مشاركة دولية كروية في الكأس الذهبية للأخضر السعودي (بدون لاعبين الهلال) وأداء متذبذب مائل للسلبي أكثر على المستويين الدفاعي والهجومي رغم تغيير المدربين إقالة مانشيني وعودة رينارد غير أن الوضع على حاله بدون تغيير !
غادر منتخبنا بطولة الكونكاف الذهبية من الدور ربع النهائي بعد الخسارة من المكسيك (المتوقعة) ولا أقول (المنطقية)؛ متوقعة عطفا على فوارق الامكانات ونظرتنا لأنفسنا وللآخر وهذه منتهى السلبية مهما كان التفاؤل والإقدام يذيب أية فوارق كانت؛ فمن خاف .. خسر! .
أما المنطقية فلا توجد بقاموس كرة القدم فهي تعطي من يعطيها لكنها أحيانا ترضخ لقوانين الأفضلية والمستويات والعقليات ولا ننسى بأننا شاركنا كضيف جديد على كرة اتحاد امريكا الشمالية والوسطى والكاريبي، صحيح كنا نأمل تقديم مستويات ونتائج أفضل، لكن وكما يقال (الجود من الموجود) وهنا لا أقلل ولا أستبعد مسؤولية الفرنسي هيرفي رينارد عن النتيجة النهائية كتقييم عام لكن يبقى الأهم الاستفادة الفعلية من المشاركة في بطولة تختلف فكريا كمدرسة كروية تكتيكيا بدنيا وعلى كافة المستويات عن كرتنا، بمعنى آخر مشاركتنا في الكأس الذهبية أضافت لمنتخبنا بعدا جديدا (مفترض) مدرسة كروية لها أسلوبها وطابعها الخاص وهذا قد يفيد في قادم مباريات المنتخب في الملحق وغيره الذي اتجهت إليه خطى الأخضر على طريقة بيدي لا بيد عمرو من حصيلة نتائج ومستويات مخيبة للآمال في طريق التأهل لكأس العالم!
تابعت مباريات البطولة أعجبتني روح اللاعبين في بعض المباريات وثقتهم في أنفسهم، والتي كبلها خوف رينارد من التقدم بالهجوم والتركيز غالبا على الدفاع ولا أكثر من مباراة المكسيك!! صحيح، فارق المستوى والجودة لصالح المرشح الأقوى لنيل اللقب ولكن كان بالإمكان أفضل مما كان؛ فالأداء لم يرتق لمستوى التطلعات تجربة قوية بدنيا وتكتيكيا ونهج كروي شبه جديد عطفا على حداثة البعض على هكذا مباريات لكن الأهم استثمارها مستقبلا!
في كل مرة يهزم منتخبنا ويخرج من بطولة تتجه أصابع الاتهام للمدرب فهو كبش الفداء الأقرب والأسهل للبعض، ورغم ان المدرب يتحمل جزءا من المسئولية في الخسارة، مثلما المكسب لكن من الظلم تحميل المدرب كل الأخطاء لأنه جزء من منظومة العمل المتكاملة بما فيها الإدارية! وأنا أرى الأخطاء والسلبيات ذاتها سواء على مستوى الدفاع او الهجوم يتبادر لذهني مسألة محدودية المنتج الكروي المحلي كخيار متوفر وكميات محدودة ونادرة كجودة؛ فالجود من الموجود وهذا أفضل المتوفر في ظل سيطرة العنصر الأجنبي على الدوري فاللاعب المحلي إما حبيس الدكة او يشارك نادرا ولوقت محدود لا يتعدى دقائق! وهذه مشكلة تحدث عنها أغلبية المدربين!
رينارد في هذه البطولة مع مجموعته أبلى حسنا رغم النقص على مستوى العناصر والامكانيات لعب بالمتوفر في بطولة صعبة تكتيكيا صعبة بدنيا شرسة كرويا مع فرق القارة الأمريكية المعروفين بالصرامة والقوة والفكر والتكتيك، والأهم الاستفادة للاعبين كخبرة تراكمية للمستقبل!
لازالت مشكلة الدفاع والهجوم في المنتخب السعودي (أزلية) وبلا حل رغم تغيير المدربين !
بطولة إعدادية لمنتخبنا على الأكثر أتمنى أن تكون استعدادية لبدء العمل لمباريات الملحق!
** **
- هيا الغامدي
@Haya_alghamdi