28-11-2014

وهل للإرهابي عهد؟!

لعل الكثير تفاجأ بقيام مروان الظفر مع أكثر من ثلاثين شخصاً بقتل الأبرياء في حادثة الدالوة، وثبت تورطهم مع التنظيم الإرهابي داعش وتلقي أوامر منه، وقد أطلقت الحكومة سراح بعضهم في وقت سابق بعد مناصحتهم وقضائهم أحكاماً تتعلق بالإرهاب والتطرف الديني. ومروان هو الشخص الذي ظهر في برنامج الثامنة مع الزميل داود الشريان عام 2012م لمناقشة أوضاع السجناء السعوديين المعتقلين في العراق، وأعطى المشاهدين انطباعاً عن شخص خلوق تائب عاد من سجون ظالمة وتحدث عن معاناة كبيرة ولا يريد تكرارها مستقبلاً، بينما هو في الواقع عاد ليفسد في الأرض بالقتل والإرهاب.

وبرغم رفضي التعاطف مع المعتقلين في دول أخرى، بل مطالبتي بعدم عودتهم من هناك، أو سجنهم مدى الحياة بسبب خروجهم أصلاً للقتال في مواقع الفتن، وانضمامهم للإرهابيين في تنظيمات مشبوهة؛ فقد أسفت على استضافة بعضهم في برنامج جماهيري واستدرار تعاطف المجتمع معهم، وهم ثلة من المجرمين مارسوا تعذيب الأبرياء واحترفوا القتل وسفك الدماء، فكيف تتم استضافتهم ومناقشتهم واستعطاف الحكومة العراقية بإطلاق سراحهم، بل التوسل لدى وزارة الداخلية بإجراء اتصالات سياسية لعودتهم للمملكة وإطلاق سراحهم وهم قد اقترفوا جرائم هناك؟! وسيمارسونه في بلادنا طالما كان الإجرام يسري في دمائهم. والثلة الباغية التي قامت بقتل الأبرياء في الدالوة هم بالواقع مجرمون تم إطلاق سراحهم بعد محاورتهم بما يسمى المناصحة والإقلاع والتوبة، ولكنهم خانوا الأمانة ونكثوا العهد وخذلوا الحكومة وأنكروا فضلها بعد منحهم الفرصة ليبدأوا حياة جديدة بعيدة عن العنف والقتل! فليس لهم حينئذ عهد ولا ذمة ولا مصداقية.

وحفاظاً على أمن بلادنا واستقرارها ينبغي قطع دابرهم والتخلص من الورم السرطاني الذي يهدّد جسد الأمة وقد يصيب جميع أعضائها بالعدوى. ولعل الأمر يحتاج لإعادة النظر مع المجرمين الذين لا يريدون ببلادنا خيراً ويبطنون لأهلها الشر، فهل ستثق بهم الحكومة؟ وهل ما زال لذويهم وجه بالتوسل لديها لإعادتهم من مواقع الفتن؟

وطالما اختاروا القتال؛ فلا تحرصوا على عودتهم، بل دعوهم يموتون هناك، ولا يعودون للإرهاب والقتل هنا!

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب