد المغرضون الحاقدون على تفاقمها.. كان خادم الحرمين الشريفين صريحاً وواضحاً فيما يتعلق بالإرهابيين وما يفعلونه من قتل وقطع للرؤوس والتمثيل بها، وأكد أن ذلك من العيب والعار الذي يلصق بالإسلام، وبراءة هذا الدين العظيم من هذه التهمة الخطيرة، إلا أن أولئك الإرهابيين قد ساهموا بتشويه الإسلام الإنساني النقي من العنف، وبيّن أسفه من قيام جماعات ومنظمات ودول تمتلك الإمكانيات الهائلة والنوايا المبيتة لتغذية الإرهاب، لذلك حمّل قادة الدول العربية والإسلامية ورجال الدين مسؤولية الوقوف في وجه من يريدون اختطاف الإسلام وتحويله لدين التطرف والكراهية والإرهاب، وإن لم يفعلوا فلن ينسى لهم التاريخ تخاذلهم من أجل مصالح مؤقتة أو مكاسب آنية.

وقد حذر خادم الحرمين الشريفين بعض المنظمات والدول المتخاذلة عن أداء مسؤوليتها ضد الإرهاب من سوء المنقلب ووقوعهم ضحايا لمن دعموهم ولم يجرموهم. لم يخفِ الملك عبدالله خيبة أمله بما مُني به المركز الدولي لمكافحة الإرهاب بهدف التنسيق الأمثل بين الدول، والذي نال تأييد العالم أجمع قبل عشر سنوات، إلا أنه لم يلقَ تفاعل المجتمع الدولي بشكل جدي وبذلك فقد التفعيل المأمول.

وظهر خادم الحرمين من خلال خطابه مشفقاً على خروج جيل قادم يؤمن بالعنف ويرفض الحوار ويتفرج على صراع الحضارات.

وقد تأسف الملك على صمت المجتمع الدولي وتجاهل منظمات حقوق الإنسان لما يحدث من مجازر جماعية في فلسطين دون وازع إنساني أو أخلاقي ووصفها بأنها ضد الإنسانية، حتى أصبح للإرهاب أشكال مختلفة، وهو بذلك يرى أن إسرائيل إرهابية بامتياز.

ولا شك أن المملكة كان لها مواقف مشرفة مادياً ومعنوياً مع جميع الشعوب المتضررة من الحروب في بلادها من خلال مشاريع متعددة لنصرة الشعوب المنكوبة وذلك بإرسال شاحنات وطائرات مجدولة لتلك البلاد عدا الإعانات المادية المعلنة.

ستبقى بلادنا مهبط الوحي ومنارة للمسلمين وصمام أمان، ويبقى ملكها حكيم العرب وحليمهم، وقد أبرأ ذمته وأوضح رفضه لكل ما يحدث ويكون متنافيا مع تعاليم الإسلام وسماحته.

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب