16-10-2014

جمعية أسرة الخيرية ببريدة

أمضينا وقتاً طويلاً في بحث مفهوم العمل الخيري ومناقشته, وكل باحث نظرَ له وفق رؤيته وخلفياته التاريخية والثقافية، ثم قضينا زمناً امتد إلى يومنا هذا وما زلنا نتحاور لتحديد الأعمال التي يمكن أن تدرج ضمن الأعمال الخيرية، فمثلاً هل العمل الخيري يقصر على بناء المساجد فقط أو المستشفيات أو أعمال الإغاثة وتقديم المساعدات المادية والعينية للمحتاجين. هناك من رأى شمولية العمل الخيري أو التطوعي لكل ما ذكر ولغيره مثل بناء المدارس والتبرع بالأعضاء لزراعتها وغيرها، وهناك من رأى ضرورة قصره على مجال واحد، لذلك أسست جمعيات بر خيرية، وجمعيات تعليم أو تربية أو رعاية إلى آخر القائمة، المهم أن تُعنى أي جمعية من تلك القائمة بمجال واحد فقط، بالرغم من أن معظم تلك الجمعيات مكررة في أكثر من منطقة وتؤدي نفس الغرض، أي أن بعضها تأسس ليس بناءً على حاجة المجتمع الفعلية، وإنما وفقاً لرغبات الداعمين من أهل الخير في أن يضعوا تبرعاتهم في مجال محدد تماهياً مع قناعاتهم الخاصة.

قبل فترة تلقيت دعوة كريمة من الدكتور محمد بن عبد الله السيف مدير عام جمعية أسرة الخيرية ببريدة لزيارة الجمعية والاطلاع على نشاطاتها الخيرية الموجهة لشرائح متعددة في مدينة بريدة وخارجها.. الحقيقة وجدت الجمعية التي تأسست عام 1429هـ بترخيص من الشئون الاجتماعية برقم 437 تطبق مفهوماً جديداً في العمل الخيري يخرج من نطاق المفهوم الضيق لفئة محددة في المجتمع إلى مفهوم شامل يستهدف بخدماته معظم الشرائح والفئات، وتلك الخدمات ليست مقصورة في جانب واحد وإنما في مجالات كثيرة. الجمعية ومن خلال وحدة التوافق الأسري تقدم خدماتها للباحثين عن شريك العمر لحل مشاكل التأخر عن الزواج عبر برنامج معلوماتي يتمتع بالسرية التامة، كما تقدم وحدة الإصلاح الأسري خدماتها بواسطة متخصصين لإصلاح ذات البين وتخليص الحياة الزوجية من المشاكل العالقة بين الشريكين، وتقدم وحدة تيسير الزواج إعانات مالية وقروضاً للمقدمين على الزواج تبلغ في مجموعها أكثر من أربعين ألف ريال للفرد الواحد وفق ضوابط وشروط ميسرة لمساعدة الشباب في دخول حياة جديدة، ومن خلال متخصصين في شئون الأسرة تستقبل الجمعية يومياً كثيراً من الاستشارات الأسرية وتقدم النصائح والحلول. الجانب المهم أن جمعية أسرة ومن واقع رسالتها بالإسهام في تحقيق الاستقرار والأمان الأسري والاجتماعي والوطني تنظم دورات تدريبية في مهارات الأسرة وأسس بناء الحياة الزوجية السليمة وطرق تقوية العلاقات بين الزوجين وبخاصة للمقدمين على الزواج، وقد وضعت شرطاً أساسياً للحصول على المساعدة أو القرض بحضور الدورة التدريبية، وهي خطوة متقدمة تحسب سبقاً لجمعية أسرة على بقية المؤسسات والجمعيات في وطننا العزيز.

من خدمات الجمعية التي أسعدتني حين وقفت عليها خلال الزيارة «أكاديمية قادة المستقبل»، وتُعنى بتدريب الناشئة الصغار على المهارات الإدارية ومهارات التفكير والإبداع والقراءة والرسم واللغة الإنجليزية والتفوق الدراسي.

الجمعية تعتمد على إعانة بسيطة تُقدم من وزارة الشئون الاجتماعية، أما الجزء الأكبر من ميزانيتها فيدفع من المتبرعين من أهل البذل من رجال أعمال وغيرهم كل حسب المجال الذي يرغب دعمه، وأعتقد أن هذه الجمعية الوطنية الرائدة كي تستمر في عطائها وتحقيق أهدافها المستقبلية بحاجة لدعم وسخاء أكثر من رجال الأعمال في مدينة بريدة بشكل خاص.

Shlash2010@hotmail.com

تويتر @abdulrahman_15

مقالات أخرى للكاتب