أسرَعتُ لكِن نأى بي عَنهُ إسراعي
كأنَّ سَعيِي إليهِ دُونَما ساعِ
تلاطَمَ الحِبرُ في أوراقِهِ وأنا
ما بَينَ أروَعِ بَحَّارٍ ومُرتاعِ
أصُبُّ فَخري ومَوجُ اللَّومِ يغمُرُني
صَوتُ البَشيرِ مَحَتهُ صَيحَةُ النّاعي
أُذيبُ حَرفي بقَلبي كَي يُطَوِّعَهُ
لكِنَّ عَقلي لقَلبي غَيرُ مِطواعِ
ضِدّانِ هذا بَراكينٌ وذا جَمَدَتْ
فِيهِ مَكائدُ كَذّابٍ وخَدّاعِ
أميلُ أنّى أرَتْني الشَّمسُ غايتَها
ويَجهَلُ الزَّهرُ ما في رأسِ تَبّاعِ
تَجري السَّحابُ وأجري حَيثُما ومَضَتْ
بخُلَّبٍ مِن أماني الشّائمِ الرّاعي
نَحَتُّ صورَتَهُ في الصَّدرِ رائعَةً
تَناثَرَت دُونَ إيناسي وإمتاعي
رأيتُهُ بخيالي في حَقِيقتِهِ
أنأى وأدنى وسيعًا ضَيّقَ الباعِ
وكَم تَجَشّمتُ عُمرًا كي أُعانِقَهُ
وذُقتُ في قَفرِهِ ويلاتِ إقناعي
وكان فَخرًا تَهاوَى فانتَهَيتُ بِهِ
أذَلَّ مِن وَتَدٍ في صَفحَةِ القاعِ
** **
عبدالرحمن بن صالح الخميس - الرس