14-11-2014

الرياضة أمل توحيد الشباب الخليجي

بصراحة و عطفاً على ما تشهده الساحة العربية من احداث امتدت إلى العمق الخليجي ليكون هناك اختلاف لم يتجاوز وجهة النظر، و لكن يعتبر من وجهة نظري الشخصية شرخا في العلاقات الخليجية فيما بينها و رغم انها لم تصل إلى حد القطيعة إلا أنها لا زالت متماسكة خاصة على المستوى الشعبي اكثر من المستوى الرسمي، و يعود ذلك إلى الترابط الاجتماعي و التقاء العرق و الدم حتى اصبحت بيوت واحدة و ما يطمئن اكثر هو ان تلك الخلافات لم تؤثر على المسيرة الرياضية الخليجية، فبالامس انطلقت دورة الخليج الـ22 في العاصمة الرياض و التي تعتبر المركز الرئيسي و حاضنة الخليج و عاصمة العرب، و يعتبر العرس الخليجي فرصة سانحة لالتقاء الشباب الخليجي من جماهير و اعلام و مسئولين رامين خلف اظهرهم اي خلافات قد تحدث دائماً بين الاخوان، و مع انطلاق البطولة و التي ارى من وجهة نظري ان مردودها الاستراتيجي و الاجتماعي اهم بكثير من اي مطمع رياضي، فلم يعد الشغف بتحقيق تلك البطولة كما كان سابقاً فالبطولات القارية و العالمية جعلتنا نفرح فقط في دورات الخليج او اي منافسة خليجية كإرث اجتماعي نتمنى ان يستمر فهو مبني على الاحترام و كرم الضيافة بين ابناء المنطقة الواحدة، مرحبين كذلك بدولتين عزيزتين علينا جداً، و لهم كل الاحترام و التقدير فهما جارتان و تربطنا معهما علاقات غير طبيعية على مختلف الاصعدة وهما دولة العراق و دولة اليمن، فهما من الاشقاء نفرح بوجودهما بيننا كخليجيين، وكل ما اتمناه ان تحقق هذه البطولة و هذا التجمع المبارك اهدافه التي تعود على شعوب المنطقة بالخير و البركة، اما تحقيق البطولة فمن يرفع كأسها سوف نهنئه، وأتمنى ان يحققه الاخضر ليعيد ولو بسمة صغيرة على محبي مجتمع رياضي فقد الابتسامة و الانجاز على مختلف الاصعدة من فترة ليست بالقصيرة.

مدرب الهلال خلف خسارة اللقب

تعددت اسباب خروج الهلال من دون تحقيق الحلم القاري و الذي يعتبر من وجهة نظري الاسهل على مدى مشوار هذه المسابقة او اي مسابقة اخرى، حيث ان الهلال وصل إلى المباراة النهائية مع فريق اقل ما يقال عنه انه فريق مبتدئ، ولا يملك كاريزما البطولات ولا حتى الوصول للنهائي و الحقيقة ان الهلال كان هو الاجدر بها و لكن بغض النظر عن تكالب بعض الظروف إلا أنني احمل المدرب جزءا كبيرا من الاخفاق، كيف لا وهو من وصف فريق سدني الاسترالي بالفريق الضعيف، و هذا الوصف كفيل بحد ذاته بإعطاء الطمأنينة للاعبيه وعدم احترام الخصم، فدائماً اذا لم تحترم الفريق المقابل فقد تخسر مهما كان مستواه و امكانياته الضعيفة، فمدرب الهلال اعرف انه صغير بالسن و قليل خبرة و ضعيف في الانجاز و لكن جميع العوامل آنفة الذكر لا تجيز له عدم احترام الخصم، و قد وضح ذلك جلياً على اللاعبين فدائماً الايحاء بان المنافس اقل امكانيات يصيب اللاعبين بالثقة المفرطة، و الشعور بالانتصار قبل البداية و هذا عامل غير ايجابي، و دائماً ما تخسر الفرق باسبابه.

والامر الآخر انه لا يجيد قراءة ما يدور في المستطيل الاخضر ولا يملك الشجاعة التي يجب ان تتوفر في اي مدرب يطمع في تحقيق الانجازات الكبيرة، فحديثه و وصفه للفريق بأنه ضعيف متناقض تماماً لادارته و تعامله مع اللقاء، فلا اجد تفسيراً ان يلعب بخط دفاع كامل و لاعبي ارتكاز و تكثيف الوسط و الاكتفاء بمهاجم واحد اذا كان الفريق كما وصف ضعيفاً، و ماذا سيفعل لو كان الفريق اقوى مما وصف؟! وهنا يتضح ان تناقض تعامله المختلف عما ادلى به في المؤتمر الصحفي يدل على انه لا يثق في امكانيات لاعبي فريقه، او انه لا يملك ثقافة ادارة اللقاءات الكبيرة، و هذا قد يكون من اهم عوامل فقدان الهلال البطولة القارية، و التي يجب ان يتم التعامل مع اسباب الاخفاق بعقلانية و دراية، بعيداً عن الانفعالات و القرارات المستعجلة.

نقاط للتأمل

- انطلقت امس دورة الخليج بتجمع خليجي عربي في العاصمة الرياض، و يعتبر هذا التجمع هو المكسب الحقيقي، بغض النظر عن اي مكاسب اخرى، فنحن بحاجة إلى لقاءات اخوية تجمع بيننا، و قد تكون الرياضة عاملا مساعدا لذلك.

- لظروف الطبع لا اعلم ما آلت إليه نتيجة لقاء المنتخب السعودي مع المنتخب القطري، و لكن انا لست متفائلاً كثيراً عطفاً على ادارة الامور في المنتخب و غياب العناصر الشابة المميزة.

- سبق دورة الخليج تصريحات نارية من بعض المسئولين في المنتخب و قبله بيانات من بعض الاندية و اعتقد ان هذه اجواء لا تساعد اطلاقاً على النجاح، و لكن هذه مشكلة من ابتليت بهم الرياضة.

- ليس من الضروري ان تكون نجماً في الادارة او في الاستديو او في اي مكان آخر، حتى ولو كنت نجما يوما من الايام في الملاعب فكرة القدم موهبة فنية، و لكن بعض الامور الادارية تكون علمياً ولا تستطيع ان تجمع بينهما.

- سابقاً نظمت المملكة بطولات قارية و عالمية بكل يسر و سهولة، و اليوم لم نستطع ان ننظم دورة اقليمية، ولولا تدخل ولي الامر لما عرف ان كانت الرياض ستحتضن كأس الخليج ام ستقام في الربع الخالي ( مؤسف ).

- تفتقد دورة الخليج المقامة حاليا عدة نجوم بسبب الاصابة، و من ابرزهم نجم المنتخب القطري خلفان ابراهيم خلفان، و كذلك النجم العماني عماد الحوسني والعراقي يونس محمود، و بلا شك سنفتقد لابداعاتهم.

- اذا كان هناك غياب قصري في بعض المنتخبات الخليجية فإننا نستغرب من غياب بلا مبرر لبعض نجومنا امثال محمد السهلاوي و الذي يعتبر غيابه لغزاً محيراً.

خاتمة:

تصغر العقول عندما تنشغل بامور الاخرين، و تكبر العقول عندما تركز على ذاتها.

ونلتقي عبر جريدة الجميع الجزيرة، ولكم محبتي، وعلى الخير دائما نلتقي.

مقالات أخرى للكاتب